المواطنة بمفهوم إماراتي

ت + ت - الحجم الطبيعي

المواطَنة في الإمارات هي نمط متقدمٌ من المواطنة الصالحة، وهي بالتالي التزام وتكليف مثلما هي تميز وتشريف. نقول هذا ونحن ما زلنا في أجواء الاحتفال باليوم الوطني الخامس والأربعين الذي جددنا فيه العهد لقيادتنا الرشيدة ووطننا الأجمل على مواصلة مسيرة الآباء والأجداد من أجل رفعة هذه الدولة وسعادة هذا الشعب وخدمة هذه الأجيال.

وإذا كان من الطبيعي القول إن عالم اليوم يختلف تماماً عما كان عليه قبل 45 عاماً، فإن من نافلة القول التذكير بأنه لا يجوز أن يكون مواطن اليوم مثل مواطن 1971 إلا من حيث المعدن الأصيل والقيم الخالدة، أما العلاقة مع الوطن فينبغي أن تتطور بتطور هذا الوطن وتقدم هذا المواطن.

فمواطننا اليوم مشاركٌ إيجابي في هذا العالم، مبتكر، مطّلع، يجسد الشخصية الوطنية الإماراتية وقيمها المؤسسة في سلوكه وتفكيره، وقادر على التطلع إلى مستقبل عالمي مشترك لما فيه خير البشرية جمعاء، بل والمساهمة الفاعلة فيه، وفوق ذلك وبعده، يفتدي تراب هذه الأرض بالغالي والنفيس ويقدّم الدم ليروي في ثراها شجرة العز والسؤدد والاستقلال والاتحاد.

ثم إن مواطننا اليوم، في مواطَنته الصالحة المتقدمة، يمضي على خطى القادة الميامين، الآباء المؤسسين صنّاع هذا الاتحاد رحمهم الله، وأبنائهم حماة هذا الاتحاد رعاهم الله وحماهم، فما يغرسونه في شعب الإمارات من قيم متجددة يعني أنهم يطالبون كل إماراتي باعتناق المواطنة المتقدمة أسلوباً لممارسته للمواطنة الصالحة، وترسيخاً لولائه لقيادته وانتمائه لدولته، وإعلاناً لكونه «إماراتياً اتحادياً».

لذلك، ونحن نتحدث اليوم عن المواطنة؛ يجب أن نضع في اعتبارنا أنه عندما يخاطبنا القائد خليفة فيقول: «إن الأخلاق هي صمام أمان الأمم وروح القانون وأساس التقدم ومن دونها لا أمن ولا استقرار ولا استدامة، وتكريساً لما يتميز به أبناء شعبنا من شمائل حميدة اتخذ آباؤنا من البعد الأخلاقي نسيجاً ضاماً لبناء دولتنا الاتحادية وتنظيم علاقتها بالبيئتين الإقليمية والعالمية»، فهذا يعني توجيهاً سامياً من رئيس الدولة حفظه الله لكل مواطن ولكل مقيم ولكل مؤسسة وطنية بانتهاج فكر جديد في فهمنا للمواطنة والتقدم بها خطوات إلى الأمام مقارنة مع مفهوم المواطَنة عند غيرنا.

ألم يقل القائد «بو راشد» في ذلك: «مجتمعنا سيسهم بفعالية إيجابية في بناء رأسمالنا البشري المستقبلي، فتقديره للعلم قديم قِدمَ هذه الأرض، وسعيه لتحصيله مشهود، وقد أظهر دائماً قدرته على التكيف مع المتغيرات والاستجابة للتحديات، وهو لن يتأخر عن تبني الممارسات والتقاليد الحاضنة لقيم العصر الجديد، وغرس حب القراءة والاطلاع والمعرفة في نفوس النشء، باعتبارها المقدمات الضرورية لإعداد أجيال من الباحثين والعلماء والمبتكرين».

ألم يقل القائد «بو خالد» في ذلك أيضاً: «لأننا نتطلع دائماً إلى الصدارة والريادة فلا بديل لنا عن العمل الدؤوب والجهد المتواصل والبحث العلمي والمتابعة الحثيثة لتطور العالم السريع من حولنا في المجالات كافة».

إذن يا الإماراتي، ها هم قادتنا الميامين يضعون الجيل الجديد لمفهوم المواطنة في دولة الإمارات أمامك، فهل أنت جاهز للترقية؟

Email