المريخ الإمارة الثامنة

ت + ت - الحجم الطبيعي

استوقفني في الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات تأكيدات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، أن الإمارات لديها كافة المقومات الاقتصادية والثقافية والحضارية لبناء مكانة عالمية راسخة في كافة قطاعاتها، مضيفاً سموه: «هدفنا ترسيخ مكانة الإمارات حول العالم وترسيخ محبة الشعوب للإمارات»، موضحاً سموه بعد ذلك أن «استراتيجية القوة الناعمة للإمارات برنامج عمل شامل لكافة القطاعات ومسؤولية سمعة الإمارات هي مسؤولية كافة الفئات».

فهذه الرسالة العميقة تؤكد من ناحية عملية الهدف الأساسي للاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات، الاتحادية والمحلية، ألا وهو تضافر جهود الجميع وعلى كافة المستويات من أجل رفعة وعز ونهضة الإمارات، وتطوير علاقاتها حول العالم لما يخدم مصالحها. لاحظوا أن سموه قال «ترسيخ محبة الشعوب للإمارات» وفي هذه العبارة من العمق الكثير الكثير مما نحتاج جميعاً أن نفهمه وندركه ونمارسه في حياتنا اليومية.

كانت الاجتماعات السنوية للحكومة خلية نحل لا تتوقف، مليئة بحماس قل نظيره لشباب الحكومة، شيباً وشباناً، فالكل متحمس لتقديم الجديد، وبذل الجهد، وتوحيد الرؤى، كما أن الجمع بين مسؤولي الحكومة الاتحادية ومسؤولي الحكومات المحلية السبع لعب دوراً مؤثراً في تنسيق المواقف والخطط ومواكبة الطموحات على المستويين الاتحادي والمحلي فنحن في النهاية «دولة الإمارات» دولة البيت المتوحد.

وعلى الطريق نحو مئوية الاتحاد عام 2071، استوقفتني عبارة لخبير أجنبي شارك في الاجتماعات عندما طالب بأن نرسل لهم عدداً من وزرائنا عندما رأى حماستهم لاستشراف المستقبل ومستوى الطموحات التي تناقشها حكومتنا ليس بشأن الأمس واليوم، وإنما بشأن العقود الخمسة المقبلة، وهو محق فنحن، بفضل الله ثم باهتمام القيادة، الدولة الوحيدة في العالم التي لديها وزارة للمستقبل وحكومة تطبق اليوم ما سيطبقه الآخرون بعد عشر سنين.

ولعل من تابع المحاور الأساسية التي خلصت لها الاجتماعات وهي أفضل حكومة وأفضل تعليم وأفضل اقتصاد وأسعد مجتمع، لا يفاجئه شيء من ذلك، لأن هذا بالضبط مجمل طموحات «المحمدين» التي سعيا حفظهما الله إلى تنفيذها وعقدا العزم على تحويلها إلى واقع معاش وليس مجرد طموح. وما أجلها نعمة الله سبحانه وتعالى علينا بالمحمدين اللذين لم يكتفيا بكل ما تحقق بفضل الله حتى الآن، وهو كثير كثير، لكنهما يسعيان لاستدامته وتعزيزه وتطويره حتى يعيش فيه أحفادنا حين يحتفلون بمئوية اتحادنا العظيم.

أما وقد أنشأنا مدينة لمحاكاة الحياة على المريخ هنا على الأرض، فسوف يأتي يوم بإذن الله يحصل في المريخ ما حصل في القارة القطبية الجنوبية حيث يتم تقاسم الأراضي والثروات حسب أسبقية الاستكشاف، ويومها ستكون لنا حصتنا بالتأكيد وسنبني هناك مدينتنا المريخية وسنسميها إن شاء الله الإمارة الثامنة. ولا أرى ذلك مستحيلاً ولا ضرباً من الخيال، بل واقع منظور لمن يعملون ويضعون أهدافهم نصب أعينهم.

نحن نعمل ونخطط، أيها السادة، لسنا واهمين.

Email