الشيخ حمدان في دندي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشرفت قبل أسابيع قليلة بالمشاركة ضمن كوكبة من رجالات الوطن في حفل تخريج دفعة جديدة في برنامج «التعددية الثقافية ومهارات القيادة»، الذي نظمته كلية آل مكتوم للدراسات العربية والإسلامية في مدينة دندي الأسكتلندية، هذه الكلية التي أسست بمبادرة كريمة وتستمر بدعم سخي من لدن سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وزير المالية، راعي هيئة آل مكتوم الخيرية التي تشرف على الكلية والتي أصبحت اليوم واحدة من أبرز منارات التواصل الحضاري والتلاقي الثقافي بين الشرق والغرب، بهدف تجسير الهوة وبناء وتعزيز أواصر التفاهم البشري إضافة إلى تعريف الغرب بديننا الحنيف وحضارتنا الزاهية بأسلوب علمي وأكاديمي لا يختلف عليه اثنان.

لكنني أستأذنكم بالإضاءة على برنامج التعددية الثقافية ومهارات القيادة الذي تنفذه الكلية بتوجيهات من سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وزير المالية، في إطار اهتمام سموه بتأهيل وتمكين بنات الإمارات ليصبحن قياديات المستقبل، حيث شارك في الدفعة التي شهدنا تخرجها من البرنامج ستون طالبة غالبيتهن إماراتيات، إضافة إلى طالبات من قطر ومصر وماليزيا، عدا عن ثلاث موظفات من طاقم جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز.

حيث تنبع أهمية البرنامج من كونه أبرز برنامج وطني لإعداد الإماراتيات للقيادة أثناء دراستهن الجامعية مع ربط ذلك بمفاهيم التعددية الثقافية والتواصل مع الحضارات والشعوب الأخرى ضمن إطار منهجي أكاديمي، وهو ما يصقل شخصية الفتاة ويؤهلها لممارسة دورها القيادي المؤمل في خدمة الدولة وشعبها ومستقبلها. وتأتي هذه المبادرة الكريمة من سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم استمراراً لنهج سموه الرفيع في دعم الشباب الإماراتيين وتزويدهم بالذخيرة العلمية والتدريب العملي وتأهيلهم لخدمة دولتهم على أكمل وجه، كما تمثل حرص سموه على رفع سوية الأداء التعليمي والتدريبي لما بعد الدراسة الجامعية من خلال ربط المحتوى الأكاديمي بالمتطلبات العملية والثقافية المختلفة التي تواجهها الخريجات في ميدان العمل.

وكانت كلية آل مكتوم للدراسات العربية والإسلامية افتتحت بمدينة دندي باسكتلندا (بالمملكة المتحدة) في مايو 2002م وتتبع اكاديمياً وعلمياً لجامعة ابرتي في دندي، حيث تمنح شهادتي الماجستير والدكتوراه في الدراسات العربية والإسلامية وتهدف الى تحسين صورة العرب والمسلمين في الغرب في ظل غياب البحوث والمعلومات العلمية عن ثقافتهم ودينهم، وما يتعرضون له من تشويه وحملات مغرضة.

وقد لاقت مبادرة سمو الشيخ حمدان بن راشد بافتتاح هذه الكلية تقديراً وترحيباً واسعين من المجتمع المحلي في مدينة دندي حيث منحت جامعة أبرتي سموه الدكتوراه الفخرية تقديراً لهذه المبادرة، لكن التأثير الإيجابي لكلية آل مكتوم لم يقتصر على الرسميات، حيث إن إنجازاتها التراكمية سنة بعد سنة تضاف إلى سجل سموه ناصع البياض في خدمة الإسلام والمسلمين حيثما حلوا وتواجدوا.

ولا يفوتنا هنا التذكير بأن مبادرات سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم التي تنفذها هيئة آل مكتوم الخيرية تغطي كافة أرجاء الأرض من مشرقها إلى مغربها حيث يندر أن تجد بلداً في العالم لا يوجد لمبادرات سموه نشاط فيها، فجزاه الله عنا وعن الإمارات وعن الإسلام وعن الإنسانية كل خير.

Email