مسمى أصحاب الهمم

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقول أحد أصحاب الهمم إنه يعاني من وضعه كثيراً فنظرات الآخرين تؤرقه وتزيده ألماً وحسرة فقد ولد غير قادر على المشي ولكنه واصل حياته بحلوها ومرها حتى أكمل المرحلة الثانوية، وبالرغم من أن ذلك بحد ذاته إنجاز إلا أن بعض الأمور تضايقه في حياته فهناك من ينظر إليه بنظرة حانية أو بتعجب وكأنه يستغرب من جلوسه على الكرسي المتحرك.


إن نظرة العطف والشفقة التي يوجه سهامها بعض الناس تجاه الأشخاص من هذه الفئة وأسرهم تحفر آثارها عميقاً في نفوسهم، وقد تتعدى الجانب النفسي إلى الجانب الاجتماعي فيصعب على الأسرة اصطحاب الابن خلال زياراتها الاجتماعية لأنه يصبح همها الأكبر مداراة مشاعره خوفاً من نظرات العطف والشفقة التي قد تؤذيه بما يؤدي إلى حبس بعض الأسر لابنهم من أصحاب الهمم في المنزل.


هذا الشخص مثله مثل أي إنسان له كيان فهو قادر على العطاء والعمل فهناك كثير من الذين حققوا إنجازاتٍ عظيمة يشار لها بالبنان التي لم يحققها كثير من الأصحاء، وبلا شك فإن المشكلة تكمن في إعاقة الأنفس وليست لدى أصحاب الهمم.


خلال عرض نظمته وزارة تنمية المجتمع للسياسة الوطنية لتمكين أصحاب الهمم، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله اسم أصحاب الهمم بدلاً من ذوي الإعاقة، على هؤلاء، كما أمر بتحديد مسؤول في جميع المؤسسات والجهات الخدمية لتسهيل واعتماد خدمات مخصصة لهم.


أخذت السياسة الوطنية لتمكين أصحاب الهمم مساراً إيجابياً تحددت في ستة محاور رئيسية أولها محور الصحة وإعادة التأهيل، توفير برامج تأهيل مهني تناسب مختلف الإعاقات، توفير معايير موحدة للمباني تراعي احتياجات ذوي الإعاقة، الحماية الاجتماعية والتمكين الأسري، وأخيراً محور الحياة العامة والثقافة والرياضة.


سعادة لا توصف دخلت قلوب أصحاب الهمم بعد معرفتهم بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بتغيير مسماهم إلى أصحاب الهمم الذي أثلج صدروهم وأشعرهم بالفخر والاعتزاز وأعطاهم دفعة قوية لتحقيق المزيد من الإنجازات، فهذا التوجيه سوف يغير من نظرة الشفقة والعطف من المجتمع التي طالما تسببت لهم بالتحطيم المعنوي الذي كان ُيصعِّب عليهم عملية الاستمرار في طريق النجاح.


اليوم ذلك الطريق الطويل المليء بالمطبّات والعقبات أصبح مرصعاً بسياسة وطنية واعدة تخط طريقهم نحو النجاح.

Email