حرب أميركا اللاتينية الباردة

5عناصر تشعل الصراع في أميركا اللاتينية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

هو منظور علمي جديد يطل منه مؤلف هذا الكتاب في تقييمه لمرحلة الحرب الباردة التي دامت، كما هو معروف، على مدار سنوات النصف الثاني من القرن العشرين، وترجع حداثة هذا المنظور إلى أن الكتاب يستخدمه لتدارس أحوال قارة أميركا اللاتينية، التي ما برحت الولايات المتحدة تعدّها بمثابة ردهتها الجنوبية، خاصة وأن أحوال تلك القارة الجنوبية لاتزال تمارس تأثيراتها على الشأن الأميركي العام، متمثلة في تيارات الهجرة المتواصلة، التي تدفع إلى الشمال بجحافل من العمالة الماهرة أحياناً والمعدومة المهارة في أحيان أخرى.

في هذا الإطار يرصد الكتاب طبيعة المتغيرات التي طرأت خلال الحرب الباردة على المشهد الأميركي، وبالذات ما يتمثل في أحداث وتحولات الثورة الكوبية التي قادها فيدل كاسترو ورفاقه، وعلى رأسهم أرنستو تشي جيفارا.

وفي الإطار نفسه يعرض الكتاب إلى محاولات واشنطن التعاطي مع شؤون جارتها الجنوبية، وخاصة من خلال مشروع حمل اسم التحالف من أجل التقدم، ويحلل الكتاب ما أفضي إليه المشروع المذكور من نتائج، كان في مقدمتها التركيز على مشاريع الزراعة التجارية، وهو ما تم على حساب أساليب الزراعة التقليدية، مما أدى إلى تهميش شرائح المجتمع اللاتيني من مزارعي الكفاف وإلى زيادة الفقر في أرياف تلك الأصقاع ومن ثم إلى استشراء مشاعر السخط، التي وصلت أحيانا إلى ظاهرة اندلاع حروب العصابات، برغم ما حاولته واشنطن كما يوضح الكتاب أيضا- من دعم الجيوش في أميركا اللاتينية، وهو ما أفضى بدوره إلى تعزيز الديكتاتوريات العسكرية.

لأنها كانت حرباً بغير وسائل الحرب المعروفة، فقد أطلقوا عليها وقت اندلاعها وصفاً دقيقاً بكل المقاييس، وهو: »الحرب الباردة«. وقد جاء اشتعالها، كما هو معروف، عقب الحرب العالمية الثانية، وبالتحديد بعد آذنت محنة تلك الحرب العالمية بوضع أوزارها، التي كانت أوزاراً جسيمة من حيث الدمار المادي والانكسار المعنوي فضلاً عن الخسائر الفادحة في أرواح البشر.

كان ذلك، كما هو معروف أيضاً، في منتصف أربعينات القرن العشرين.

وقتها تعلمت الأطراف الدولية خطورة درس الصراع العسكري بالمدفع والدبابة والطائرة، وكان أن تحولت إلى ممارسة الصراع العالمي بوسائل القلم والصورة والكلمة المذاعة صوتاً وصورة عبر أجواز الفضاء.

ومع مطلع خمسينات القرن، بلغت الحرب الباردة ذروتها، وخاصة بين الطرف السوفييتي في شرق أوروبا والطرف الغربي، شاملاً في ذلك أوروبا الغربية والولايات المتحدة.

ثم شاء الزمان الحديث أن تنتهي الحرب الباردة بسقوط سور برلين الشهير، في عام 1989، ومن ثم زوال الاتحاد السوفييتي نفسه مع فاتح عقد التسعينات.

لكن ها هي النذر الراهنة تشير إلى اندلاع حرب باردة من نوع جديد، سواء من حيث المضمون، أو حتى من حيث الموقع الجغرافي: هي حرب باردة في أميركا اللاتينية.

هذا هو المضمون الذي يشير إليه بالذات عنوان الكتاب، الذي نعايش أفكاره فيما يلي من سطور. والعنوان بالتحديد هو: »حرب أميركا اللاتينية الباردة«.

ومؤلف هذا الكتاب باحث وأكاديمي أميركي شاب هو البروفيسور هال براندر الأستاذ المساعد في واحدة من الجامعات الأميركية المرموقة، وهي جامعة ديوك.

حرب ليست باردة

على أن المقولات الاستهلالية من مادة هذا الكتاب تصل إلى حد الاختلاف، حتى مع العنوان المثير الذي اختاره المؤلف.

الفصول الأولى من كتابنا تكاد توضّح أنها بالفعل حرب. ولكنها بعد البحث والتقصي ليست باردة في كل حال، ولا كانت كما يقول محللو السياسة اللاتينية- تشكل فترة سلام مطول.

لقد عمد مؤلف كتابنا إلى متابعة رسم الخلفيات السياسية في قارة أميركا اللاتينية أميركا الجنوبية، كما يعرفها الجغرافيون، على مدار الفترة الفاصلة بين أواخر الأربعينات ومطالع التسعينات من القرن العشرين، من هنا رصد وقوع الكثير من الأزمات وحدوث العديد من التحولات، فضلاً عما شهدته القارة المذكورة من طروحات وأفكار وثورات ودعوات وانعطافات في مجالات السياسة والفكر وفي ميادين الإدارة والحكم، مروراً بساحات الاقتصاد والانفتاح، إضافة إلى تحولات المنظور الذي كانت تطل منه الجماهير وحكامها على ما يدور في أقطارهم بخاصة فضلاً عما تشهده قارتهم الجنوبية وما يحدث في عالم النصف الأخير من القرن الماضي، وكلها شكلت إرهاصات لما باتت تعيشه أميركا اللاتينية شعوبها وأقطارها مفكروها، مبدعوها، حكامها ومثقفوها على السواء.

اندلاع ثورة كوبا

يكفي أن شهدت الفترة المذكورة قيام الثورة الكوبية بزعامة فيدل كاسترو ورفاقه من شباب الأصقاع الكاريبية واللاتينية، وكان في طليعتهم أرنستو تشي جيفارا، الذي لايزال رمزاً متجدداً للمناضل الثوري حتى كتابة هذه السطور، يكفي أيضاً أن شهدت قارة أميركا اللاتينية كما يضيف مؤلف الكتاب- تيارات سياسية اجتماعية غير مسبوقة، وكان في مقدمتها مثلاً تلك النزعة المستجدة التي حملت اسم لاهوت التحرير، وتجسدت في سلوكيات الطلائع من رجال الدين الكاثوليك بالذات ممن كانوا يتصدرون دعوات المطالبة بتحرير البلاد والعباد من مواريث التخلف والاستغلال والظلم والفقر تطلعاً إلى أحوال أوسع أفقاً واستنارة وأيسر معيشة وعدالة وخاصة لصالح جموع فقراء القارة اللاتينية وشعوب سكانها الأصليين.

يتوقف الكتاب ملياً كذلك عند ثورة الساندينستا في نيكاراغوا، أميركا الوسطي المطلة- كما هو معروف- على البحر الكاريبي الفاصل بين قارتي أميركا- الشمال وأميركا الجنوب، وكيف رفعت تلك الثورة رايات التحرر من الهيمنة الأميركية وبشرت بإصلاحات في مجالات التحول الديمقراطي والتنمية الاجتماعية الاقتصادية على نحو ما شهده عقد الثمانينات.

ثم يتميز النهج العلمي الذي اتبعه مؤلف الكتاب بأنه لم يقتصر على عامل السرد أو التوقف عند حدث بعينه أو شخصية أو زعامة أو ظاهرة بذاتها: إنه ينسج خيوط الأحداث والتحولات ضمن منظومة واحدة، وبحيث يوضح كما يقول نقاد الكتاب في الولايات المتحدة- إن ما يصفه بالحرب الباردة في أميركا اللاتينية لم يكن مجرد صراع وحيد الجانب بقدر ما جسّدته سلسلة متداخلة من العوامل والتحركات والتغيرات السياسية والاجتماعية والاستراتيجية والعقائدية أيضاً، بل إن هذه الصراعات والأزمات المتشابكة مازالت عواقبها محسوسة على صعيد القارة اللاتينية حتى الوقت الحاضر.

الأصول والفروع

ومن مفارقات الأحداث أن يشير كتابنا إلى أن الأطراف الأساسية في الحرب الباردة، وفي طليعتها بالطبع كل من روسيا وأميركا، حرصت طيلة حقبة الحرب الباردة على تجنب الصراع العسكري الدموي بكل تكاليفه ومغارمه، هذا في حين أن الأطراف الممكن وصفها بالفرعية لم تنطلق من هذا الحرص المتباعد عن خوض الصراع الدموي العنيف. وفيما لم تشهد لا أوروبا ولا الولايات المتحدة مثل هذه الصراعات خلال الحقبة الباردة. وباستثناء تورط واشنطن في مستنقع فيتنام إلا أن قارة أميركا اللاتينية عانت وطأة الصراعات الدموية بكل معنى.

وفي محاولة لتقصي الجذور والأسباب يذهب مؤلفنا إلى القول بأن هذه الساحة الجنوبية من غرب العالم تداخلت فيها عوامل الصراع الاقتصادي مع عوامل التوتر، الذي نشب بين واشنطن والنزعات القومية في أميركا اللاتينية، ناهيك عن الآثار الناجمة عن مرحلة تصفية الاستعمار وظهور الكتلة الدولية العولمية إن شئت- التي حملت أيامها اسم العالم الثالث، فضلاً عن اشتداد ضراوة التنافس خلال الحرب الباردة بين القطبين الأميركي والسوفييتي على شغْل المركز رقم واحد على صعيد العالم النامي.

اليمين واليسار

بعدها يتطرق كتابنا إلى قضية أخرى، تتمثل في طبيعة ونشاط الجناح المحافظ في سياسات دول وشعوب أميركا اللاتينية: إن هذا الجناح يري إيجابيات واسعة النطاق أسفرت عنها عمليات التدخل، مباشِرة كانت أو غير مباشرة من جانب الولايات المتحدة في شؤون أميركا اللاتينية، فيما ينبه هذا الجناح المحافظ إلى أن تدخلات واشنطن أدت إلى تعزيز التحولات الديمقراطية على صعيد القارة التي اختارها المؤلف محوراً لدراسات الكتاب.

في السياق نفسه لا يُغفل المؤلف مقولات عناصر وأجنحة اليسار السياسي في القارة المذكورة ومن تيارات اليسار اللاتيني (في تشيلي مثلاً) من يصف التدخل الأميركي بأنه كان أقرب إلى غزوة صليبية متوحشة، كما يقول تعبير الكتاب، وأنه أدى إلى انكسار الحركات الشعبية (المطالبة بالعدل الاجتماعي والإنصاف السياسي) بل وتشتيت صفوفها، ولم يكن من نتيجة ذلك سوى إضعاف التحولات الديمقراطية ذاتها.

ثم يتضح من سطور الكتاب أن المؤلف يحاول أن يطلّ من منظوره الموضوعي، أو شبه الموضوعي، على هذا الاختلاف السافر بين عناصر اليمين واليسار في أميركا اللاتينية حين يدعو إلى إعادة التقييم التاريخي بكل العناصر والمواقف والمستجدات التي شهدتها القارة اللاتينية خلال مرحلة الحرب الباردة.

ويمكن تلخيص رؤية المؤلف على النحو التالي: إن المسألة تتجاوز مجرد التقسيم السياسي إلى يمين أو يسار، إنها أعقد من الحديث عن القمع الذي مارسته قوى ونظم اليمين بتواطؤ أو إغضاء من جانب الولايات المتحدة، بقدر ما تتجاوز أيضاً الحديث عن التدخل الأجنبي وزعزعة الاستقرار الداخلي وممارسة التطرف الأيديولوجي، سواء من جانب قوى اليمين أو من جانب عناصر اليسار، إن هذه العوامل مارست تأثيرها مجتمعةً ولدرجة يجوز معها القول بأنها كانت يغذي بعضها بعضاً.

في السياق نفسه لا يتردد المؤلف- ومن منظور الموضوعية العلمية- في انتقاد السياسات التي اتبعتها الرئاسات الأميركية المتعاقبة إزاء أقطار وشعوب القارة اللاتينية.

وكان بديهياً أن يشير هذا التعامل إلى ما بادر إلى إعلانه رئيس أميركي أسبق يدعى جيمس مونرو (رقم خمسة في جدول رؤساء أميركا) تحت شعار مبدأ مونرو الذي أكد فيه اطلاق يد واشنطن في نصف الكرة الغربي من العالم، يعني من أصقاع كندا في أقصي الشمال، إلى ربوع وساحات أميركا اللاتينية التي عرفتها الأدبيات السياسية في الولايات المتحدة على انها فناؤنا الجنوبي، وهو اتجاه ظل مستمراً.

ويصفه مؤلف كتابنا بأنه افتراض هيمنة واشنطن بغير تورع أو تردد على امتداد هذا النصف الغربي من الكرة الأرضية، على أن المؤلف يضيف موضحاً أن هناك من ساسة أميركا اللاتينية من استغل هذه الأوضاع لكي يُسقطوا على كاهل واشنطن ما ظلت القارة الجنوبية تعانيه على نطاق واسع من مشاعر السخط والإحباط الشعبي ومن عدم استقرار الأوضاع الداخلية، فضلاً عن آفات الركود الاقتصادي والأوضاع المتطرفة، كما يصفها هذا الكتاب، من اللامساواة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.

عن أخطاء واشنطن

في السياق نفسه أيضاً يدلل مؤلفنا على خطل السياسات الأميركية التي ألمح إليها.

ويسوق على ذلك أمثلة شتّي من واقع ما يصفه بأنه علاقات المودة التعيسة، التي ربطت بين واشنطن وبين أكثر من حاكم ديكتاتور في تلك الردهة الخلفية اللاتينية طبعاً، ما بين باتستا في كوبا (قبل ثورة كاسترو- جيفارا) وتروغيللو في الدومينيكان إلى خمنيز في فنزويلا، فما بالنا بما أقدم علىه هنري كيسنجر خلال ولاية ريتشارد نيكسون من التواطؤ لإسقاط النظام اليساري الاشتراكي في تشيلي، وهو المخطط الذي تم تنفيذه مع السنوات الأولى من السبعينات، وأفضى كما هو معروف إلى إسقاط النظام المذكور.

بل واغتيال سلفاتور الليندي رئيس البلد المذكور الواقع عند أقصى طرف المخروط الجنوبي من القارة اللاتينية، كي يحل محله نظام الجنرال أوغسطو بينوشيه الديكتاتوري الدموي، على مدار سنوات طويلة عانت فيها القارة المذكورة، في تشيلي وفي جاراتها من ظاهرة مأساة اختطاف، ومن ثم اختفاء، قيادات، وأحياناً أفراد المعارضة السياسية المناهضة للنظم التسلطية، وهو ما انعكس على نطاق واسع في كتابات وأعمال روائية وسينمائية عديدة.

التمسك بشعار قديم

وبحكم موضوعية النهج الذي اختار مؤلف الكتاب اتباعه، فهو يتوقف ملياً عند المبدأ الشعار الذي ظلت تسترشد به السياسة الأميركية إزاء جاراتها الواقعة في الجنوب، هذا الشعار تلخصه العبارة التالية: منع وقوع كوبــا أخرى. وبمعنى أن لا يخرج في الأصقاع الجنوبية كاسترو آخر، ولا ثورة يسارية شيوعية أخرى، تعزف على أوتار معاناة شعوب تلك الأصقاع وعلى طموحاتها نحو حياة أفضل وأكرم في ظل قدر معقول من العدل الاجتماعي.

في ظل هذا الشعار الذي ظل سارياً ومطبقاً ومتَّبعاً على مدار الفترة الواصلة بين منتصف القرن العشرين وحتى سنوات هذا القرن الواحد والعشرين، اتبعت الولايات المتحدة سبيلاً من شقين:

أولهما يرفع شعار التحالف من أجل التقدم، ويرسم أهدافاً تتوخى الحد من آفة الفقر المدقع وتحسين الفرص الاقتصادية المتاحة للطبقات الدنيا والطبقات الوسطى.

٪ .

ثم يصل الأمر يضيف المؤلف- إلى أنه حين تفشل تلك القوات المسلحة- المحلية أو الوطنية في جهود التصدي، فحينئذ تقوم الولايات المتحدة بالتدخل على نحو مباشر.

والحاصل أن فشلت حكاية التحالف من أجل التقدم. ويكفي أنها ركزت في أميركا اللاتينية على توسيع وتشجيع ما يصفه كتابنا بأنه الزراعة التجارية التي جاءت على حساب فقراء الأرياف، وأدت إلى إشاعة روح السخط على مستوى الريف وبين صفوف صغار الحائزين من أهل القرى، »الكمبسينوس« كما يسمونهم في تلك الأنحاء. وما لبثت هذه المشاعر الساخطة أن أدت في أقطار مثل الأرجنتين وأورغواي إلى اندلاع شرارات صراع يائس مسلح، اتخذ شكل حرب العصابات.

وكان طبيعياً كذلك أن تسفر هذه الأحوال عن مزيد من التوتر وعدم الاستقرار متلازماً مع ازدياد تيارات وموجات الهجرة إلى أميركا الشمالية، وهي هجرة يائسة في طابعها الجوهري، كما يصفها الكتاب، كيف لا وقد نجمت موجاتها عن أوضاع داخلية تجسدت على شكل جرائم فردية فضلاً عن ما تقترفه عصابات الجريمة المنظمة على نحو ما عانته وتعانيه كثير من بلدان أميركا اللاتينية، برغم ما شهدته أيضاً من جهود حثيثة ومحاولات دؤوبة للإصلاح على نحو ما حدث مثلاً في عدد من أجزائها ما بين تشيلي أو فنزويلا ثم في برازيل دي سيلفا على وجه الخصوص.

 

المؤلف في سطور

الدكتور هال براندز باحث وأكاديمي أميركي شاب. يعمل أستاذا مساعدا لدراسات علم السياسة العامة وعلم التاريخ بجامعة ديوك، في نورث كارولينا بالولايات المتحدة.

وقد تخصص المؤلف في قضايا السياسة ومسارات الخارجية الأميركية، مع التركيز على الفترة الفاصلة بين مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية (أواخر أربعينات القرن الماضي) وحتى الوقت الحاضر، مروراً بعلاقات أميركا مع أطراف الشرق الأوسط، وسياسات واشنطن في المجال النووي، فضلاً عن سياسة أميركا واستراتيجيتها الشاملة، خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001.

ويمتد النشاط البحثي والعلمي للدكتور براندز ليشمل دراساته عن الجريمة المنظمة (بأسلوب المافيا) وعن عصابات وجرائم الاتجار بالمخدرات، وخاصة في قارة أميركا اللاتينية، ويلاحظ أنه عمد إلى تحصيل وتحليل هذه المعارف بالذات من خلال أنشطته الأكاديمية والبحثية في كلية الحرب التابعة للجيش الأميركي، إضافة إلى مواقع علمية- بحثية أخرى، كان في مقدمتها مؤسسة راند ومعهد تحليلات الدفاع.

وتتضح هذه المسارات والجهود العلمية في سيرة المؤلف من واقع الأعمال التي عكف على تأليفها، ومنها كتاب مهم أصدره في عام 2008 بعنوان »من برلين إلى بغداد: أميركا تبحث عن الهدف في عالم ما بعد الحرب الباردة«. وقد حصل المؤلف على درجتي الماجستير والدكتوراه من واحدة من أبرز الجامعات الأميركية، وهي جامعة يال، وتخرج بدرجة الليسانس من جامعة مرموقة أخرى هي جامعة ستانفورد. وتجمع اهتماماته العلمية بين قضايا الدبلوماسية والاستراتيجية وسياسات أميركا والعالم الثالث.

عدد الصفحات: 408 صفحات

تأليف: هال براندز

عرض ومناقشة: محمد الخولي

الناشر: مطبعة جامعة هارفارد، نيويورك، 2014

Email