العقلية الزرقاء.. العلاقة بين الإنسان والماء

الأجيال الجديدة مطالبة بتعلم ثقافة المياه

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد أوصاف المعدن النفيس الأصفر التي تصدق على الذهب الإبريز، وبعد أوصاف الذهب الأسود التي تصدق على البترول، يستخدم هذا الكتاب وصف الذهب الأزرق ليصدق على مصدر أكثر نفاسة وأخطر من حيث الضرورة وهو الماء.

وفي هذا الإطار يدعو الكتاب إلى نمط مستجد يراه مطلوباً من أنماط التعامل مع المياه على اختلاف مصادرها ومواقع وجودها، سواء كانت طبيعية في البحار والمحيطات والأنهار، أو كانت مواقع مصنوعة مثل مياه الحمامات المنزلية وما في حكمها، وبحكم تخصص المؤلف في العلوم السيكولوجية، فالكتاب يدعو إلى أن ينطوي النمط المطلوب على علاقة يمكن وصفها بأنها جدلية، حيث يحتفل الإنسان بالماء والعكس صحيح، باعتبار أن الطفل يولد ومعظم كيانه من المياه.

ويوضح الكتاب أن تواصل الإنسان مع المياه، من ناحية أخرى، من شأنه أن يطلق الطفل الكامن في أعماق كل فرد، ذكراً كان أو أنثى ثم على اختلاف الأعمار والثقافات والطبقات وبمعنى أن السابح في النهر أو البحر يطلق العنان لكل سلوكياته في إطار من البهجة التلقائية، خلال التواصل العفوي مع المياه.

ينبّه الكتاب أيضاً إلى أهمية غرس الثقافة المائية في نفوس الناشئة من أجل إحياء وتجديد وترشيد هذه العلاقة، الزرقاء بين الإنسان والماء، وهو ما يؤدي بداهة إلى بث وتأكيد سلوكيات الترشيد والحرص وعدم الإهدار أو الإسراف في تعامل الناس أفراداً وجماعات مع مصادر المياه، التي تُشكّل أساس الحياة على كوكب الأرض.

يؤكد القرآن الكريم حقيقة أساسية، وهي: »وجعلنا من الماء كل شيء حي«. وقد جاء هذا الخطاب موجهاً بشكل مباشر إلى طلائع المؤمنين بالإسلام الحنيف، وقد كانوا من أهل الصحراء، ومن ثم فقد كان خطاباً يرتبط بجوهر الحياة، إلا أن هذا الخطاب المعجز في بساطته وجوهره مازال يؤكد، على مر العصور، حقيقة الماء باعتباره أساس الوجود لكل الكائنات الحية من نبات وحيوان وبشر، وهذه البديهية التي لا يماري فيها أحد، هي المنطلق الذي يصدر عنه من باب العرض والتوثيق والتأكيد مؤلف الكتاب الذي نعايش أفكاره وتحليلاته عبر ما يلي من سطور.

الكتاب يحمل عنواناً له دلالته الخاصة وهو: العقل الأزرق، العقلية الزرقــاء، وللوهلة الأولى تحار الأفهام في إدراك دلالة مثل هذا العنوان المستجد، الذي ينطوي على فكر غريب، كما قد نقول، لكن هذه الغرابة لا تلبث أن تنجلي لتفسح الطريق أمام فهم دلالة هذا العنوان.

الزرقة أصبحت آية على أثمن ما خلق الله سبحانه من معجزات هذا الكون العظيم. الزرقة دلالة على الماء، لقد انصَرْفت دلالات سابقة إلى البترول فكان أن طبقوا عليه الكناية المعروفة التالية: »الكنز الأسود«، وسبق أن أطلقوا على الذهب وصفه الشائع: الكنز الأصفر، كما سبق أيضاً أن أطلقوا على ما تجود به الأرض الخصيبة من نبات وشجر وزروع الوصف التالي:» الكنز الأخضر«. هكذا بقي للماء الوصف الذي تعارفت عليه البشرية أجيالاً من بعد أجيال وهو: »الكنز الأزرق«.

عن الكنز الأزرق

وربما استقوا هذا التوصيف من زرقة السماء، حين تصفو فتعكس هذا الصفاء على أديم البحر، لتصبح آلاء خلق الله مسرّة للنظر، ومناطاً للتأمل وموضوعاً للتفكر فيما أضفاه الخالق على الكون من آيات الجمال والاتساق والإبداع.

بيد أن أهل الاقتصاد ما لبثوا أن تدخلوا في الأمر مطالبين بما أصبحوا يصفونه، أخيرا، بأنه الثورة الزرقاء، وبمعنى ضرورة النهوض إلى عملية تغيير جذرية ودينامية ومتواصلة في علاقة الإنسان بالماء، وخاصة في زمن العولمة الراهن بكل ما ينطوي عليه من تحديات تأتي في مقدمتها ظاهرة التزايد المطرد بوتيرة هندسية متضاعفة في عدد سكان الكرة الأرضية، دون أن يقابل ذلك بداهة تزايد فيما تحفل به الكرة الكوكبية المذكورة أعلاه من موارد وامكانات، وفي مقدمتها مصادر المياه بطبيعة الحال.

على مهاد هذه الصورة بكل ما تحفل به من تأملات وأفكار وإنذارات، يركز مؤلف هذا الكتاب على النقطة المحورية في هذا السياق، وهو يلخص المقولات الأساسية لكتابه في دعوة يقول فيها: نحن ندعو إلى تعزيز العلاقة الجوهرية بين الإنسان والماء، لا من أجل استمرار الحياة بين شهيق وزفير، أو بين عطش وإرواء فحسب، بل لكي تصبح الحياة أفضل وأيسر وأكثر بهجة وأوفر متعة أياً كانت صيغة العلاقة التي تربط البشر بالماء.

لهذا عمد المؤلف إلى اختيار عنوان غير مألوف كما أوضحنا للكتاب، بل هو عنوان أقرب إلى سطور مقالة إلى حد ليس بالبعيد، فالعنوان المسهب يقول بما يلي: عن العلم المدهش الذي يوضح كيف أنك ستكون أكثر سعادة وأوفر عافية وأقرب وشيجة وأشد تواصلاً، سواء إذا كنت قريباً من الماء، أو كنت داخل السطح المائي نفسه، أو كنت فوق متنه أو في جوفه، وهو ما يتيح لك مزيداً من القدرة على إنجاز ما تفعله بصورة أفضل.

عن الرؤى الجديدة

وسواء كنا نقبل كقارئين هذا العنوان غير المألوف، في موضوع قديم وجديد في آن معاً أو كنا نتحفظ على مثل هذا الإسهاب في عنوان كتاب، إلا أن احتفال النقاد بكتابنا فور صدوره لابد وأن يثير الاهتمام، خاصة وأن هناك من أطلق على هذا الكتاب وصف »التبشيري« بمعنى أن مقولات الكتاب تحمل إلى قارئه رؤى مستجدة أو مبتكرة، برغم أنها تتناول موضوعاً كلاسيكياً، وتدور حول أهم وأخطر عنصر حافظ لاستمرار الحياة، ويحمل بداهة اسم المـــــــــاء.

من هنا يكاد النقاد يجمعون على أن هذا الكتاب يمثل في التحليل الأخير ما أطلق عليه الناقد الإنجليزي فيليب هور (»الغارديان« البريطانية عدد 16/7/2014) الوصف التالي: إنه أنشودة إنسان تتغنى بقوة الماء في عالمنا.

على أن مؤلفنا لا يقصر طروحاته على حكاية التغني بجمال المياه ولا بسيل المتعة التي يجنيها البشر بفضل الأسطح المائية التي يحفل بها عالمنا، ما بين محيطات أو أنهار وما بين بحار أو قنوات وعلى تباين أساليب وتجليات هذه المتعة نزهة وإطلالة، سباحة أو عبوراً، وغيرها.

الكتاب يؤكد أساساً عدداً من الحقائق البديهيات العلمية، التي يكاد البشر يغفلون عن جوهريتها، وهم ماضون في خوض غمار الحياة التي يألفونها يوماً من بعد يوم.

من هذه الحقائق التي يسردها الكتاب ما يلي:

إن المحيطات تزود كوكبنا وكائناته الحية التي تعيش على سطحه بنسبة 50 في المئة من الأجين اللازم بداهة لاستمرار الحياة.

إن البحر يزود هؤلاء الأحياء بالقدر الأكبر من احتياجاتهم الغذائية.

إن الغطاء المائي للكرة الأرضية له دور أساسي في تزويد البشر بصنوف المتعة الجميلة، البريئة، والصحية جسمياً ونفسياً على السواء وبغير تكاليف تذكر. حتى يمكن أن يقال: إن البحر، النهر، هو متعة الفقراء.

يبادر المؤلف، وهو مقيم شخصياً في نزل بيتي يطل على المحيط الهادئ في كاليفورنيا بغربي الولايات المتحدة، ليؤكد لنا، أن مجرد التواصل مع مصدر، أي مصدر للمياه، يمكن أن يبدّد الهموم، وينعش الخواطر، ويبعث قدراً لا بأس به من التجدد في روح الإنسان وأوصال جسده على السواء، والمؤلف يدلل على مثل هذه البساطة، غير المكلفة في التعامل مع المياه، ويخاطب قارئه قائلاً: إن أعوزتْكَ إمكانات التواصل مع مياه البحر أو أمواج المحيط، فما عليك إلا أن تتواصل مع المياه عبر الدشّ البسيط في حمام البيت، ولسوف تنال نصيباً، أو بعض نصيب من هذا الانتعاش.

التواصل مع الماء

يحيل المؤلف في السياق نفسه إلى الدراسات الموثّقة أكاديمياً، وهو ينشر على صفحات كتابنا ملخصات موجزة لعدد من تلك الأوراق العلمية التي أثبتت أن الطلاب الدارسين يحرزون سبقاً أكاديمياً أفضل عندما تتاح لهم إمكانية الدراسات وسبل البحث العلمي في مواقع متاخمة للمياه سواء عند بحر قريب أو نهر جار، فما بالك باتساع آفاق المحيط.

على أننا نلمح بين ثنايا السطور التي يتألف منها هذا الكتاب بعض المبالغات في تكريس التعامل مع الماء، وإن كان منها ما يتصل ببيئة كاليفورنيا بالذات، التي نشأ المؤلف الشاب في كنفها، ولايزال يعمل في معاهدها العلمية ويتواصل مع ما تحفل به من مؤسسات الوسائل الإعلامية من جهة، ومؤسسات الأعمال التجارية البيزنس من جهة أخرى.

إنها بيئة سينما هوليوود في نهاية المطاف، الحافلة بحكم التعريف بأفكار مستجدة وتصرفات غير مسبوقة، يصل بعضها إلى حد الفانتازيات التي تصنَّف أحياناً في فئة الموضات المستحدثة أو التقاليع غير المسبوقة.

هنا يشير مؤلفنا في بعض مواضع الكتاب إلى بعض ما ابتكره رجال الأعمال الكبار في الغرب الأميركي من تلك البدع المستحدثة، ومن ذلك مثلاً أنهم قد يعقدون اجتماعاتهم في دنيا البيزنس العاتية وهم بلباس السباحة، متحلقين حول أحواض المياه الدافئة، يتحدثون ويتفقون ويتعاقدون بمليارات الدولارات.

رفقاً بالجمهور!

من ناحية أخرى يطالب الكتاب أنصار البيئة بأن يترفقوا بجماهير الناس، أن يحبّبوا إليهم قدر الإمكان سبل التواصل المستمر مع الماء على اختلاف مواضعه ومصادره وينابيعه: يكاد يحضّهم على أن يترفقوا قدر الإمكان أيضاً- بهذه الجماهير التي تكاد تشكّ في كل شيء بعد أن أغرقها أنصار البيئة وعلماؤها بفيض من التحذيرات المتشائمة من تلوّث مياه البحار وأغوار المحيطات وهو ما قد يؤدي في تصوّر المؤلف إلى أن تصبح المياه، بإطلاق تعريفها، مبغضة أو مرفوضة أو باعثة على الخطر في نفوس الأجيال الطالعة، وبصورة قد تهدد جانب السلوك الواجب بل المحتوم الذي يفرض على كل الأجيال، الشابة والمخضرمة، ضرورة الحرص الدقيق على كل قطرة ماء على امتداد هذا الكون الفسيح.

هناك أيضاً تحذيرات علماء البيئة وأنصارها إزاء ما قد ينتظر كوكبنا وسكان كوكبنا من شحة لمصادر المياه اللازمة ــ كما ألمحنا- لاستمرار الحياة، بشكلها المألوف على الأقل.

مع ذلك يلمح كتابنا إلى جوانب أخرى قد تنطوي على قدر لا سبيل إلى تجاهله من الوعد الإيجابي إزاء توافر المصادر المرتقبة من المياه. وتشير تلك الجوانب الإيجابية مثلاً إلى أن قارة مثل افريقيا لاتزال تنطوي على احتياطيات بالغة السخاء من المياه الجوفية، التي لم تمسسها يد من قبل.

ولكي ندرك قيمة هذه المصادر الواعدة والمخبأة لاتزال في جوف الشعاب الكامنة تحت الأرض الإفريقية، يوضّح الكتاب أنها تصل من حيث الحجم إلى نحو 410 من آلاف الأميال المكعبة، وتحتوي على ما يساوي 100 ضعف المياه العذبة التي تحتويها حاليا أرض القارة السمراء، التي تضم ــ كما هو معروف- عدة أنهار سرمدية جّمة النفع والثراء، وفي مقدمتها نهر الكونغو ونهر النيل بطبيعة الحال.

وتشاء المفارقات أن تضم منطقة الساحل الصحراوي في أصقاع الغرب الإفريقي واحداً من أكبر أحواض هذه المياه الجوفية المرتقبة الواعدة، وهي مفارقة تجسدها حقيقة أن منطقة الساحل هي أكثر أجزاء افريقيا تعرضاً لآفة الجفاف واشدها معاناة لويلات هذه الظاهرة بكل ما ينجم عنها من آثار سلبية على الحياة والأحياء على السواء، وهو ما يفرض المبادرة إلى عمليات الحفر والاستنباط واستخراج هذه الخزانات الجوفية من منطقة حزام الساحل الافريقي لصالح التنمية، على نحو ما أكدته دراسة منشورة في شهر أبريل من العام الماضي في مجلة البحوث البيئية، التي أشارت في الوقت نفسه إلى جسامة الاعتمادات المالية المطلوبة لترجمة هذا الحلم المائي ــ الجوفي إلى حقيقة يتحول بها ذلك الواقع الافريقي الأليم إلى واقع مزدهر أو على الأقل واعد بفضل التعامل مع دفق مستجد من نعمة المياه.

ثقافة المياه مطلوبة

وليس المطلوب ــ في نظر مؤلف الكتاب- أن نرسم صورة زاهية أو غير واقعية لواقع ومستقبل المياه في العالم، وإنما المطلوب أولاً الاعتراف بأن العالم ــ وسكانه المتزايدين بالمليارات كما هو معروف- سيظلون بحاجة إلى معين ثري ومتزايد من المياه، لكن المطلوب أيضاً ــ كما يؤكد المؤلف في أكثر من موقع عبر فصول الكتاب- هو بلورة مواقف أكثر إيجابية وخاصة بين صفوف الأجيال الناشئة والشابة، مواقف يمكن أن توصف بأنها عاطفية بل ودودة، ومحبة وشغوفة إزاء الماء أياً كانت أحجامه ومصادره ومواقع وجوده، سواء كانت هذه المواقع من إبداع الطبيعة أو كانت من صنع الإنسان.

إنها ثقافة المياه، ثقافة المحبة لهذا المصدر الكريم والثمين من مصادر الحياة، وهذه الثقافة ــ هذه العقلية الزرقاء كما يصّر المؤلف على تسميتها- هي الكفيلة أيضاً بغرس سلوكيات الحرص والحفظ وعدم الإهدار وتجنّب الإسراف في التعامل مع الماء.

يلفت النظر في مثل هذا السياق أن يصف المؤلف نوعية هذه العلاقة المطلوبة بين الماء والإنسان في سطور يقول فيها: الماء له أدوار عديدة يقوم بها في حياتنا يكون:

عاشقاً محباً، والدة حنون، واهباً للحياة وربما قاتلاً في أعماقه في بعض الأحيان، منبعاً ومصباً، وفي كل حال علينا أن نؤكد أن الماء يطلق في نفوسنا ذلك الطفل الكامن في أعماق كل منا، فإذا بهذا الطفل الكامن تنطلق منه مع النضج حوافز الفضول وحب الاستطلاع إلى جانب مواهب النبوغ والإبداع.

في الوقت نفسه، لا ينسى المؤلف أن ينّبه إلى أن حكاية الطفل في أعماقنا ليست مجرد تشبيه لغوي أو كناية فصيحة: إن الطفل يفتح عينه على الحياة في دنيانا وقد شكلت المياه نسبة 80 في المئة من هذا الكيان الوليد،

والخلاصة - يقول المؤلف: نحن نحتاج إلى الماء، بقدر ما ان الماء يحتاج إلينا أيضاً، وخاصة في لحظات الحسم ورسم المصير.

ولعل هذا ما تبادر إلى ذهن المبدع الأميركي إرنست همنغواي وهو يقدم إلى العالم في عام 1952 روايته الشهيرة بعنوان :» العجــــــــــــوز والبحــــــــــر«.

 

المؤلف في سطور

الدكتور والاس نيكولاس باحث مساعد في أكاديمية كاليفورنيا للعلوم في الولايات المتحدة.

حصل على البكالوريوس في علم الأحياء واللغة الإسبانية من جامعة ديباو، وحصل على الماجستير في علم إدارة البيئة والسياسة البيئية والاقتصاد من جامعة ديوك، ثم حصل على الدكتوراه من كلية الموارد الطبيعية المتجددة بجامعة أريزونا، وكانت رسالته العلمية عن بيئات الحياة البرية ومشكلاتها.

يلاحَظ من سيرة المؤلف العلمية أنه لم يقتصر على جهود البحث أو التدريس داخل الجدران الأكاديمية، وإنما قصد أيضاً إلى نشر أفكاره على مستوى المجتمع بشكل عام، حيث يصف نفسه بأنه عالم اختصاصي وناشط في المجال العام، ومهتم بالتنظيم المجتمعي، وكاتب وأكاديمي ومؤلف، وأب لطفلتين.

ويلاحظ مؤرخو سيرته مدى الحرص الذي ما برح يتوخاه، فيما يتعلق بإيجاد صلات أعمق وأكثر حميمية بين البشر والطبيعة.

وخاصة مع مصادر المياه في عالمنا، ومن منطلق وعيه بحقيقة أن الناس يتحركون للعمل والنشاط إذا ما أدركوا أنهم باتوا جزءاً حيوياً من كيان أكبر، وهو الطبيعة بكل آلائها وتجلياتها وعناصرها.

وفي ضوء هذا الوعي بادر المؤلف إلى إنشاء شبكة دولية من الشباب المتحمس تهدف للدعوة إلى حفظ بيئة المحيطات والبحار في العالم، وتتفرع منها شبكات أصغر منها، ما يدعو مثلاً إلى حفظ السلاحف البحرية من الانقراض، وبحكم هذه النشاطات العلمية والمجتمعية والدولية، يواصل المؤلف نشر أفكاره ودعواته في وسائل الإعلام الأميركي المسموعة والمرئية إلى جانب نشر مقالاته في الصحف والمجلات.

 

عدد الصفحات: 352 صفحة

تأليف: والاس نيكولاس

عرض ومناقشة: محمد الخولي

الناشر: مؤسسة ليتل وبراون، نيويورك، 2014

Email