خيارات صعبة

هيلاري كلينتون تحكي عن الصدام مع معاوني أوباما

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يصف النقاد مؤلفة هذا الكتاب بأنها أقرب إلى النهج الليبرالي أو الاعتدالي في مضمار السياسة الأميركية المعاصرة. وفيما سبق للمؤلفة أن أصدرت منذ 11 سنة كتابها ليحكي عن جوانب شتى من سيرتها الذاتية، فقد جاء الكتاب الأخير الصادر في 10 يونيو الحالي ليركز على تجربة هيلاري كلينتون خلال توليها حقيبة الخارجية على مدار الحقبة الأولى من رئاسة باراك أوباما.

ومن محللي هذا الكتاب من لم يفته أنه يحوي طروحات ومقولات أقرب إلى الخطابات الافتتاحية لحملة رئاسية مرتقبة يمكن أن تخوضها المؤلفة في سباق عام 2016 لتصبح ـ إذا نجحت ـ أول سيدة تترأس الولايات المتحدة، على أن الكتاب يجمع بين ملاحظات ثاقبة بشأن تحولات الشرق الأوسط وظاهرة الربيع العربي..

إضافة إلى عرض لأسلوب وزيرة الخارجية السابقة في مقاربة المشكلات العالمية تحت مسمى «القوة الذكية» باعتبارها سبيلاً متوسطاً بين استخدام القوى «الناعمة» غير المادية والقوى «الخشنة» التي تجمع بين المنطق العسكري والإمكانات الاقتصادية.

في الكتاب أيضاً تبدو المؤلفة وكأنما تجاوزت محنة المشكلات التي كادت تعصف بكيانها العائلي، وخاصة تلك التي اتصلت بما يعرف في حوليات التاريخ الأميركي بأنها «فضيحة لوينسكي» التي تورط فيها الرئيس بيل كلينتون، ومن هنا كان حديث مؤلفة الكتاب عن كيانها العائلي، سواء عن الصداقة الحميمة التي تربطها مع زوجها الرئيس الأسبق، أو ما يتعلق بمواقفها الحميمة أيضاً ـ على نحو ما تعكسه فصول الكتاب ـ خلال زواج ابنتها الوحيدة، وهو موقف الأم بالدرجة الأولى.

الحملة التي واكبت أخيراً ظهور أحدث كتاب أصدرته هيلاري كلينتون لم تكن مجرد تمهيد للاحتفال بصدور كتاب يتلمس طريقه إلى رفوف المكتبات وأيادي واهتمامات القراء، وإنما كانت الحملة أقرب إلى مقدمة يقصد بها التمهيد للمسيرة المنتظرة إلى البيت الأبيض، وبمعنى الاستعدادات المبدئية لطرح اسم المؤلفة مرشحاً (بالأدق مرشحة) لرئاسة الولايات المتحدة في سباق عام 2016.

هكذا ارتأت بالذات ناقدة «النيويورك تايمز» في استهلال سطورها النقدية فور ظهور هذا الكتاب، الناقدة «متشكو كاكوتانى» تذهب إلى أن حملة الدعاية للكتاب الجديد الذي يحمل عنوان «خيارات صعبة» جاءت لتتصف بكل ما يميز العمليات العسكرية من تخطيط وتدّرج وأناة دقيقة ما بين بدايات وئيدة هادئة الإيقاع، ثم لا تلبث أن يرتفع صوتها إلى مستوى الهدير.

وقد بدأ هذا الهدوء من خلال ما عمد إليه أهل النشر والدعاية من تسريب الفصل الذي يعرض لوقائع بنغازي بكل ملابساتها الكارثية والدموية وقد بلغت ذروتها ـ كما هو معروف ـ بحادثة اغتيال السفير الأميركي لدى ليبيا.

وهناك من النقاد من يفسر هذه المبادرة إلى إعلان هذا الفصل من الكتاب على أنها كانت محاولة لاستبعاد أو استنفاد الجدل المرير حول مسؤولية المؤلِّفة، إذ كانت وقت الحادثة المذكورة وزيرة لخارجية بلادها، وعرضت سياساتها لعواصف الانتقاد الذي اتهمها بالقصور والإهمال.

وهناك من النقاد أيضاً من يقارن بين الكتاب الذي نعرض له في هذه السطور وبين كتابها السابق صدوره في عام 2003 (وقد قدمت «البيان» عرضاً نقدياً له فور صدوره) وكان بعنوان «أن تعيش التاريخ».

بين عامي 2003 و2014

وعندنا أن هذا الكتاب الأحدث الذي نتناوله في السياق الراهن جاء على مستوى أفضل من حيث دقة السرد وثراء الخبرة. وفيما جاء كتاب 2003 أقرب إلى نبرة خطابية لسيدة أولى سابقاً فقد صدر كتابنا الحالي ليمثل ثمرة تجارب متباينة ومساقات متعددة خاضتها واجتازتها المؤلفة عبر مواقع برلمانية (عضواً بمجلس الشيوخ في الكونجرس) ومواقع سياسية (مرشحة من الحزب الديمقراطي ومنافساً لباراك أوباما شخصياً في انتخابات الرئاسة عام 2008) ثم مواقع تنفيذية عليا (وزيرة للخارجية).

وربما يتميز هذا الكتاب بأن المؤلفة لم تتردد في ترديد نغمة اعتذار، عندما كانت من زمرة الساسة الذين وافقوا على استخدام العنف (العسكري طبعاً) ضد العراق خلال حقبة الرئيس السابق جورج بوش الابن. كان ذلك في عام 2003 وكانت السناتور هيلاري كلينتون، وهى من الحزب الديمقراطي المعارض وقتها، قد أدلت بصوتها في المجلس النيابي بالموافقة على استخدام العنف في أرض العراق، ثم ها هي تحاول في سياق كتابنا أن تمارس منطق الاعتراف في سطور تقول فيها: كنت على خطأ ببساطة وبغير لفّ أو دوران.

أما في المواضع الأخرى من هذا الكتاب، فهي لا تتردد في رسم المنظور الذي ظلت تطل من خلاله على الأحداث المتفجرة والتحولات الخطيرة التي عايشتها على ساحة العالم خلال فترة توليها حقيبة الخارجية.

هنا أيضاً يطالع القارئ سطوراً وطروحات ترتبط بأقطار شتى وقضايا عالمية متنوعة ما بين ظاهرة ما وصفوه بأنه «الربيع العربي»، إلى علاقات المد والجزر مع إيران إلى إطلالة واشنطن- أوباما وهيلاري على المبادرات السياسة التي كان يتخذها كرملين- بوتين في معمعة السياسة الدولية، إلى علاقات أميركا مع الصين بكل ما كان..

ولا يزال يخالطها من عوامل الشد والجذب، ولاسيما في الميدان الاقتصادي، ثم هناك بطبيعة الحال ما كانت دوائر الاستخبارات والرئاسة في أميركا تخطط له في غمار مواجهاتها الخطيرة مع ما كان يدور على أرض أفغانستان، ومن ثم باكستان المجاورة من أحداث وصراعات.

في هذا الإطار تعترف هيلاري كلينتون بأن الدوائر العليا في واشنطن اتصلت بها في أحد الأيام كي تطلب منها شخصياً ألا تبوح بسر عن مخبأ بن لادن لأي إنسان من قريب أو بعيد، وهنا تقول مؤلفتنا: أكدوا لي ألا أخبر أحداً مهما كان بهذا الأمر.. وقد فعلت فلم أخبر بذلك أحداً.

وبديهي أنها أخفت سر بن لادن حتى عن زوجها الرئيس الأسبق بيل كلينتون شخصياً.

عن الشرق الأوسط

على صعيد الشرق الأوسط، تتطرق هيلاري كلينتون إلى نصيحة تقول في الكتاب إنها قدمتها إلى الرئيس أوباما بعد أحداث 25 يناير 2011 في ميدان التحرير بالقاهرة، ومؤداها أن يتريث أوباما من حيث الضغط على الرئيس المصري الأسبق حسنى مبارك للتخلي عن الحكم في مصر بوجه التظاهرات العارمة التي ضمت حشوداً من المصريين.

هنا تطرح المؤلفة آراءها التي تجسدها عبارتها بأن «مبارك بقى طويلاً وأنجز قليل». وكانت تتصور المشكلة في أن متظاهري التحرير لم يكن لديهم خطة ناجزة ولا رؤية واضحة ولا تصوّر متكامل للمستقبل.

هنا أيضاً تعبر كلينتون عما كان يساورها من تبرم وتحّفظ في مواجهة من تصفهم بأنهم مستشارو أوباما الآخرون ممن كانوا يدلون بآراء مخالفة لآرائها، وقد بلغ من شأن هذا الاختلاف، ومن ثم الخلاف، أن كابدت وزيرة الخارجية صنوفاً من معاناة نفسية إزاء المعاملة التي لقيها صديقها القديم ريتشارد هولبروك، وكان من أركان السياسة الخارجية الأميركية:

كانت الوزيرة هيلاري قد اختارت هذا الدبلوماسي المخضرم مسؤولاً عن محور «أفغانستان- باكستان» ضمن إطار السياسة الأميركية، ثم فوجئت مع تطور الأحداث بعناصر من دوائر الرئاسة الأميركية (تصفهم في الكتاب بأنهم من صغار معاوني الرئيس) وقد تحركوا بدافع من كراهيتهم لأسلوب السفير هولبروك المنتمي في تصورهم إلى المدرسة الدبلوماسية القديمة، وكانت النتيجة هي إصابة الرجل وإصابة مهمته بآفة التهميش والتصغير والإهمال.

الوزيرة.. أم العروس

يلاحظ القارئ أيضاً كيف أن المؤلفة، وقد شغلت كما هو معروف- مواقع السيدة الأولى والنائب البرلماني ثم وزير الخارجية لم تكن لتنسى يوماً موقع الأم لابنة وحيدة هي شيلسي كلينتون. وإذ يحكى كتابنا عن سنوات الخارجية الأربع، بكل ما حفلت به من مشكلات ظلت تحمل الوزيرة إلى رحلات ومهام سياسية عبر أركان العالم الأربعة ولدرجة أن قيل عنها إنها كانت أكثر الوزراء أسفاراً في تاريخ الخارجية الأميركية، إلا أن الكتاب يخصص صفحات معينة من فصوله لتحكي عن حدث فارق في حياة المؤلفة الوزيرة الأم..

وهو ما يعكس بداهة جانباً إنسانياً من شخصية هيلاري كلينتون التي طالما اتهموها بأن طموحها العام يغلب كثيراً على عواطفها الخاصة: هنا يحكى الكتاب عن مناسبة زواج الابنة الوحيدة وعن دعوة الاحتفال بزفافها، لقد ذيّلت الوزيرة الأم هذه الدعوة الرسمية، الموجهة إلى العاملين بالوزارة، لا بخاتمها الرسمي، ولكن بتوقيع يتألف من 4- أربعة حروف هي (M.O.T.B) وفحواها ببساطة هو «أم العروس».

والطريف أن الدعوة وجهت في رسالة عبر البريد الإلكتروني ومن موقع الأم- الوزيرة التي كانت وقتها في زيارة رسمية للصين.

ومن المفارقات أيضاً ما يحكى عن مناسبة حضورها عرس واحدة من صديقات الابنة، ليلتها التزمت الوزيرة ركناً قصياً في قاعة العرس، واكتفت بابتسامة غامضة ومتحفظة حين بادرها واحد من المدعوين بسؤال يقول: معالي الوزيرة، هل تتصورين أننا قد نقبض على بن لادن في يوم من الأيام؟

وبديهي أن الوزيرة لم تحر جواباً، أي جواب، ببساطة لأن تلك كانت الليلة التي سبقت الغارة التي شنها الأميركيون على مقر بن لادن في أرض باكستان.

تعكس فصول كتابنا كذلك عن واقع هذه التحولات في خطاب هيلاري كلينتون ما بين تبريرات سلوك الوزيرة إلى عواطف الأم الحادبة لابنة وحيدة، إلى تحليلات المشتغل بالسياسة لقضايا الشأن العالمي العام من منظور المصالح الأميركية بطبيعة الحال. ويجنح هذا الخطاب في بعض فصول كتابنا، حيث تعمد المؤلفة إلى ارتقاء ما قد نصفه بأنه «منبر النصح ومنصة الإرشاد».

هنا تفتتح هيلاري الفصل الذي كتبته بشأن علاقات أميركا مع أوروبا، لا بدراسة تاريخية ولا بلمحات من واقع الشراكة الثقافية، ولا حتى من سجل التعاون بين الطرفين، وخاصة خلال الحرب العالمية الثانية. إن مؤلفة كتابنا لا تتردد في استهلال هذا الفصل من الكتاب بأنشودة ترددها زهرات الكشافة في المدارس الابتدائية في الغرب، وتقول في مطلعها: ابحثي عن صداقات جديدة، ولكن إياك أن تنسى قدامى الأصدقاء.

على متن الطائرة

بالمقياس المتباعد نفسه، ولو نسبياً عن جدية وربما جهامة السرد السياسي، تحفل فصول من هذا الكتاب بذكريات وملاحظات يمكن وصفها بأنها إنسانية.

في هذا المضمار تحكي المؤلفة عما كان يخالطها من سوانح وأفكار على متن الطائرات التي كانت تستقلها خلال أسفارها التي فاقت فيها - كما أسلفنا- كل نظرائها من وزراء خارجية الولايات المتحدة.

تحكي عن إعجابها بتذوق أصناف الجبن المحلى في المكسيك أو أنواع السلمون المدخن في أيرلندا أو ثمار الفواكه الاستوائية في كمبوديا، تعترف بأن حكام كوريا الشمالية (النووية المتصلبة حتى لا ننسى) كانوا يطلقون على هيلاري وصفاً يمكن أن يحمل معاني «السيدة الظريفة أو المضحكة أو خفيفة الدم.. إلخ». ولكنها تؤكد أن الوصف لا يقصد مدحها بخفة الدم بحال من الأحوال (وفي ضوء العلاقات المتوترة دائماً بين واشنطن وبيونغيانغ).

يلاحظ القارئ أيضاً كيف أن المؤلفة لا تتردد في إطلاق وصف «أفضل - أو أقرب- صديق» على زوجها الرئيس الأسبق بيل، وهناك من محللي الكتاب من يذهب إلى أنها ربما استطاعت الصفح عن العثرات السلوكية التي شابت حقبة زوجها الرئيس رقم 42 للولايات المتحدة الأميركية. وخلالها ظل الزوج ـ الرئيس يحظى بتأييد غالبية من الأميركيين، بل ويسجل له مؤرخو تلك الحقبة بأنه ترك موقعه الرئاسي مع فاتح القرن الجديد بميزانية قومية تحوى فائضاً سخياً وغير مسبوق.

المهم أن هيلاري تختتم سطورها في هذا الخصوص بحديث عن تلك اللحظات التي خرج فيها الزوجان ذات مساء في جولة صغيرة قرب البيت الذي اختاراه بعد الرئاسة في شاباكوا، وهى ضاحية وادعة في أعالي ولاية نيويورك: هنالك تحكى المؤلفة عن أجواء السلام والسكينة التي نعم بها الزوجان وتقول: كم كانت مثل هذه اللحظات شحيحة بل نادرة على مدار السنوات، وأنا أريد الإبقاء على بهجتها، فما أسرع ما يحلّ وقت الخيارات الصعبة في زمن وشيك.

مع ذلك تعترف هيلاري كلينتون بأن هذه العائلة الرئاسية الصغيرة خرجت من البيت الأبيض عند مطلع الألفية الثالثة وهى خاوية الوفاض، بل كانت مثقلة بديون مستحقة لزمرة المحامين الذين دافعوا عن الزوج خلال فضيحة المتدربة لوينسكي ومن ثم انتشلوه وأنقذوا تاريخه الرئاسي من شبح تقديمه للمحاكمة.

ولكن مبالغ أتعاب هؤلاء المحامين كانت من الفداحة لدرجة أن ذكرت هيلاري كلينتون ليلة ظهور كتابها في الأسبوع الماضي أن لم يكن الأمر ميسوراً إذ كان عليهم أن يدبروا بعد تقاعد الرئيس أمر الأموال اللازمة لمصاريف المنزل الجديد ولتعليم الإبنة ومتطلبات المعيشة الجديدة، وكان المبلغ يزيد على 10 ملايين من الدولارات.

ناقد الواشنطن بوست

على أن ناقد الواشنطن بوست ديد إغناسيوس، يلاحظ نوعاً من الحذلقة أو التفاصح، وخاصة مع الفصول الأولى من هذا الكتاب، عندما تستبعد المؤلفة استخدام مصطلحي «القوى الناعمة» (بمعنى الثقافة والفن والإعلام..

إلخ) أو «القوى الخشنة» (بمعنى العسكرية والاقتصادية وما إليها)، ومن ثم تعمد هيلاري كلينتون إلى استخدام مصطلح آخر هو «القوى الذكية» التي تراها في موقع متوسط بين الناعمة والخشنة، ويبدو أنها استخدمت هذا النوع الثالث حين كانت تقدم نصائحها إلى الرئيس أوباما، فإذا ما أهمل الرئيس نصائحها بناء على تدخل معاونين آخرين، كانت تعمد إلى التزام الصمت، ربما إيثاراً للسلامة أو توقياً لمغبّة الصدام.

يلاحظ الناقد أيضاً خلال مراجعة هذا الكتاب أن المؤلفة حريصة باستمرار سواء في عملية السرد، أو في سياقات العرض أو التحليل للأحداث والملابسات التي عاشتها، وخاصة خلال شغلها مقعدها في مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك، ثم خلال توليها الموقع رقم واحد في الخارجية الأميركية- على أن تُبقي خياراتها السياسية مفتوحة..

وهو ما دفع كثيراً من المراقبين السياسيين إلى القول إن كتابنا جاء أقرب إلى افتتاحية سياسية مسهبة التفاصيل وتكاد المؤلفة تستهل بها وقائع حملة منتظرة، خلال عام ونصف العام ليس إلا، لاقتحام سباق مرير وغير مسبوق، لا باعتباره سباقاً على رئاسة بلادها، بل لأنه سيكون ـ في حال مشاركتها فيه ـ سباقاً على احتلال سيدة موقع هذه الرئاسة، وللمرة الأولى في التاريخ.

المؤلفة في سطور

هيلاري ديان رودام كلينتون تبلغ الآن من العمر 67 عاماً. درست القانون في واحدة من أهم جامعات أميركا، وهى جامعة «يال»، وبفضل تخصصها واجتهادها في هذا الميدان فقد ورد اسمها منذ سبعينات القرن الماضي ضمن قائمة أكثر 100 شخصية قانونية تأثيراً في أميركا.

ثم شغلت موقع السيدة الأولى ـ ولأول مرة في حياتها ـ حين تولّى زوجها الشاب بيل كلينتون منصب حاكم ولاية أركنسو الريفية الصغيرة على مدار الفترة 1983- 1992، حيث قادت بدورها فريقاً تولى إصلاح النظام التعليمي في الولاية المذكورة. ثم شغلت موقع السيدة الأولى في البيت الأبيض خلال الحقبة الرئاسية لزوجها التي دامت عبر عقد التسعينات وحتى فاتح القرن الواحد والعشرين.

ويسجل مؤرخو سيرتها العائلية أن زواجها صمد أمام عاصفة ـ فضيحة علاقة زوجها ـ الرئيس بالمتدربة الشابة لوينسكي بكل ما ارتبط بها من مشكلات..

وهو ما استطاعت المؤلفة أن تتجاوزه حيث انتقلت مع أسرتها الصغيرة للسكن في ولاية نيويورك لتصبح أول نائبة عنها في مجلس الشيوخ، وبحيث يتصور المحللون السياسيون أنها كانت الخطوة الأولى التي ما برحت تدفعها كي تصبح أيضاً أول رئيسة للولايات المتحدة في انتخابات عام 2016. ورغم أنها نافست أوباما في انتخابات الرئاسة عام 2008 إلا أنه اختارها وزيرة للخارجية خلال ولايته الأولى.

وخلال رئاسة زوجها، ظلت تنشر عموداً صحافياً كل أسبوع، حيث تناولت قضايا الأسرة والمرأة والطفل. وبعدها نشرت عدة كتب حول هذه القضايا إلى أن نشرت أول كتاب عن سيرتها الذاتية عام 2003، فيما تواصل الآن جولات في طول الولايات المتحدة وعرضها من أجل الترويج لكتابها الأخير الصادر منذ أيام.

عدد الصفحات: 656 صفحة

تأليف: هيلاري كلينتون

عرض ومناقشة: محمد الخولي

الناشر: سيمون آند شوستر، نيويورك،

Email