الوصفة!

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما سر هذا الرجل؟، ينظم أكبر قمة عالمية لتطوير العمل الحكومي، ويحدث العرب عن استئناف حضارتهم المشرقة، ويدشن قوساً أثرياً أعيد بناؤه بعد أن دمره لصوص التاريخ والحضارة، ثم يطلب من حكومته المحلية أن تطبق اليوم ما ستطبقه بقية مدن العالم بعد عشر سنين، ويعلن عن برنامج الإمارات للإسكان على المريخ عام 2117، ومع ذلك يجد وقتاً لكي يطعم الحمام بيديه؟. الجواب ببساطة: إنه صاحب رسالة، وصاحب الرسالة لا يتعب.

لكن ما رسالة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله؟، رسالته بسيطة، وقد عبّر عنها في أكثر من مناسبة، ألا وهي تقدم الإنسانية، وبالطبع، فأول من يريد لهم التقدم أهل بلده ودولته وإمارته، لكن هذا الرجل العظيم لم يعد يقيد نفسه بالحيّز المحلي، وهو يقدم طروحات الخير للعالم أجمع.

هكذا فهمت القمة العالمية للحكومات، ودور سموه الفاعل فيها، وهكذا أفهم كل مبادرات سموه العالمية، ولا أظن أنني الوحيد في ذلك، فالتقدير الرفيع الذي يلقاه صاحب السمو، رعاه الله، من المجتمع الدولي، غربيه وشرقيه، فقيره وغنيه، يدل على المدى الذي يدرك فيه هذا العالم الدور الخيّر لسموه، وكيف لا، وهو من عوّدنا أنه «ويه الخير».

لقد توقفت مليّاً، في فعاليات القمة، عند الخطوة الحضارية الهائلة التي تمت برعاية صاحب السمو نائب رئيس الدولة، رعاه الله، وصاحب السمو ولي عهد أبوظبي، وبحضور أممي رفيع المستوى، وذلك بتدشين قوس النصر المعاد بناؤه باستخدام تكنولوجيا الطباعة الثلاثية الأبعاد، حفظاً لذاكرة الأجيال عن هذا القوس الذي دمرته عصابات داعش الإرهابية عند سيطرتها على مدينة تدمر الأثرية السورية. فهذه الخطوة تتجاوز رمزية التوقيت، إلى عالمية الرسالة الإماراتية، التي تقف دائماً مع الحضارة والتحضر، ومع الإنسان وسلامه وأمنه، ومع المحافظة على التراث والهوية الوطنية، بعيداً عن تشنجات الكراهية وأمراض الإرهاب السقيمة.

ولفت انتباهي كذلك طبيعة وتنوع الحضور الدولي للقمة، حيث حضرت وفود للمشاركة من مختلف أصقاع الأرض، هذا بالإضافة للمشاركين والمتحدثين الذين جاؤوا من نفس الطيف العالمي المتنوع، وهو ما يؤكد أن الإمارات ودبي ككل، والقمة العالمية للحكومات على وجه الخصوص، رسخت أقدامها على أرض الواقع والطموح، كمرجعية معتمدة على مستوى العالم، لكل ما يتصل بالجيل التالي من الحكومات.

لكن جلسة «استئناف الحضارة» مع صاحب السمو نائب رئيس الدولة، رعاه الله، كانت استثنائية بامتياز، في استشرافها وفي صراحتها وفي طروحاتها وحلولها، ولو أنصف العرب، لكانت هذه الجلسة بثت على الهواء في كل قنوات التلفزة العربية، ولأصبح مضمونها منهاجاً يدرس في كل جامعة ومدرسة عربية.

القمة العالمية للحكومات، لم تكن مجرد نجاح يضاف إلى سجل النجاحات الإماراتية، قدر ما كانت هدية عظيمة قدمناها للإنسانية جمعاء.

سلّم الله الأيادي.

Email