سَلِمَ حدُّك يا سُمو السيف!

ت + ت - الحجم الطبيعي

في مثل هذه الأيام من العام 2004 تسلم الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان أمانة وزارة الداخلية في آخر تعديل وزاري في عهد مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله وطيب ثراه، وجعل الجنة مأواه.

ومنذ ذلك اليوم، تحولت وزارة الداخلية إلى خلية دؤوب تمتلئ بالحيوية والنشاط فوق ما كانت عليه من قبل بفضل الله ثم بفضل الرؤى التحديثية، وخطط التطوير والطموحات المستقبلية التي جاء بها الوزير السيف، سعياً لتعزيز أمن الوطن وأمان المواطن والمقيم والزائر، فكانت النجاحات المتراكمة نتيجة طبيعية للتفكير الجديد الذي جاء به الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان.

ومن متابعتي لأنشطة سمو الوزير، أعتقد أنه يمكننا أن نختصر الإنجازات الطموحة التي قام بها سموه في وزارة الداخلية والأداء الشرطي والأمني عموماً على المستويين الاتحادي والمحلي في مفهوم رئيسي واحد ألا وهو التعليم والتدريب والتأهيل.

حيث ركز سموه على تطوير الإمكانيات الفردية والجماعية لمنتسبي الوزارة ورفع سويتهم المعرفية في العلوم الشرطية والمعارف العامة ذات الصلة بعملهم وما يرتبط بذلك من مهارات وقدرات، وهو ما أدى بالنتيجة إلى تطور واضح وملموس في أداء الشرطة الإماراتية ووزارة الداخلية بإداراتها المختلفة، أصبح الجميع يلمسونه يوماً بعد يوم وبشكل ملحوظ.

قد يبدو هذا الكلام تكراراً لواقع نعيشه منذ مدة، ولكن المدقق يستطيع أن يلحظ أن التطور المتدرج ابتدأ منذ تسلم سمو الشيخ سيف لمسؤولياته، ولا تزال عملية التطوير مستمرة يوماً بعد يوم.

وأعتقد أن مبادرات مثل توفير أجهزة إنعاش القلب في المراكز التجارية وتوفير سيارات الإسعاف الوطني في جميع مناطق الدولة وغير ذلك من مبادرات تحمل بصمات سموه تمنحنا فكرة دقيقة عن مستوى التفكير المتقدم الذي يحمله هذا القائد الأمني الاستثنائي، الذي تجاوز منذ اليوم الأول نظرية العصا الأمنية إلى نظرية الشرطي الإنسان الكفء والأعلى جاهزية.

ولعل اهتمام سموه بالكفاءة الفردية للشرطي شكل حجر الأساس في زيادة الكفاءة الجماعية للأجهزة الشرطية والأمنية، لأن الشرطي المثقف والمطلع هو بالضرورة شرطي كفء وأكثر استعداداً، وبالتالي أكثر قدرة على الإنجاز ضمن منظور العمل الجماعي.

وهذه كلها أركان رئيسية لتحقيق مفهوم الأمن الإنساني الشامل الذي يحمي المواطن والمقيم والزائر ضمن أرقى المعايير الأمنية المتوفرة عالمياً دون مساس لا بحريتهم الشخصية ولا بحقوق الإنسان ولا بقوانين الدولة ودستورها الناظم.

وحين نحتفي اليوم بوزير داخليتنا وإنجازاته فإنما نستذكر في الوقت نفسه أن «مشروع سيف» هو في الواقع جزء تكاملي من مشروع قائد البلاد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، رئيس الدولة، وعضديه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ولي عهد أبوظبي نصره الله.

أما سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان فعلنا ننطلق بلسان كل إماراتي حين نقول له: سَلِمَ حدُّك يا سُمو السيف! وسلمت يداك يا سيف الإمارات!

Email