أيام النيران

بوش الإبن لم يكن ألعوبة في يد تشيني

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

على الرغم مما درج عليه الساسة الأميركيون من كتابة مذكراتهم بعد أن يتركوا مناصبهم الرسمية، وهو ما فعله مثلاً الرئيس جورج بوش الابن ونائبه ديك تشيني، إلا أن مثل هذه الكتابات تظل، بالطبع، أسيرة لوجهات نظر أصحابها. وهم يعمدون إلى تلوين الأحداث وتفسير الوقائع من وجهة نظرهم الخاصة، تمجيداً للذات أحياناً وتبريراً للأخطاء في أحيان أخرى .

من هنا تأتي قيمة الكتابات ذات النوعية التي ينتمي إليها كتابنا، الذي يحاول مؤلفه أن ينفذ إلى كواليس الأوضاع وتطورات الأحداث في البيت الرئاسي الأبيض في واشنطن ،خلال حقبتي رئاسة جورج بوش الابن التي امتدت من الفترة 2001 إلى 2008 ، وهي فترة حافلة بالأحداث الجسام والتحولات الخطيرة على مستوى العالم ، ما بين وقوع حادثة الحادي عشر من سبتمبر 2001 إلى شن الحرب في أفغانستان وفي العراق، إلى وقوع الأزمة الاقتصادية، مع آخر سنوات ولاية بوش الثانية في عام 2008.

أجرى المؤلف ، كما يقول نقاد هذا الكتاب، أكثر من 275 مقابلة مع مختلف الشخصيات التي كان لها دورها في أحداث تلك الحقبة، ولكن محور الكتاب ظل مركِّزاً على العلاقة بين الرئيس بوش الابن ونائبه، وهي علاقة رَصَد الكتاب بداياتها التي سادها نوع من التوافق إلى أن بدأت تعتريها مع مغيب مرحلة بوش عوامل التوتر وتفكك الشراكة السياسية التي كانت قائمة بين الطرفين.

 عندما حل عقد التسعينات، الأخير من القرن الماضي، تغيرت أحوال الدنيا بصورة جذرية وبائنة لا تقبل الرجوع. فقد انتهت الحرب الباردة. وانتهى معها تقسيم خارطة النفوذ في العالم إلى شرق شيوعي تقوده موسكو وغرب رأسمالي تقوده واشنطن.

ثم انتهى أيضاً أجل الاتحاد السوفييتي، الذي أصبح في تلك الفترة في ذمة التاريخ، ليترك المجال للكيان الوحيد المتبقي على أديم الخريطة المذكورة، وهي طبعاً الولايات المتحدة الأميركية. يومها تحدث رئيس الولايات المتحدة جورج بوش الأب عن بزوغ أو نشوء نظام دولي جديد.

وكان الرجل على حق، فيما كان يعني ضمناً أن العالم قد بات أمام صياغة مستجدة للنفوذ والمَنَعة وفعالية التأثير، بينما تمثلت هذه المستجدات في تحّول أميركا إلى حيث أصبحت القطب العالمي- الكوكبي الوحيد- وهو ما كان يرادفه بالطبع تحّول رئيس أميركا إلى مكانة الرجل المهم جدا، مع دخول العالم إلى زمن الألفية الثالثة من تاريخ البشر على سطح الكوكب.

ولقد تزامن هذا الوضع الجديد مع نجاح رئيس جديد بدوره دخل المكتب البيضاوي إياه في البيت الرئاسي الأميركي مطلع القرن الواحد والعشرين، وكان اسمه بالطبع جورج بوش الابن، حاكم ولاية تكساس سابقاً، وقد هَزَم منافسه آل غور في جولة سباق رئاسي كانت مثار جدل كبير.

لكن كان هناك فرق شاسع بين بوش الأب وبوش الابن. دخل الأب ساحة الرئاسة في واشنطن مزوداً بخبرة طويلة ومتنوعة وعميقة، إذ تولى على مدار سنوات طويلة مواقع تراوحت بين أول سفير لأميركا لدى الصين، وبعدها تولى موقع مدير وكالة المخابرات المركزية العتيدة، ثم موقع مندوب أميركا لدى منظمة الأمم المتحدة، ناهيك عن 8 سنوات أمضاها في البيت الأبيض نائباً مقتدراً ومحنكاً لرئيس أميركي اجتمعت فيه صفة السذاجة السياسية مع قدرة فائقة على اجتذاب محبة الجماهير وتأييد الناخبين، وكان اسمه رونالد ريغان.

لكن بوش الابن كان يفتقر إلى كل هذه الخبرات. ولذلك انعقد عزم الدائرة المحيطة به على أن يرشحوا معه نائباً يعّوض عن افتقار الخبرة.

في هذا الإطار أقاموا بورصة التوقعات والتخمينات والترشيحات لشغل منصب نائب الرئيس الجديد.

أخطر القرارات

تلك كانت وقائع وملابسات كواليس المناخ الخطير الذي ساد البيت الأبيض ،من أجل تشكيل القيادة التي ستتولى تسيير دفة الأمور مع الرئاسة المستجدة في واشنطن، وقد قيض لها كما أصبح معروفاً- أن تستمر في موقعها الخطير على مدار 8 سنوات، فيما شاءت الأقدار..

وكانت أقداراً لا ترحم أن تتخذ هذه الرئاسة الأميركية عدداً من أخطر القرارات المصيرية، وخاصة في أعقاب حادثة الحادي عشر من سبتمبر 2001 ، وهي قرارات كلفت عالمنا الكثير والعزيز من الأرواح والموارد والإمكانات، على نحو ما شهده وعاناه العالم في حروب أميركا في كل من أفغانستان والعراق.

دخائل هذه الكواليس الموضوع الذي يعالجه بيتر بيكر في كتابه الصادر أخيرا، وهو الكتاب الذي نلقي عليه لمحات من ضوء العرض والتحليل في هذه السطور.

الكتاب الحافل (800 صفحة) يحمل عنواناً لا يخلو من دلالة وهو "أيــــــام النـــــــــيران". والحق أن المؤلف، وهو يستند إلى خبرة عميقة ويعتد بها حقاً بوصفه كاتباً صحافياً ومراسلاً مخضرماً لدى "نيويورك تايمز" في دوائر البيت الأبيض، استطاع أن يرصد من منظوره ملابسات رئاسة بوش، وخاصة ما كان يتعلق باختيار أقرب مساعديه وأهم معاونيه، وبالذات ما يتعلق بسلوك الشخصيات وصراع الشخصيات، التي كانت مؤثرة على عمليات ومسارات صنع القرار خلال السنوات الثماني التي قضاها بوش- الابن في موقعه الرئاسي.

المرشح الوحيد

يحدثنا المؤلف عن ظروف اختيار أهم شخصية كان لها تأثيرها في تلك المرحلة على فعاليات السياسة الأميركية، عن ديك تشيني على وجه الخصوص.

كان تشيني مرشحاً لمنصب نائب رئيس الجمهورية، والمعروف أنه كان وزيراً للدفاع خلال حقبة بوش الأب، التي انتهت في مطلع التسعينات.

والغريب كما يوضح مؤلف الكتاب أن لم يكن تشيني هو المرشح الأول، ولا المرشح الوحيد لمنصب نائب الرئيس.

كان المرشح المفضل شخصية مختلفة تماماً لدى كارل روف، أقرب معاوني بوش، بل هو الرجل الذي حقق له النجاح في السباق الرئاسي .

كارل روف ومعظم المقربين في البيت الأبيض رشحوا جون دانفورث ليكون نائباً للرئيس، بعد أن وصفوه بالاعتدال كسياسي، فضلاً عن أنه كان عضواً بمجلس الشيوخ لثلاث دورات.

لكن هذه الجهود تحطمت على صخرة إصرار الرئيس المستجد على اختيار تشيني بكل تصلبه وعناده وخشونة شخصيته نائباً له، لكي يشكل الرجلان ثنائياً أعاد إلى الأذهان كما يوضح هذا الكتاب- الثنائي الأسبق الذي حقق إنجازات، أقرب إلى الفتوحات السياسية سواء في الصين أو في الشرق الأوسط. والثنائي السابق كان يضم كلا من الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون ووزير خارجيته الشهير هنري كيسنجر.

لقد بذل مؤلف كتابنا جهوداً مضنية ومستفيضة لجمع مادة كتابه ،لدرجة أن حرص على لقاء نحو 275 شخصية ،وكان من بينها ديك تشيني نفسه الذي ذكر النقاد أنه كان متعاوناً مع المؤلف، على عكس الرئيس بوش الابن الذي رفض هذا التعاون من الأساس.

هنا يذهب المؤلف إلى أن كلا منهما كان مكملاً للآخر بصورة من الصور، بوش كان الطرف الواقعي وتشيني كان الطرف الأيديولوجي، بمعنى أن الرئيس كان الذراع المنفذة، فيما كان نائب الرئيس هو العقل المفكر، وبمعنى أن كانت العلاقة هي بين التنفيذ والتنظير.

والأكثر من هذا كما يقول المؤلف- أن زادت قيمة تشيني إذ كان أول نائب رئيس في التاريخ الأميركي الحديث، لا تدفعه نوازع (أو أطماع أو طموحات) لأن يرشح نفسه رئيساً للدولة، حيث كانت رغبته في خلافة رئيسه تقَّدر بدرجة صفر بمعنى عدم وجودها من الأساس، وهو ما كان يعني أن بوسع رئيسه بوش أن يعتمد على نصائحه التي كانت بعيدة عن أي أجندات طامحة إلى أطماع في المستقبل. وكان معناها أيضاً كما يقول كتابنا - أن الرجل رقم (2) في إدارة الدولة، لم يكن يحدوه سوى ولاء للرجل رقم (1) دون أن يتوزع الولاء مثلاً إلى جماهير الناخبين.

بيد أن مشكلة إدارة بوش وربما نقول ومشكلة العالم الخارجي أيضاً أن دارت معارك خفية وثارت مشكلات مكتومة باستمرار تحت سطح الأحداث ومن خلف كواليس البيت الأبيض. لماذا؟ لأن بوش عمد في سنوات ولايته الرباعية الأولى إلى الاستعانة بشخصيات بالغة الصلابة والخشونة أحياناً من قبيل دونالد رامسفيلد وزيراً للدفاع ومعه مساعدون ينتمون إلى فصيل المحافظين الجدد..

،وكانوا يمثلون بدورهم أقصى جناح من اليمين المتطرف، فيما اختار لوزارة الخارجية الجنرال العتيد الملَّون كولن باول، وبهذا يضيف مؤلف كتابنا- كأنما كان بوش يمهد المسرح لمزيد من صراع الاختصاصات بين هذه الشخصيات المؤثرة في ميادين تخصصها.

كانت النتيجة وذلك درس مستفاد في علم وفن إدارة الدول- أن ديك تشيني عمد إلى نشر وبالتحديد إلى بذْر أعوانه ومساعديه كما يقول المصطلح الذي استخدمه المؤلف في كل مسالك وإدارات البيت الرئاسي، بل وحرص على أن يشغل كل منهم موقعاً محورياً لزوم التفوق في صراع الاختصاصات، فكان أن منحوا كلا منهم رتبة مساعد الرئيس الرتبة نفسها التي كان يحملها في تلك الفترة كل من مستشارة الأمن القومي واسمها طبعاً، كوندوليزا رايس وأندرو كارد رئيس ديوان البيت الأبيض.

يذهب مؤلف كتابنا إلى أن الأمور كان يمكن أن تمضي بغير مشكلات ولا مواجهات خلال الولاية الأولى للرئيس جورج بوش الابن، لولا أن حدثت واقعة الحادي عشر من سبتمبر.

بعدها تحول البيت الأبيض إلى مركز قيادة لشن الحروب، وكان طبيعياً أو بديهياً أن يتحول ديك تشيني وهو وزير حرب سابق- إلى أهم شخصية فاعلة في هذا الإطار، وخاصة بعد أن تَبنّي بخشونته المعهودة، الدعوة إلى تعزيز جهود الاستخبارات وسنّ قيود تشريعية مفروضة على حركة وحريات الأفراد والجماعات، مما أدى إلى تهميش المدعي العام (وزير العدل) جون أشكروفت.

في هذا السياق بالذات يقول المؤلف أن تشيني لعب دوره المحوري المؤثر لأنه كانه يفعل ما يريده الرئيس، ولكنه كان ماهراً في إدارة دفة الأمور إلى حيث يدفع الرئيس أصلاً إلى هذا الذي يريد، وعندما كان الآخرون يتدخلون بمقترحات أو أفكار، كان تشيني يقطع عليها الطريق بحصافة وحساسية ومهارة لا يشعر بها أحد.

وعلى هذا الأساس يتابع مؤلفنا كل ما حاق برئاسة بوش- الابن على امتداد سنواتها الثماني من مشكلات وصدمات وصل بعضها إلى حافة الكوارث في بعض الأحيان وكلها كانت حافلة بالطبع بكل ما ظل مستوراً وراء الكواليس الرئاسي من صراعات ومنافسات.

صدمة اقتصادية

ويكفي أن يحيل الكتاب إلى وصف هذه المرحلة الرئاسية على لسان أو قلم الكاتب دفيد فروم الذي يقول: افتتحت إدارة بوش حقبتها بحادثة ثانية من طراز بيرل هاربور (الأولى طبعاً كانت تدمير الأسطول الأميركي في عام 1941 والثانية تشير إلى حادثة 11 سبتمبر 2001) ثم انتهت رئاسة بوش بصدمة اقتصادية ثانية (الأولى كانت تتمثل في كارثة الكساد العظيم في عقد الثلاثينات والثانية طبعاً كانت الأزمة المالية في عام 2008).

وبين الكارثتين يضيف ديد فروم واجهت إدارة بوش أزمة فيتنام ثانية (في حرب كل من أفغانستان والعراق).

وبالمناسبة، فإن ديد فروم كان كاتب الخطب الرئاسية المفضل لدى جورج بوش، وينسب إليه صياغة المصطلح السياسي الذي ذاع خلال سنوات تلك الرئاسة وهو محور الشر(Axis of Evil) حيث استعاد فيه فروم مصطلح المحور من أدبيات الحرب العالمية الثانية..

وكان يصدق على تحالف النازي الألماني مع الفاشي الإيطالي مع الإمبراطوري الياباني، هذا فضلاً عن استعارة مصطلح الشر من واقع التراث التوراتي- الإنجيلي، ومع ذلك فلم يشفع لديد فروم كل هذه المساهمات، فقد أطيح به من موقعه في البيت الأبيض، بعد أن اتهموه بأنه أفشى أسرار الرئاسة، وخاصة ما يتعلق بكتابة ما يتفّوه به رئيس الولايات المتحدة.

والحاصل أن قارئ كتابنا يشعر باستمرار أن ريتشارد بروس تشيني أو ديك تشيني كما كانوا يسمونه، كان هو القوة أو السلطة الكامنة وراء سدة الحكم، بمعنى أن بوش يكاد يستمد منه القدرة أو القوة على تسيير دفة الأمور في إطار الشراكة التي حرص المؤلف على مدار فصول الكتاب على رسم معالمها..

وقد بدأت الشراكة مع نفوذ تشيني في حقبة الولاية الأولى، وفيها كانت إدارة الحرب الدموية في أفغانستان والحرب الباغية في بلاد الرافدين، ومن ثم فقد واصل مؤلفنا متابعة فصول وأحوال هذه الشراكة بين الرئيس ونائب الرئيس إلى آخر مراحلها، وهي كما تصورها صفحات الكتاب مرحلة المناقشات الساخنة، وبأصوات مرتفعة لدرجة أن تصل إلى أسماع القريبين من الجناح الغربي في البيت الأبيض، ومنها ما كان يصل إلى حافة الصدام بين الشخصيتين.

في السياق نفسه، ينقل المؤلف عن مذكرات عديدة أصدرها الساسة الأميركيون، أو عن لقاءات شخصية مباشرة مع عدد منهم، ومن هؤلاء يعاود مؤلف الكتاب وصف ديك تشيني بأنه رجل خشن بكل معنى الكلمة، وإلى درجة أن لا يكاد يبالى فيها بالعواقب، كما كان محافظاً في تفكيره السياسي لا يكاد يلقي بالاً (أو احتراما) لأفكار وآراء الآخرين..

ولدرجة أن بلغ به تفكيره المحافظ الحد الذي كان يعمد معه أحياناً إلى تجاهل الحقائق الواقعة بالفعل، إذا ما كانت تتعارض مع ما يعتنقه من آراء وما يراوده من تصورات. من هنا يتطرق كتابنا إلى تصوير آخر مراحل العلاقة بين جورج بوش و ريتشارد تشيني حين كف الرئيس عن الإصغاء إلى ما كان يصدُر عن نائبه من أفكار أو آراء أو مشورات.

على كل حال، يشعر محللو هذا الكتاب أن في فصوله ما يمكن أن يوصف بأنه محاولة إنصاف لجورج بوش الابن شخصياً. وعلى نحو ما ورد في تحقيق ثقافي بثته الإذاعة القومية الأميركية، فإن قارئ هذا الكتاب يشعر أن بوش لم يكن مجرد دمية أو ألعوبة، كما تبادر إلى أذهان الكثيرين، ولا كان ديك تشيني هو محرك هذه الدمية، والتحقيق الإعلامي المذكور يستعرض تفاصيل ما جاءت به صفحات كتابنا ليخلص التحقيق إلى ما يمكن اعتباره درساً مستفاداً لمن يتصدون لإدارة دفة السياسة العليا في الدول والنظم الحاكمة في مجالات السلم والحرب على السواء.

وليس صدفة أن يختتم التحقيق الإذاعي بخلاصة يقول فيها أن ميزة هذا الكتاب إنما تكمن في ثروة التفاصيل التي أوردها منسوبة إلى أصحابها ومستندة إلى أصالة تحقيقها واقعياً وتاريخياً وأحياناً ينقلها الكتاب حرفياً على ألسنة اللاعبين الحقيقيين، وهو ما يفسر للأميركيين كما تقول الإذاعة القومية الأميركية- السبب الذي جعل بلادهم لا تزال في حالة حرب حتي بعد انقضاء أكثر من عشرة أعوام على هجمات الحادي عشر من سبتمبر.

المؤلف في سطور

بيتر بيكر كاتب سياسي أميركي وصحافي مخضرم عمل مراسلاً لجريدة "نيويورك تايمز" في البيت الرئاسي الأبيض على مدار سنوات، فيما كلف بمتابعة الرئيس الحالي أوباما وتغطية أخباره وقراراته، فضلاً عن تحركاته.

وجاء ذلك اعترافا بخبرته الطويلة في مضمار المتابعة الرئاسية خلال سنوات بيل كلينتون في التسعينات إلى سنوات جورج بوش الابن مع مطلع القرن الجاري. من هنا جاءت التحقيقات الاستقصائية ومن ثم الدراسات التي أصدرها بيتر بيكر عن كواليس الأحداث وعن العلاقات والسلوكيات في المقر الرئاسي ابتداء من قضية فضيحة مونيكا لوينسكي خلال رئاسة كلينتون، وليس انتهاء بأحدث كتبه الصادرة أخيرا حول العلاقة المتشابكة والمعقدة أيضاً بين جورج بوش ونائبه ديك تشيني.

على الجانب الآخر من سيرته المهنية، أمضى المؤلف أربع سنوات بوصفه مديراً لمكتب "التايمز" في العاصمة الروسية موسكو، حيث أتيح له رصْد مسار الصعود للرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين. ومن هنا تبلورت حصيلة هذه التجارب الصحافية لدى المؤلف، الذي عمد إلى تحويلها إلى دراسات وكتب لا زالت تحقق رواجاً مشهوداً بين القراء المهتمين بالسياسة الداخلية والعلاقات الدولية. ومن هذه الكتب ما صدر بعنوان "محاكمة بيل جيفرسون كلينتون" (عام 2000) وكتاب "روسيا- بوتين ونهاية الثورة" (2005).

 عدد الصفحات: 800 صفحة

تأليف: بيتر بيكر

عرض ومناقشة: محمد الخولي

الناشر: مؤسسة دبلداي، نيويورك،

Email