الإنسان.. الكائن الاقتصادي

المال يتراكم لكن السعادة لم تتحقق للبشر

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

احتفت جريدة «لوموند» الفرنسية بصدور هذا الكتاب، موضّحة أن سبب تحمسها له إنما يتمثل في أن البحث عن السعادة، وقد ظل عبر الماضي موضوعاً يشغل الأدب والفلسفة، قد تحّول إلى حيث أصبح - موضوعياً - ينشغل به تخصص الاقتصاد، وهذا ما بشّر به وركز عليه هذا الكتاب.

ويرجع اهتمام المحللين أيضاً بمقولات الكتاب إلى أن فصوله السبعة، التي تسبقها مقدمة وتنتهي بخاتمة، ظلت معنية عبر السطور والصفحات بنقد المجتمعات البشرية الراهنة، من حيث كونها مجتمعات «ألترا – تنافسية»، بمعنى أنها موغلة في خوض حلبات التنافس من أجل المادة والثروة والمال.

وهو ما أفضى – كما يوضح الكتاب أيضاً - إلى تدمير العلاقات الاجتماعية والتخلي عن الجوانب الروحية والدوافع الإنسانية، ومن ثم كان ما ينعاه الكتاب من غياب الشعور الحقيقي بالسعادة، رغم ما حققه المجتمع الإنساني، على الأقل خلال المئتي سنة الأخيرة، من منجزات في عوالم الصناعة والإنتاج والنقل والمواصلات.

وبمعنى أن الكمّ الغزير، بل الرهيب، من السلع التي أمكن إنتاجها لم يكن مرادفاً لشعور حقيقي وأصيل بالسعادة الروحية والسكينة النفسية، أو استمرار أواصر التعاون والتواصل بين جموع البشر، ناهيك عن الإمعان في آفة الفقر وأوضاع اللامساواة بين المجتمعات البشرية وداخلها على السواء.

ولأن الكتاب صادر بقلم عالم ومفكر اقتصادي شاب، فقد أضيفت إلى قيمته حقيقة أن المؤلف أكد أنه «ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان».

«ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان»، هذه المقولة البسيطة هي التي ترتكز عليها طروحات هذا الكتاب الجديد الذي لايزال يشغل القراء والمحللين في العالم الناطق باللغة الإنجليزية منذ صدور الكتاب عن مطبعة جامعة كامبردج البريطانية المرموقة في أواخر عام 2014.

كتابنا أصدره الدكتور دانييل كوهن الأستاذ في مدرسة الاقتصاد بالعاصمة الفرنسية باريس واختار له عنواناً لافتاً لأنه مستقى من عناوين الكتب الكلاسيكية بعد أن عمد إلى صياغة عنوان كتابه – كتابنا على الوجه التالي: «هومو إيكونوميكوس» . وتنصرف هذه العبارة في اللغة اللاتينية إلى الإنسان – الاقتصادي، بعدها يطالعنا العنوان الفرعي على النحو التالي: «النبي (المفقود) للعصر الحديث».

وسواء اتفقنا أو اختلفنا على مثل هذه الخيارات لعنوان الكتاب، فالشاهد أن الدافع الرئيسي لإصدار هذه النوعية من الكتب، المعنية بداهة بأمر الاقتصاد العالمي، تاريخاً وتطوراً، إنما يتمثل، كما نرى في متابعة وتقييم إطلالة البشرية وتعاملها مع قضايا الاقتصاد باعتبار أنها تمسّ معايش الناس عبر الأجيال وفي الماضي والحاضر والمستقبل على السواء.

البحث عن السعادة

على أن الدافع الأساسي لإصدار كتابنا كان يتمثل، فيما يبدو، في تدارس النتائج التي أسفرت عنها الأزمة الاقتصادية، التي أصابت أميركا وانتقلت منها إلى أوروبا ومن ثم إلى أقطار واقتصادات شتى في طول عالمنا وعرضه.

هنا يسترعي الانتباه طبيعة المنطلق الذي يصدر عنه مؤلف كتابنا، ويتمثل في عبارة محورية تقول بما يلي: البحث عن السعادة.

في هذا الخصوص يرجع الكتاب، على نحو ما يوضح مؤلفنا، إلى المئتي سنة الأخيرة، حيث يؤكد أن البشرية ظلت على مدار هذه العقود العشرين، قد تقّل وقد تزيد، تتعامل مع تعريف لسعادة البشر على أساس أن السعادة هي الكسب المادي بالدرجة الأولى.

هنا أيضاً يظل محور التركيز منصبّاً على الكائن- الإنسان الاقتصادي (هومو إيكونوميكوس) موضحاً أن هذا التركيز الاقتصادي هو ما أدى بالبشرية – للأسف- إلى استبعاد، أو فلنقل تهميش، جانبين كان لابد أن يدخلا بدورهما في تكوين واهتمامات ذلك الكائن البشري وهما:

أولاً: الكائن – الإنسان الأخلاقي (هومو- إيثيكوس).

ثانياً: الكائن – الإنساني- المتعاطف أو المتراحم (هومو- إمباثيكوس).

وفي ضوء هذا الإقصاء لجانب الأخلاق واستبعاد جانب المشاعر والتعاطف، ولصالح التركيز على جانب الاقتصاد بمعنى الربح والفوز المادي، كان لابد وأن يسود ما يطلق عليه هذا الكتاب الوصف التالي: «المنطق النيو- دارويني».

هي إذن «الداروينية الجديدة»، بمعنى تأكيد وتكريس المبدأ الذي سبق إليه تشارلز دارون (1809- 1882) حين طرح مقولته الشهيرة في عام 1858 وجاء في مقدمتها مذهبه الأشهر وهو: البقاء للأصلح.

وفيما سبق هذا الفكر الدارويني قبل زماننا بأكثر من قرن ونصف ويزيد، فقد أتى في مرحلتنا الراهنة حين من الدهر ترجموا فيها هذه المقولات إلى المناداة باستمرار الصراع بين البشر.

ومن هنا جرت ترجمة كلمة «الأصلح» في زماننا على أنها «الأكثر ثراء والأوفر مالاً» ومن ثم الأشد تمتعاً بالسعادة، أو هكذا كان الناس يتصورن، في حين أن العالم وفق هذا المنطق من تكريس المادة لم ينل السعادة المرتجاة، بل خرج الناس من مثل هذه المعمعة صفر اليدين، وخاصة بعد أن اكتووا بأتون الأزمات المالية، وآخرها – كما أسلفنا أزمة 2008 - وبدأوا من ثم يدركون أن الاستسلام لحمّى المنافسة وتكديس الثروات ومراكمة الأرباح المادية ليست هي كل شيء يرتجيه البشر في هذه الحياة.

مقاييس ومصطلحات

يسوق الكتاب مثلاً واضحا حين يقول إن المقياس الوحيد للحكم على أي مجتمع معاصر بات يحمل المصطلح الاقتصادي التالي: الناتج المحلي الإجمالي.

في هذا الإطار تناسى البشر أن يستخدموا مصطلحاً قد يكون غريباً ولكنه يمكن أن يقيس حالة الارتياح، الرضا، السكينة، راحة البال، إنسانية التعايش بين أفراد المجتمع، وهذا المصطلح البديل صاغه المؤلف في عبارة تقول: شعور السعادة المحلي الإجمالي.

حتى الثروة المادية كانت في أزمنة مضت ترتبط بأوضاع تداولها بين قوى وشرائح اجتماعية تتسم برقّي الذوق ورفعة الثقافة. لكن ها هي الدنيا تغيرت، ومن ثم باتت هذه الثروات المادية – الطائلة أحياناً- تتعرض في وقتنا الحالي للتداول بين أيادي قوى تفتقر إلى الثقافة، وينقصها الرقي والذوق الرفيع، فيما تجنح في أحيان كثيرة إلى المظهرية إلى حد السوقية ومهاوي الابتذال.

هنالك يركز الكتاب على آفة التناقص الحاصل في عالمنا الحالي والتي لا يفتأ يتوقف عندها بالتحليل المنهجي خلال عملية الرصد التاريخية التي أودعها عبر صفحات الفصل الرابع والخامس من فصول الكتاب.

بدأت الرحلة التاريخية من أيام إمبراطورية الرومان ومن بعدها ظهور الديانة المسيحية، مفضية إلى أوضاع العصر الحديث، حيث لم تفلح التطورات الاقتصادية في القضاء على مشكلات عدم المساواة فضلاً عن مآسي الفقر المدقع والمزمن، يستوي في ذلك أقطار الغرب ومعها أيضاً أقطار آسيا التي حققت معدلات مرموقة من التقدم المادي في مضمار الإنتاج السلعي ومعدلات التصدير إلى الخارج، دون أن تفلح بالقدر نفسه في القضاء على الفقر المتفشي – كما يؤكد الكتاب- عبر الأقاليم والطبقات.

المشكلات نفسها هي التي تعيشها وتكابدها في مرحلتنا الراهنة أقطار شتى في أوروبا وأميركا وخاصة في ضوء تفاقم الأزمات التي أصابت اقتصاداتها ومجتمعاتها خلال السنوات السبع الأخيرة، وتجسدها مثلاً أزمات الديون مقترنة بأزمات الفروق في الدخل والتباين في سبل المعيشة بين طبقات وشرائح المجتمع.

وفيما جاءت «الثورة الرقمية» الناجمة عن كل ما تم إحرازه مع سنوات هذا القرن الجديد مبشرة بوعود وردية، يمكن في ظلالها أن يتحرر البشر من قيود يوم العمل المرهق بساعاته الطوال ومجهوداته التي تسبب التعب والإجهاد، فالحاصل- وعلى نحو ما يرصد المؤلف أيضاً– أن هذه «الفتوحات» الرقمية بكل ما احتوت عليه من أساليب .

وأشكال للعمل أو الجهد المضني ما لبثت أن جاءت بصيغ يراها مؤلفنا أقرب إلى أساليب العبودية والقسر، وخاصة ما يتعلق بعلاقة البشر مع الأجهزة والتقنيات التي اقتحمت عليهم ساحات حياتهم وأقضت مضاجعهم وفرضت عليهم الانصياع لقوانينها، ثم غيرت بل اجتاحت أنماط سلوكهم وأشكال تعاملهم، ولاتزال.

الاحتياجات الاجتماعية

ينبه المؤلف أيضاً، وفي السياق نفسه ،إلى أن تركيز البشر في المجتمع المعاصر، وعلى مستوى العالم كله، على جانب الاقتصاد بمعنى جانب المادة البحتة كما قد نصفها، ما لبث أن أدى إلى أن أهمل عالمنا سائر الاحتياجات والقضايا الاجتماعية التي لا غني عنها إذا ما كان للبشر أن يراودهم شعور السعادة التي يتطلعون إليها: صحيح أن الاقتصاد له أهميته، لكن الصحيح أيضاً أن التركيز عليه جاء على حساب قطاعات وقضايا أخرى ما بين التعليم والثقافة إلى الصحة والبحث العلمي.

وبهذا المعنى يفهم القارئ استخدام المؤلف مصطلح «النبي» في عنوان الكتاب، وبمعنى أن الاقتصاد لا يمكن أن يكون هو المبشّر وحده بسعادة الناس، إذ أن السعادة في معناها الإنساني، أو فلنقل معناها الحقيقي أو الجوهري، لها مبشرون آخرون وفي مقدمتهم نجاح التعليم وانتشار التنوير بطبيعة الأحوال.

ثم يخلص المؤلف من هذه الدوامة الحافلة بهذه المشكلات إلى دعوة البشر كي يخفّوا في الوقت الحالي إلى بذل محاولات دؤوبة، من شأنها استعادة التوازن الذي ضاع من يد الإنسانية بين التنافس والتعاون، ولصالح الجانب الأخير، وباعتبار ذلك هو الكفيل بأن يضفي على ظاهرة العولمة معنى مستجداً وخلّاقاً، لاسيما وأن العولمة تقصد – بحكم التعريف- إلى ترجمة المقولة الذائعة منذ سبعينات القرن العشرين، وخاصة على ضوء تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

ومفادها كما أصبح معروفاً: أن العالم في طريقه إلى أن يصبح «قرية إلكترونية واحدة»، والمعنى في هذا الصدد هو أن البشر، من سكان المعمورة، وقد تحولوا وفق هذا المفهوم إلى سكان القرية العولمية، لا يمكن أن يتعايشوا بينما تستشري بين صفوفهم تيارات التنافس على مجرد المكاسب المادية، بقدر ما أنهم بحاجة- شأن سكان أي قرية في زمان مضى – إلى تعزيز أواصر التعاون وتمديد وشائج التآزر كي يدفعوا «قريتهم» أو سفينتهم الواحدة في خضم ما تلاقيه من عواصف وأنواء.

السوق والرحمة

والمؤلف يستند في هذا السياق إلى ما كشفت عنه أبحاث العلوم السلوكية، وخاصة ما يصفه البروفيسور دانييل كوهن بأنه علم الاقتصاد السلوكي، فضلاً عن أحدث ما توصل إليه علم النفس ودراسات الجهاز العصبي عند البشر، ومن محصلة هذه الإشارات ما دفع المؤلف إلى التركيز في الفصل الرابع من الكتاب على ما يصفه بأنه «تحجيم العالم» بمعنى أن لم يعد في العالم الرقمي الحاضر أو المقبل ما يمكن اعتباره مركزَ عالمنا أو محورَ كوكبنا.

فالعصر الرقمي الذي أدى إلى انكماش الكرة الأرضية وتحويلها من «كوكب» شاسع إلى «قرية» على نحو ما أسلفنا – هو الكفيل بإسقاط ما يصفه المؤلف بأنه التطبيقات «الداروينية» على حياتنا، حيث لا يجوز أن تنطبق حكاية «البقاء للأقوى» أو «البقاء للأغنى» وهي التي ظلت ترجمة لمقولة «دارون» إياها بشأن «البقــــاء للأصلح»: وتلك مقولات أدت في مجـــــموعها إلى الصــــراعات الدموية والمهلكة، التي ظل عالمنا يعانيها بالذات على شكل اثنتين من الحروب العالمية، التي عصفت بحياة سكان كوكب الأرض خلال سنوات النصف الأول من القرن العشرين.

إن مؤلفنا يطالب بالتخلي عن هذا «الكابوس الدارويني» (عنوان الفصل السادس).

وعندنا أن مطالبة المؤلف بإدخال مصطلح «السعادة» في قاموس حياتنا إنما يرادف في تصورنا هدوء الروح وحث البشر على أن لا ينصرف كل تركيزهم على أرقام الحسابات ومضاربات البورصات، وإنما عليهم أن يدركوا أيضاً أن أشواق الروح وتجليات الكتب المقدسة ومتعة الكلمة الجميلة أو النغمة الشجية المنبعثة من أنشودة، وبهاء البراءة في ابتسامة طفل أو في إشراقة شمس أو تغريدة عصفور،.

كلها من بواعث السعادة، وهو مفهوم نرى أن مؤلفنا لم يختص به في كتابه فقط، وإنما ترامى هذا المفهوم من خلال ما تناهى إلى وعينا في السنوات الأخيرة من أدبيات الحياة التي باتت تكرس مفهوم السعادة في مجتمعات جنوب شرقي آسيا.

هكذا تكلمت «ليبراسيون»

أبدت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية اهتماماً كبيراً بكتاب دانييل كوهن، وقالت في عرض مطول له إن الاقتصاد يشكل القوة الدافعة لعالمنا اليوم.

ولكن إلى أي هدف؟ وأشارت إلى أن كوهن يقدم في كتاب شديد الجاذبية منظوراً طويل الأمد فيما يتعلق بالعلاقة بين البحث عن السعادة الفردية والسوق، وقالت إن المؤلف يوضح كيف أن السوق في غمار فرضه لنموذجه الخاص وتقديره للمنافسة فوق كل شيء آخر قد قطع العلاقات بين البشر، ويحذر من أن بروز الكائن الاقتصادي قد أفضى إلى ركود مؤشرات الرفاه في أكثر البلاد تقدماً.

احتدام التنافس آفة العالم المعاصر

 

يؤكد المؤلف، وهو ما يتضح سواء في الأصل الفرنسي للكتاب أو في الترجمة الإنجليزية الدقيقة والبليغة، على أن مشكلة عالمنا في المرحلة الراهنة باتت تتمثل في ظاهرة – بل نقول في آفة- الاختلال الحاصل بين احتدام التنافس من جهة وبين ضرورات التعاون بين البشر من جهة أخرى.

صحيح أن النزعة الفردية – المادية التي لازمت تطور عالمنا على مدى المئتي سنة الأخيرة أفضت موضوعياً إلى إنجازات كان من بينها – كما يعترف المؤلف- توسع الثورة الصناعية وتقدم العلوم البيولوﭽية واندلاع الثورة الرقمية بفضل دخول الحاسوب الإلكتروني إلى حياة البشر- إلا أن الأصح، كما ينبه هذا الكتاب أيضاً، هو أن البشر مازالوا يفتقرون إلى الشعور الحقيقي الأصيل بالسعادة أو فلنقل بطعم الإنجاز.

ويدلل المؤلف على هذه السعادة، المنقوصة أحياناً بل والغائبة في بعض الأحيان، فيسوق أمامنا كقارئين حزمة من سلبيات المجتمع والحياة البشرية في الوقت الراهن: ما بين التوترات الحاصلة في مواقع العمل إلى الصراعات المحتدمة بين عنصر المال وعنصر الأخلاق إلى تفاقم حالات اللامساواة بين البشر، ثم إلى ما يصفه المؤلف أيضاً بأنه تآكل «رأس المال الاجتماعي» خاصة في ضوء التركيز الممعن إلى حدود الغلّو والمبالغة على الجوانب المادية التي بات يقاس على أساسها كل إنجاز وكل نجاح.

المؤلف في سطور

الدكتور دانييل كوهن مفكر واقتصادي فرنسي. مولود في تونس في 16 يونيو عام 1953. وهو يعمل أستاذاً مساعداً في «مدرسة الاقتصاد» المرموقة في العاصمة الفرنسية باريس (إيكول دي إيكونومي) – جامعة السوربون، كما عمل كبيراً للمستشارين لصالح عدد من البنوك الكبرى.

وتزيد أعماله ودراساته الأكاديمية المنشورة على 11 كتاباً صدرت في أصلها باللغة الفرنسية فيما عدا كتابه الصادر بالإنجليزية بعنوان «الإقراض الخاص للدول السيادية» وقد عُني بنشره في عام 1991 معهد ماساشوستس الشهير في الولايات المتحدة. ويلاحَظ اهتمام المؤلف بأحوال الاقتصاد العالمي الراهن، وهو ما تجلى في صدور كتابه بعنوان «دروس ثلاثة عن مجتمع ما بعد الصناعة».

 

عدد الصفحات: 155 صفحة

الناشر: مطبعة جامعة كامبردج، لندن، 2014

Email