كفوا أذاكم عنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو أن بعض المنظمات الدولية لا تمل من تكرار أسطواناتها المشروخة حول المرأة في بلادنا، والادعاءات الفارغة حول أوضاعها وحقوقها متنكرين في ذلك لكل الإنجازات العملية والتشريعية التي تحققت للدولة في هذا الصعيد، وآخرها واقع وجود 8 وزيرات في الحكومة، معظمهن تدرجن في الوظائف وصولاً للمنصب الوزاري.

لكن الإمارات اختارت دائماً أن ترد من خلال العمل والمسار الجاد، وليس من خلال الدخول في مهاترات مع هذه المنظمة أو تلك، لذلك لا أجد شخصياً رداً على ما تروجه بعض هذه المنظمات أبلغ من انتخاب معالي الدكتورة أمل القبيسي رئيساً للمجلس الوطني الاتحادي.

ذلك أن من يدرس النموذج المتميز الذي تقدمه معاليها سواء في أدائها البرلماني، أو فيما يتصل بأدائها كامرأة إماراتية لا يمكن إلا أن يصف بكثير من التقدير الجهود والإنجازات العملية التي حققتها معاليها رغم قصر المدة منذ انتخابها كأول امرأة إماراتية وخليجية وعربية تتولى رئاسة البرلمان في بلادها.

فبرلمانياً، أعادت الدكتورة القبيسي للمجلس الوطني الاتحادي ديناميكيته التي افتقدناها كثيراً، فأصبح المجلس شعلة نشاط سواء في مناقشة القوانين الاتحادية أو تقديم الاقتراحات أو توجيه الأسئلة، أو التواصل مع الجمهور، وحتى في مجالات الدبلوماسية البرلمانية التي قادتها رئيس المجلس باقتدار، ولا أدل على ذلك من جولتها الأوروبية الأخيرة وما قادت إليه من ثناء كبير على الدولة وقادتها وسياساتها.

ويستوقفني هنا حقيقة أن معاليها كانت أول مسؤول رفيع المستوى من خارج أوروبا يزور محطة القطار التي تعرضت للعمل الإرهابي في العاصمة البلجيكية بعد ترميمها وإعادة افتتاحها، ما أرسل رسالة بالغة القوة حول موقف دولة الإمارات وموقف العرب والمسلمين عموماً من الإرهاب، وخصوصاً بحضور هذه السيدة المسلمة المحجبة التي ترأس سلطة التمثيل الشعبي في بلادنا.

أما كسيدة إماراتية، فقد رسمت صورة ناصعة البياض للمرأة المواطنة التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتخوض غمار النجاحات المتتالية بدون التخلي لا عن أخلاقها ولا ثوابتها ولا شخصيتها، ونحن هنا لا نختصر الأمور في الملابس.

وإنما نتحدث أيضاً في الجوهر من حيث التأهيل العلمي والأكاديمي المتقدم، والاختصاص المهني الرفيع والمسيرة القيادية بعد ذلك في مجالات مختلفة سواء كعضو منتخب في المجلس الوطني الاتحادي، أو كمدير عام لمجلس أبوظبي للتعليم، وكل هذا مؤشر نموذجي لإمكانيات وقدرات المرأة الإماراتية عموماً، والمؤهلة تأهيلاً مهنياً مناسباً على وجه الخصوص.

ونحن اليوم نفتخر بوجود مواطنة إماراتية على رأس برلماننا الوطني، ليس فقط لكونها سيدة تترأس برلماناً، بل لأن أداءها المشهود له يستحق الاحترام والثناء والتقدير فقد أثبتت أنها قيادية مقتدرة تجيد تغيير الصورة النمطية إلى صورة إيجابية من خلال العمل الناجز والحركة الفاعلة بعيداً عن التقوقع خلف ميزات المنصب والبروتوكولات الرسمية غير المنتجة.

أليس نجاح مثل هذه المرأة الإماراتية هو الرد البليغ على ادعاءات وترهات المنظمات والتيارات التغريبية؟ بلى ورب الكعبة.

Email