ما بعد زمن الاستعمار في إفريقيا

أفريقيا المستقلة تعبر ثلاث مراحل

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

اتسع المنظور الذي تضمه طروحات هذا الكتاب ليشمل من الناحية الزمنية خمسين عاماً، هي عمر حقبة الاستقلال الوطني، أو هي حقبة ما بعد العصر الاستعماري، الذي ظلت إفريقيا تجثم تحت وطأته على مدار عشرات العقود من عمر العصر الحديث، وخاصة منذ انعقاد مؤتمر التسابق على استعمار إفريقيا في العاصمة الألمانية برلين في عام 1883.

أما الحقبة التي يحللها الكتاب فهي تلك الواقعة بين عام 1960 المعروف تاريخياً بعام استقلال إفريقيا وبين عام 2010، بكل ما حفلت به هذه الفترة الزمنية- على نحو ما يصوره الكتاب- من توقعات بأمل ما بعد الاستقلال، وأيضاً من إحباطات خوض تجربة بناء الدولة الوطنية الإفريقية، حيث جاء هذا البناء على أنقاض ما خلّفته المرحلة الاستعمارية من استغلال للموارد الإفريقية ولصالح القوى الاستعمارية في غرب أوروبا على وجه التحديد.

ومن إيجابيات هذا الكتاب فضلاً عن غزارة التفاصيل البحثية والميدانية التي يوردها المؤلف- ما يتمثل في المنظور المتسع الذي أطل منه الكتاب على قضايا القارة الإفريقية ،حيث أشار إلى خطأ تقسيم القارة إلى شمال إفريقيا (العربي) ثم إلى إفريقيا (السمراء) (جنوبي الصحراء).

وهذا النهج التكاملي الذي ينادي به المؤلف في التعامل مع القارة أضفى ميزات عديدة إلى ما يتميز به الكتاب من شمول النظرة وموضوعية التناول وعمق التحليل.

إفريقيا هي ثاني أكبر قارة على ظهر الكرة الأرضية (بعد القارة الآسيوية بطبيعة الحال). درجوا على وصفها بأنها القارة السمراء، إذ يغلب على معظم سكانها سمرة البشرة، وأحياناً يصفونها بأنها القارة العذراء بمعنى أنها مازالت تضم مناطق وشعوباً وأصقاعاً لم تكتشف كاملاً بعد، فضلاً عن موارد وثروات طبيعية لم تجد بعد طريقها نحو الاستثمار أو الاستغلال.

وأحياناً تحمل القارة أوصافاً تكاد تعكس البؤس أو الشقاء حتى لا نقول التعاسة، خاصة وقد كانت هي المصدر الأساسي للأسف لتلك الظاهرة اللاإنسانية التي حملت بدورها لافتة تجارة العبيد إذ كانت السلعة الأساسية لتلك التجارة البغيضة تتمثل ببساطة في الناس، البشر، من أبناء القارة جنوبي الصحراء الكبرى، ولاسيما إقليم غرب هذه القارة المطل على سواحل المحيط الأطلسي حيث يفضي جغرافياً إلى غرب أوروبا ثم القارة الأميركية الشمالية التي ظلت تستقبل أفواجاً من هذا الرقيق الداكن البشرة، لدرجة أن دخل إلى أدبيات علم الديموغرافيا (السكانيات) مصطلح الشعوب المنقولة عبر سفن الشتاء العابرة للأطلسي إلى حيث شاركت هذه الشعوب ذات الأصل الإفريقي في بناء الكيان المعروف حاليا باسم الولايات المتحدة.

نتحدث بداهة عن إفريقيا، عن القارة التي ظلت غاية ومقصداً للمستعمرين الوافدين من أرجاء الشمال الأوروبي طمعاً فيما يطويه باطن القارة العذراء من أسرار الموارد المعدنية ومصادر الثروات الطبيعية، التي تبدأ بمعادن الذهب ومنابع البترول وقد لا تنتهي بثروات لا تكاد تقدر بمال من الماس واليورانيوم، الذي يشكل الأساس لنواتج الأنشطة النووية، المدنية والعسكرية على السواء.

80 عاماً فاصلة

ثمة تاريخان شهد كل منهما حدثاً محورياً في مسار القارة العذراء، السمراء، سمها ما شئت. ويفصل بين التاريخين 80 عاماً أو نحوها من عمر هذا الزمان الحديث.

التاريخ الحَدَث الأول هو انعقاد مؤتمر برلين في عام 1883 تحت إشراف أوتوفون بسمارك المستشار الألماني الحديدي كما كانوا يسمونه، حيث ضم المؤتمر جميع الأطراف الغرب أوروبية الطامعة في استعمار إفريقيا والاستئثار بثرواتها، ومن ثم حمل المؤتمر عنوانه الفريد، وهو: التسابق على إفريقيا

أما التاريخ- الحدث المحوري الثاني فهو يرجع إلى عام 1960 الذي لايزال يعرف في روزنامة عالمنا السياسية بأنه عام استقلال إفريقيا. لقد شهد العام المذكور إعلان نهاية للاستعمار الغرب أوروبي، ومن ثم إعلان ميلاد الدول الإفريقية الشابة المستقلة، التي بادرت كما هو معروف إلى تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية تحت زعامة آباء حركة الاستقلال والتحرر في القارة السمراء، وكان من أعلامها الزعماء عبد الناصر (مصر- العرب) ونكروما (غانا) وسيكوتوري (غينيا) وبن بيللا (الجزائر) وهيلاسلاسي (أثيوبيا) ومودييا كيتا (مالى) وغيرهم.

ما بعد الاستعمارية

وبعد عام 1960 كان بديهياً أن تطرق إفريقيا أبواب حقبة جديدة، تحمل بدورها في المعجم السياسي الدولي هذا العنوان: "حقبة ما بعد الاستعمارية".

وعندما حلّ عام 2010، كانت هذه الحقبة قد اكتمل تطورها وتنوعت تجاربها بين سلب وإيجاب، إذ بلغ عمرها في ذلك العام خمسين سنة.

إذن، ماهي الدروس المستفادة من حقبة ما بعد الاستعمار في إفريقيا، وكيف عاشت إفريقيا: كيف عانت، وأنجزت ونجحت وفشلت على مدار هذه السنوات الخمسين من عمر الاستقلال؟

الإجابة عن مثل هذه التساؤلات هي التي تشغل مؤلف الكتاب الذي نعايشه في هذه السطور. وقد جاء عنوانه الرئيسي ليعكس ما ألمحنا إليه بشأن وقائع وملابسات، وإنجازات، وإحباطات خمسين عاماً من الاستقلال: 1960- 2010 في القارة الإفريقية.

مؤلف هذا الكتاب، البروفيسور كروفورد يونغ أستاذ بالجامعات الأميركية واختصاصي في الشؤون الإفريقية. وقد اتبع في دراسة مادة الكتاب نهج التحليل المقارن، مستفيداً في ذلك كما يوضح نقاد الكتاب منذ صدوره في أواخر العام الماضي- من تجربة ومعايشة طويلة وعميقة سنوات من البحث العلمي والمعايشة الميدانية على أرض القارة الإفريقية ذاتها.

في هذا السياق نلاحظ أن المؤلف يركز على تطبيق المنظور الأميركي المتعارف عليه عندما يقسم الحالة الإفريقية إلى ثلاث مراحل أساسية هي:

(1) المرحلة الأولى: وهي مرحلة البهجة العارمة التي سادت شعوب القارة في أعقاب الحصول على الاستقلال بكل ما أثارته من آمال.

(2) المرحلة الثانية: هي مرحلة خيبة هذه الآمال، وخاصة عندما تحولت أوضاع الاستقلال الوطني إلى نظم تأخذ بديكتاتورية الحكم الأوتوقراطي.

(3) المرحلة الثالثة: تجسدت في زيادة طموح الأفارقة إلى الأخذ بأساليب التحول الديمقراطي وتجديد الوعي بالدروس المستفادة من تجارب التنمية الاقتصادية- الاجتماعية.

ثلاثة مسارات إفريقية

ثم يوضح مؤلفنا كيف أن هذه المراحل الثلاث ظلت تعبر وبأساليب متباينة عن مسارات ثلاثة بدورها وهي: خصائص الهوية + مشاعر الوطنية الإقليمية + الانتماءات الأثنية (العِرقية).

هي 53 دولة أصبحت تضمها القارة الإفريقية، بعضها اختار طريق التحول الليبرالي، وبعضها لايزال يواجه مشكلات عاتية ذات أبعاد سياسية واجتماعية واقتصادية، فيما تزداد الأمور تعقيداً من جراء اندلاع العديد من الصراعات الدموية الداخلية والحروب الأهلية التي وجدت، ولاتزال تجد، من يؤجج نيرانها سواء بفعل دعوات تستند إلى شعارات دينية، أو بفعل مخططات خبيثة تشارك فيها فئات الطمع والاستغلال وخاصة المتعاملون في تجارة الأسلحة وتجارة الماس وتجارة المخدرات.

وهو ما أفسح المجال بالتالي إلى تدخلات أقحمت نفسها ومصالحها في شؤون القارة الإفريقية وشجونها كما قد نقول، ثم كانت هناك ومازالت هناك تدخلات الشركات متعددة الجنسية ونفوذ الاحتكارات العملاقة عبر الوطنية، فضلاً عما مارسه صندوق النقد الدولي من عوامل التدخل منذ أواخر عقد الثمانينات عندما ضغط الصندوق والبنك الدولي على الكثير من النظم الإفريقية، كي تنفذ الوصفة السحرية الاقتصادية التي ظل الصندوق يروج لها تحت عنوانها المعروف الشهير في ذلك الوقت: التكيف الهيكلي.

تلك هي السياسة التي أفضت في التحليل الأخير- إلى المزيد من معاناة الطبقات الفقيرة في المجتمعات الإفريقية لدرجة إشعال نمط من الحرب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في ربوع أقطار القارة السمراء، على نحو ما ينقل الكتاب عن مفكر إفريقي هو أديبايو أديدجي الأمين التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية المعنية بإفريقيا (ومقرها في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا).

وربما يتميز هذا الكتاب بأنه يصدر عن منطلق نراه صحياً بل وموضوعياً، وهو المنطلق الذي يتجاوز عن التقسيم الكلاسيكي القديم والمعيب أيضاً- ذلك الذي يقول بحكاية إفريقيا الشمالية في مقابل إفريقيا جنوبي الصحراء الكبرى، حيث النظرة إلى شمال إفريقيا على أنه الأقطار العربية المطلة كما هو معروف- على مياه البحر المتوسط. وحيث النظرة إلى القارة جنوبي الصحراء على أنها، إفريقيا، السمراء، وربما الحقيقية: إفريقيا بكل معنى أو إفريقيا التي تطرحها الصور النمطية والقوالب الجاهزة التي لا يلبث يطالعها ويعايشها أهل العالم الخارجي.

نرفض تشعيب إفريقيا

من هنا يحمد محللو هذا الكتاب أن مؤلفه البروفيسور يونغ ينطلق أساساً من موقف يرفض فيه حكاية تشعيب إفريقيا، على نحو ما يقول الناقد أوكيللو أوسيلي، بمعنى تقسيم القارة الذي أشرنا إليه إلى شمال (متوسطي) وجنوب تفضي إليه الصحراء الكبرى التي تنطبع في الذهنية الجمعية وقد ارتبطت بصور الفيافي والرمال المتوحشة وخطر الانقطاع عن مسير وتطور الحضارة وأحوال العزلة عما يدور في سائر أنحاء العالم من تطورات وإيجابيات وتحولات، لهذا، يضيف الناقد أوسيلي، ظل الناس يتعاملون مع التحولات التي شهدتها في السنوات الأخيرة أقطار من قبيل تونس ومصر وليبيا على أنها لا تستحق وصف الربيع إلا إذا ارتبط بوصف العربي، وكأنها لم تحدث في أقطار تقع على أرض القارة الإفريقية، وتنتمي إليها انتماء الجغرافيا والضرورة، والمصير أيضاً.

الناقد نفسه يخالف مؤلف هذا الكتاب في معرض تقصّي الأسباب التي كانت كامنة ودافعة نحو المطالبة بالاستقلال: المؤلف كروفورد يونغ يعزو دوافع الاستقلال إلى ما رآه الوطنيون الأفارقة من سوء إدارة إمكانات البلاد الإفريقية وخزائنها على يد السلطات الاستعمارية.

أما الناقد ومعه الحق في تصورنا فهو يذهب إلى أن هذه الأسباب إنما تتمثل في ما كان يمارسه المستعمرون الغرب- أوروبيين من عمليات هل نقول جرائم تصدير موارد إفريقيا وثرواتها وإمكاناتها الوطنية لتصبّ في شرايين اقتصاديات القوى الاستعمارية، هذا فضلاً عن التوزيع العنصري لثروة البلاد الخاضعة للاستعمار ولصالح المستوطنين الأوروبيين ورجال الأعمال الأجانب، وهو ما أشعل ثورات الغضب التي استعرت في نفوس الأفارقة ودفعتهم دفعاً، لا إلى مجرد المطالبة باستقلال بلادهم، ولا إلى رفع شعارات هذه المطالبة، ولكن إلى خوض غمرات القتال المسلح أحياناً من أجل الحصول على هذا الاستقلال، على نحو ما حدث مثلاً على يد قبائل الماو ماو بزعامة جومو كينياتا ضد استعمار الإنجليز في كينيا، أو ما حدث أيضاً ضد الاستعمار البلجيكي على يد باتريس لومومبا في الكونغو.

نهب الثروات وتصديرها

في السياق نفسه، يشير النقاد إلى ما عانته إفريقيا على نحو ما يعرض له كتابنا على مدار فترة السيطرة الاستعمارية، لا من مجرد مصادرة الحريات السياسية ولا من غوائل النهب الذي كان منتظماً ومُنهجاً لثروات القارة ومواردها المعدنية بالذات ولكن هذه المكابدة امتدت إلى ما ارتكبه المستعمرون البلجيكيون من فظائع بل مجازر في أنحاء الكونغو بغرب إفريقيا على نحو ما ورد تصويره بدقة وبراعة فنية من قلم الروائي الشهير جوزيف كونراد (1857- 1924) في رواية قلب الظلام الصادرة عام 1902 ، فضلاً عن الفظائع الوحشية بكل معنى، التي أقدمت عليها جحافل الاستعمار الفرنسي في مناطق الفرانكوفونية في غرب إفريقيا التي نقلوا إليها أو فلنقل فرضوا عليها، اللغة والثقافة الفرنسية وراح ضحيتها كما يذكر كتابنا- أكثر من 5 ملايين من البشر عبر أرجاء وسط إفريقيا.

مع ذلك يعترف المؤلف الأميركي بأن القارة اجتاحتها، وما برحت تجتاحها، موجات ودعوات عارمة تطالب بالتغيير وبصورة لم تعد كما في الماضي مستترة في تلافيف الأحداث أو بعيدة عن اهتمامات العالم على نحو ما كان يشهده ماضي القارة الإفريقية، التي طالما بقيت بعيدة عن اهتمامات وسائل الإعلام العالمي.

إن أحداث القارة أصبحت تحتل بؤرة الاهتمام في إعلاميات عصرنا، ولدرجة أن يطلق المؤلف على هذه الأحداث وصف تسونامي التغيير.

وفي هذا السياق، يوضح المؤلف أن هذه الأمواج العاتية كان لها بدورها خطرها الفادح الذي جاء متمثلاً في تآكل، ومن ثم تراجع، وأحياناً انهيار سلطة الدولة على نحو ما شهده مثلاً عقد التسعينات من القرن الماضي، وهو ما أعاق بدوره أي إمكانية حقيقية لتنفيذ الإصلاحات التي كان مفروضاً الأخذ بها في الميادين الاقتصادية والاجتماعية في مختلف أقطار القارة الإفريقية، فضلاً عما اجتاحها كما يضيف الكتاب- من أنماط الصراعات الداخلية والحروب الأهلية، وهو ما أفضى بالضرورة إلى نشوء ما أصبح يوصف بأنه السياسة غير الرسمية وهي التي تزدهر أو تستشري في حالة غياب الدولة ومؤسساتها وإمكاناتها وضعف قدرتها على الحسم واتخاذ القرار وخاصة في مجالات الأمن وقضايا الشأن العام والسهر على المصالح الوطنية المشتركة، هنالك ينفسح المجال أمام استشراء نفوذ السطوة القبلية والتوجهات العشائرية والروابط المصلحية، وهو ما يتم في مجمله على حساب مصلحة المواطن الإفريقي العادي البسيط، الذي كان طامحاً عبر الأجيال إلى أن تصبح حياته أفضل خلال تلك السنوات الخمسين، التي ضمت حقبة ما بعد الاستعمارية التي تمثل المحور الأساسي لطروحات هذا الكتاب.

صحيح أن مسيرة الدولة كفيلة بحكم التعريف- بأن تواجه إيجابيات وسلبيات حالات من موجات المد وحالات من جزر الانحسار.

إلا أن الحساب الختامي الذي تخلص إليه فصول هذا الكتاب لا يعنيه في تصورنا أن يعطي درجة نجاح أو درجة رسوب لهذا النظام أو ذلك من تلك التي تضمها القارة الإفريقية، ذلك أن أهم ما يعنى به المؤلف هو أن يشير على إفريقيا وقادتها ونخبة الأنتلجنسيا المثقفة التي تتفاعل على صعيد مجتمعاتها، بأن السنوات الخمسين، الفاصلة بين عامي 1960 و 2010 كانت حافلة بلا شك بالعديد من الدروس، التي تراوحت بين إنجازات محدودة وإحباطات عديدة، وهي دروس تدعو جميع الأطراف إلى الاستفادة من عبرتها.

 

المؤلف في سطور

يبلغ البروفيسور م. كروفورد يونغ 82 عاماً، ويشغل حالياً موقع الأستاذ الفخري في جامعة ويسكونسون بالولايات المتحدة.

حصل على الدكتوراه من جامعة هارفارد في عام 1964، وظل يعتز بأن الأستاذ المشرف على رسالته هو البروفيسور روبرت إيمرسون ،والذي اشتهر في زمانه بأنه الأكاديمي الوحيد الذي جمع بين رئاسة جمعية الدراسات الإفريقية وجمعية الدراسات الآسيوية في أميركا على السواء.

والمؤلف معنّي في حقل العلوم السياسية بالتغيرات التي تطرأ على أقطار وسياسات ونظم العالم الثالث، مع تركيز خاص على دول القارة الإفريقية، التي نشر عنها في عام 1994 كتابه بعنوان «الدولة الاستعمارية الإفريقية من منظور مقارن»، وهو الكتاب الذي فاز بعدة جوائز ولاسيما في مجال علم السياسة المقارن.

وقد بلغ من اهتمام المؤلف بالأوضاع الإفريقية على الصعيد الميداني بالذات- أن أمضى عامين كاملين في موقع عميد كلية العلوم الاجتماعية بالجامعة الوطنية في زائير (الكونغو) كما تولى رئاسة جمعية الدراسات الإفريقية في عام 1983.

وقد اشتهر المؤلف، على صعيد دوائر البحوث والعلوم السياسية، بأن اهتمامه بالقارة الإفريقية نظرياً وميدانياً يركز على رصد التطورات التي كان لابد وأن تستجّد على مسرح السياسة الإفريقية، بعد حصول أغلب أقطار القارة على استقلالها في عام 1960، وهو ما حفز المؤلف على إجراء مقارنات علمية ونهجية بين مرحلة تَرِكة الاستعمار وحقبة الاستقلال (حقبة ما بعد الاستعمارية) كما يسميها، وهو ما تجلى في كتابه «الأيديولوجية والتنمية في إفريقيا».

عدد الصفحات: 424 صفحة

تأليف: كروفورد يونغ

عرض ومناقشة: محمد الخولي

الناشر: مطبعة جامعة ويسكونسون، نيويورك،

Email