عين البطولات

ت + ت - الحجم الطبيعي

هناك ألقاب لها طعم يختلف عن بقية الألقاب، وبقية التتويجات، واعتقد أن العيناوية اكتشفوا هذا الفارق وهذا الاختلاف عندما انتزعوا لقب دوري الخليج العربي في الموسم الحالي، ليس لأن اللقب هو الأول في تاريخ نادي العين العريق، فالجميع يعلم أن الزعيم هو صاحب أكثر رقم قياسي في الفوز باللقب الذي فاز به للمرة الثانية عشرة، وهو رقم سيكون من الصعب إدراكه أو تحطيمه، والاختلاف أيضاً ليس لأن العيناوية ابتعدوا عن الألقاب لفترة طويلة، فالكل يعمل أن العين فاز الموسم الماضي بكأس صاحب السمو رئيس الدولة، إذاً أين الاختلاف؟ ولماذا تغير طعم اللقب هذه المرة؟

من وجهة نظري اللقب العيناوي الثاني عشر في مسابقة الدوري العام، له وقع آخر لدى عشاق الزعيم، كونه أتى في موسم استثنائي، عانى فيه الفريق من غيابات وإصابات طالت اهم أعمدته، وفي ظل تنافس على اكثر من جبهتين مهمتين وكبيرتين، والجميل ان النجاح جاء بتوقيت مناسب في الأولى، وتمكن من حسم اللقب مبكراً قبل ثلاثة أسابيع من النهاية، والثانية يمضي بها بشكل مبشّر، واعني مسابقة دوري أبطال آسيا، وبحاجة الى خطوة ناجحة للتأهل الى الدوري الثاني خلال الجولتين القادمتين.

عندما يغيب عن فريق لاعب بحجم عموري وقدراته، لا شك ان هذا الفريق يتأثر، فما بالنا اذا غاب عنه عموري وجيان، دفعة واحدة، لكن مع هذا استطاع العين ان يواجه كل المطبات، ويتجاوزها بجدارة واستحقاق، بفضل جهود كل القائمة البنفسجية حتى الوصول الى لقب البطولة الأصعب، فهذا يدل على معدن اللاعبين وتفانيهم وتقديرهم للمهمة الملقاة على عاتقهم، في انتظار ان يستمر هذه التوهج في المشوار الآسيوي، ويقدم لجماهيره الكبيرة ولكرة الإمارات اللقب الآسيوي الغائب عن خزائن أنديتنا، منذ أكثر من 12 عاماً، حين تُوّج حينها العين باللقب للمرة الأولى والأخيرة.

عندما تكون هناك حالة من عدم الرضا عما يقدمه المدرب زلاتكو، ويحدث الكثير من الأخذ والرد، والشد والجذب، وانتقاد من هنا وهناك على خياراته، ومع كل ذلك تقوم إدارة النادي ومجلس إدارة كرة القدم برئاسة الشيخ عبدالله بن محمد بن خالد آل نهيان بدعم المدرب وإعطائه الفرصة كاملة، وتجديد الثقة به بعد كل تعثر أو تراجع في المستوى، فهذا يدل على احترافية الإدارة، وإدراكها أن القرارات يجب أن تكون مدروسة وفي توقيتها الصحيح، وهذا هو الدرس الأهم في مشوار الانتصارات والألقاب، وهي عين البطولات.

 

Email