الحب وفارق السن

ت + ت - الحجم الطبيعي

التقت به في أحد المنتديات الأدبية التي اعتادت ارتيادها لشدة شغفها بفن القصة، وفي ختام المنتدى بدأ تكريم بعض كتّاب القصة المتميزين، وبينما جميع الحضور منشغلون بالتصفيق التقليدي الذي يحظى به أي كاتب من باب المجاملة أو العرف السائد، سألت أحد الحضور الذي مر بجانبها بالرغم من ترددها لأنها لم تلتقِ به يوماً: «هل أنت من منظمي هذا المنتدى؟»، هذا السؤال الذي علق صورتها في مخيلته لا تكاد تفارقه، فردّ عليها: «أنا من المدعوين، ولكن كيف أستطيع مساعدتك؟.. تعلمين يا أستاذة يبدو أننا التقينا مسبقاً في مكان ما». الحب هو الاحتلال غير المعلن لا يطرق أبواب القلوب ليدخلها، بل يقتلعها رامياً فارق العمر عرض الحائط.

جرى العرف أن تكون الزوجة أصغر سناً من الزوج، إلا أن هناك بعض الحالات يتزوج فيها الرجل بامرأة تكبره في السن، غير مكترث بما قد يواجهه من مشاكل، ونظرات مجتمع لا يتقبل بسهولة أن يكون الزوج أصغر من زوجته. ولكن ما الذي يجذب الرجل إلى امرأة تكبره سناً؟

تؤكد إحدى النساء بأن شعور الرجل بأن زوجته أكبر منه يصعِّب عملية التفاهم فيما بينهما، خاصة عند الرجل الشرقي الذي له طباع خاصة، ولكون زوجته أكبر منه سناً فهذا يجعله يشعر بالضعف لذا تنشب بينهما الخلافات. وفي نظر البعض، هناك أشياء أهم بكثير من السن طالما أن الطرفين راضيان عن هذه العلاقة ومتفاهمان، ويربطهما الحب برباطه المقدس الذي يذوِّب فارق السن.

فلا ننسى أن الحب أعمى وغير مبرر في الكثير من العلاقات، لذا ليس بغريب أن يحب الشاب امرأة تكبره سناً، وإن بدا الأمر غير منطقي عند بعض الأشخاص. بعض الرجال أصغر من زوجاتهم، ويتحملون المسؤولية في الحياة الزوجية، والبعض في الخمسين ويعيشون مراهقة متأخرة، فالشخصية هنا هي التي تتحكم بطبيعة الرجل لتجعل منه رجلاً.

فثمة أسباب عدة قد تدفع الرجل إلى البحث عن امرأة تكبره سناً، منها العاطفي، والاجتماعي، والنفسي؛ فالرجل قد يعاني على الأرجح من نقص عاطفي بسبب فقدان والديه في عمر صغير، أو عدم اهتمام أهله به، أو صدمته من علاقة عاطفية غير موفقة سببت له جرحاً غائراً في الماضي. لذلك يبحث الرجل عن الدعم العاطفي في امرأة تكبره سناً، بحيث تعوّض النقص الموجود لديه.

أخيراً، وليس آخراً، الزواج يعتبر من القدر المكتوب في اللوح المحفوظ الذي لا يعلمه إلا الله، فلكل علاقة ظروف خاصة، لذا يصعب تعميم قاعدة الفشل والنجاح في العلاقة الزوجية التي يكون فيها الزوج أصغر سناً. لذا ينصح بعض الاستشاريين بعدم أخذ نظرة المجتمع بعين الاعتبار، وتجاوز المشاكل التي من الممكن أن يواجهها المقبلون على الزواج بهدوء وعقلانية الذي يؤدي إلى نجاح العلاقة لتتحقق السعادة الزوجية.

Email