غسيل شراع!

ت + ت - الحجم الطبيعي

في رأيي أن البيان الصادر في ختام الاجتماع التشاوري الرباعي يوم الأربعاء الماضي، حقق أهدافه، بمجرد أن أنهى الوزير سامح شكري قراءته، لأنه أوضح للعالم حقيقتين مهمتين. فالدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، لا تتعامل بردات الفعل ولا بالقرارات غير المدروسة، وما اتخذ من قرارات منذ الخامس من يونيو، كانت نتاج تقييم واضح ومدروس، لذلك جاءت نتائجه موجعة، حتى لو كابر البعض بإنكارها، متنعماً باللبن التركي.

هذه الحقيقة الأولى، أما الحقيقة الثانية، فهي أننا، ونحن نطالب حكومة «تنظيم الحمَدين» الخارجة على القانون الدولي ومواثيق مجلس التعاون والجامعة العربية والتعاون الإسلامي والأمم المتحدة، ومبادئ الأخوة وحسن الجوار، أن تحترم ذلك كله، فإننا الأحرص على أن نكون القدوة الحسنة لمن يريد في احترام القانون الدولي والمواثيق الأممية.

لذلك، جاءت المبادئ الستة التي تضمنها البيان، لكي تمثل رسالة واضحة للمجتمع الدولي ككل، ولشركاء الدول الأربع، خاصة في مجلس الأمن والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بمبادئ واضحة لا لبس فيها، خاصة أنها تنسجم تماماً مع القانون الدولي والمواثيق المعتمدة.

ولو كان في تنظيم الحمدين بقية من عقلاء، لوجدوا أن هذه المبادئ الستة، تمثل لهم طوق نجاة، كان الأجدر أن يستغلوه، فيعلنوا موافقتهم الفورية عليها، ويروا عندها كيف ستتسع صدور الدول الأربع للتعامل المنتج مع خطوة كهذه. وحتى لا يفهمني أحدٌ خطأ.

أذكّر أن ما بات يعرف بالشروط الثلاثة عشر، مضمنّة جميعها في المبادئ الستة ولا تناقض بينهما، لكن الصياغة اختلفت، ويبدو أنه كان هنالك بالون اختبار فيها لكشف النوايا الحقيقية للدوحة، وإسقاط ما تبقى من أوراق توت تُخفي سوءتها أمام المجتمع الدولي.

مشكلة البعض في الدوحة، أنهم ما زالوا يعيشون في حالة إنكار تام، أعماهم سوء التقدير وقصر النظر وتراكم الأحقاد الدفينة، لأسباب تاريخية مفهومة، حتى عن التقييم الموضوعي للأمور، فظنوا مخطئين أن استمرار الأساليب السابقة، سيساعدهم هذه المرة، ولكنهم نسوا حقيقة مهمة: الاختيار الذي أوقعك في المشكلة لا يخرجك منها.

وحين يتحدثون عن الحوار لتضليل الناس، ينسون أن يقولوا للناس ‘ن الدول الأربع، وغيرها، حاورتهم على مدار 22 عاماً بلا جدوى. أما اليوم، ولأن العاقل من اتعظ بغيره، فلم يعد هنالك مجال للحوار العبثي غير المنتج، ولا للمراوغة والتذاكي والهروب إلى الأمام.

البيان كان واضحاً حين قال إنه «لا يمكن التسامح مع الدور التخريبي الذي تلعبه قطر في المنطقة من خلال دعمها للإرهاب»، فكم من الجهد يحتاجون لفهم ذلك!

أعتقد أن الجواب يأتينا من المسلسل الخليجي الشهير «درب الزلق»، حيث يقول سعد الفرج: «بسنا فلوس يا حسين». ومنه نقول: عزيزي «نامق»، ترى هذا البيان كان غسيل شراع من النوع الفاخر.

دير بالك.

 

Email