نهاية الطبقة الليبرالية

نفوذ الشركات عبر الوطنية يهدد المستقبل

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ينتمي هذا الكتاب، كما يقول المحللون الأميركيون، إلى النوع الفكري أو الجنس الأدبي الذي مازال يصدق عليه مصطلح «الإرمياد» نسبة إلى شكاوى وتحذيرات النبي «إرميا» الذي نسبت إليه أسفار التوراة مقولات ودعوات تهدد بالويل والشكوى وسوء المصير.

ويرجع هذا إلى أن الكتاب يشكل عبر فصوله الستة تحذيراً إنذارياً كما قد نصفه من أن اضمحلال، وربما تداعي واختفاء نفوذ الطبقة الليبرالية من المجتمع المعاصر يشكل مرادفاً لاستشراء ثقافة الطبقة المقابِلة ثقافة الشركة كما يصفها المؤلف، ويعني بها أفكار ونفوذ المؤسسات العملاقة التي تجسدها الشركات عبر الوطنية، أو الشركات المتعددة الجنسيات وهي التي زرعت، كما يوضح الكتاب، روح الأثرة والاقتصار على المنفعة الأنانية المادية في نفوس الناس، دون اكتراث بما قد يعانيه الآخرون من أفراد أو شعوب.

وفيما يتتبع الكتاب نشوء وتطور الطبقة الليبرالية التي ارتبطت إيجابياً بتحولات الثورة الصناعية ونضج الطبقات العمالية في المجتمعات الغربية بكل ما ارتبط بذلك من نهوض الخدمات الاجتماعية وتعزيز الوعي الطبقي لصالح جموع الجماهير، إلا أن الكتاب يحيل أيضاً إلى المفكر الأميركي المستنير نعوم تشومسكي في نقده للطبقة الليبرالية التي يراها من جانبه عنصراً مشاركاً في تهدئة وتسكين خواطر الجماهير ولصالح النخب الحاكمة في مجتمعات الغرب أوروبا وأميركا.

في دنيا الثقافة والآداب الإنجليزية، والغربية بشكل عام، يتعارف المفكرون، وربما قطاعات واسعة من المهتمين بالشأن العام، على مصطلح مازال شائع الاستخدام في تلك الأوساط، والمصطلح هو: «الإرميـــــــاد» وهم ينسبونه إلى النبي إرميا، الذي ورد ذكره في أسفار التوراة التي يتداولونها. وهو تلك الشخصية التي نقلت الأسفار القديمة شكاواها من سوء الأحوال وتحذيراتها المتواصلة من تحولات الزمان وعزفها المستمر على وتر النذير الذي ينعى على البشر ما يقترفونه من أخطاء وما يقدِمون عليه من سلبيات.

إلى هذا النوع الفكري الثقافي ينتمي الكتاب الذي نعايش طروحاته، بالأدق تحذيراته وإنذاراته فيما يلي من سطور، ويتجلى هذا النذير من الوهلة الأولى، وبالتحديد من العنوان الرئيسي والوحيد لهذا الكتاب موت الطبقة الليبرالية، بمعنى غروب شمسها وإعلان نهايتها وتبدد تأثيرها في المجتمع البشري.

ونستطيع القول إن طروحات كتابنا مازالت محل نقاش واسع النطاق في دوائر المفكرين والمحللين السياسيين الأميركيين، وباعتبار أن مؤلفنا يعد في طليعة الكتّاب الصحافيين بالولايات المتحدة، وهو ما أهّله للفوز بجوائز رفيعة في مضمار الصحافة الأميركية، فضلاً عما اكتسبه من خبرات واسعة النطاق من خلال عمله لسنوات طويلة مراسلاً خارجياً لجريدة «نيويورك تايمز» ومندوباً لها في مواقع شتى من العالم جمعت ما بين أميركا اللاتينية إلى إفريقيا، وما بين الشرق الأوسط إلى أصقاع البلقان في وسط أوروبا وجنوبها.

ستة فصول يتألف منها كتابنا، حيث يسترعي أنظارنا كقارئين أو محللين، أنها تبدأ وتنتهي بالرفض ما بين عنوان الفصل الأول وهو المقاومة إلى عنوان الفصل الأخير وهو التمرد.

والمعروف أن مصطلح ليبرالي - ليبرالية يرادف في ترجمته العربية فكرة الحرية أو التحرر، وقد سبق المفكر المصري أحمد لطفي السيد (1870-1963) إلى ترجمة الليبرالية عند مطالع القرن العشرين فأطلق عليها العبارة التالية: مذهب الحرييّن.

أما ليبرالي فهو لفظ مشتق من المصطلح اللاتيني «ليبراليس» بمعنى الإنسان، الفرد الحر. وقد شاع المصطلح بهذا المعنى منذ استخدموه مع مطالع القرن التاسع عشر مرادفاً لفكرة التحرر من الاستبداد الإمبراطوري في أوروبا، إلى أن جاء عام 1860 ليشهد إعلان تشكيل حزب الأحرار (الليبرالي) البريطاني.

الفيلسوف الإنجليزي الأشهر هارولد لاسكي في كتابه عن نشأة الليبرالية الأوروبية يشير إلى أن الليبرالية ظهرت كي تهدم الحواجز الموروثة عن نظم الإقطاع والامتيازات الطبقية التي كانت تنعم بها الطبقات القديمة من حملة ألقاب الدوق أو اللورد أو الكونت أو الماركيز، وهو ما أفضى إلى ظهور وتأثير الطبقات الوسطى من العاملين في ميادين التصنيع والتجارة والتطوير والاختراع.

من الإقطاع إلى الرأسمالية

بذلك تحولت دفة التأثير الاجتماعي من المِلكية الإقطاعية إلى المِلكية الرأسمالية، فكان أن انتقل محور النفوذ من الضيعة إلى الشركة أو إلى المصنع، حيث تم هذا كله انطلاقاً من دعوة إلى تحرير الفرد سواء من سطوة الدولة أو هيمنة الحكومة بكل ما كانت تضمه من أوضاع وأعراف ومؤسسات.

هنالك جاءت الانطلاقة في حرية الفكر وحرية الإبداع وفسح المجال واسعاً ورحباً أمام العقل البشري كي يبتكر ويطور ويستحدث ويدفع عجلة التقدم الإنساني إلى ساحات غير مسبوقة في تاريخ البشر، على نحو ما حدث في عالم الغرب بالذات مع حلول القرن العشرين.

من هذه الخلفية ينطلق مؤلف كتابنا كي يطرح، بأسلوب العرض الصحافي الجذاب، ما آلت إليه الأمور في المرحلة الراهنة من تحولات كان من شأنها، ولايزال، ضمور هذه الجذوة التي تحمل اسم الطبقة الليبرالية، وتضاؤل قدراتها وشحوب نفوذها إلى حد أنها باتت تعاني سكرات الاحتضار على نحو ما يذهب كريس هدجز في عنوان هذا الكتاب.

جندي المارينز سابقاً

يرسم المؤلف مع مطالع كتابه صورة تفصيلية لشاب يعدّه الكتاب نموذجاً لما آلت إليه الآن أحوال الشباب الأميركي، يدعى إرنست لوغان، يبلغ من العمر 25 سنة، سبق أن خدم في سلك مشاة البحرية الأميركية المارينز وأنهى خدمته العسكرية، وفجأة وجد هذا المحارب القديم، الشاب حتى لا ننسى نفسه مسرّحاً بلا عمل ولا مستقبل وخاصة في غمار الأزمة الاقتصادية التي ما برحت ناشبة مخالبها في حياة أهل الغرب الأوروبي والأميركي أيضاً.

 تلفّت من حوله كما يقول كتابنا، ليجد والدته المسنة وهي تسكن غرفة واحدة خانقة الأجواء، وقد أصابها داء سرطان الثدي دون أن تغطيها نظم التأمين الصحي، هكذا أعلن الشاب الأميركي ما يصفه مؤلف كتابنا بأنها مسيرة الحرية وهي حملة «دون كيخوتية» كما يقول المؤلف انطلق فيها جندي المارينز السابق وحيداً في أرجاء الأرياف والحواضر الأميركية حاملاً علماً أميركياً كبيراً قام بتثبيته في حقيبة خضراء منتفخة حملها على ظهره ورافعاً شعارات عدة ضد النواب الذين يمثلون الولاية التي يسكنها في مجلس الكونغرس، وداعياً في الوقت نفسه إلى وقف الحرب التي تشارك فيها أميركا في أفغانستان ومن قبل في العراق، ومعلناً رفضه لفشل حكومة واشنطن في معالجة مشكلات البطالة التي أصابت أجيالاً بالملايين من المواطنين الذين يصورهم كتابنا على أنهم باتوا محصورين بين شقي رحى كما يقولون، وبالتحديد بين تدنّي أو غياب سبل الكسب وارتفاع تكاليف المعيشة الأساسية وفي مقدمتها أسعار الغاز والكهرباء والعلاج بطبيعة الحال.

وفي هذا السياق ينقل المؤلف عن فتى المارينز السابق قوله: الناس في بلادنا أصبحوا خائفين: يريدون أن يعيشوا حياتهم، يربوا أولادهم، يشعرون بالسعادة، ولم يعد هذا ممكناً فهم لا يعرفون ما إذا كان بمقدورهم أن يسددوا قسط القروض المستحقة على المسكن، ومن ثم فإن مستوى معيشتهم ما برح يهبط.

عن الأزمة والمعاناة والحرب

يمضي الكتاب كي يوضح أن هذا الوضع هو ما تؤول إليه الأحوال المعيشية لتلك الملايين من بني وطنه، وهي الملايين التي سبق وفتحت أعينها على نفوذ موضوعي كانت تتمتع به الطبقة الليبرالية التي كان يمثلها أصحاب الفعاليات الاقتصادية من رأسماليين وصناعيين ومنتجين ومستثمرين، ثم تغيرت أحوالهم وتضاءل نفوذهم وخاصة من جراء الدخول في حروب خارجية ما بين البلقان إلى أفغانستان إلى العراق بكل ما انطوت عليه من مغارم فادحة في المال والعتاد والإمكانات والأرواح.

في السياق نفسه يؤكد كتابنا كيف أن الحقبة الليبرالية التي سبق وأن بشّر بها فلاسفة السياسة في أوروبا من أمثال هوبر (ت. في 1679) ولوك (ت. في 1704) وسبينوزا (توفي 1677) إلى جون ستيوارت مِلْ (ت. في 1873) هذه الحقبة عرفّت الليبرالية بأنها دعوة إلى إعادة توزيع الثورة وإلى تحقيق دولة الرفاه ومن ثم ارتبط نضج الليبرالية كما يوضح الكتاب، بالإصغاء إلى صوت الجموع وبناء جسور التواصل بين الصفوة في مواقع الحكم أو مواضع الثقافة والإبداع وبين هذه الجموع الجماهيرية.

ثم جاءت ترجمة هذه التحولات على شكل حركات شعبية ونقابات عمالية وإصلاحات اقتصادية، اجتماعية شهدتها سنوات النصف الأول من القرن العشرين، وتجلت في تحسين أحوال عمال المصانع وتعزيز حقوق المرأة وتعميم سبل التعليم للجميع وبناء مشاريع إسكان الفقراء وشنّ حملات الرعاية الصحية أو ما إلى ذلك بسبيل.

في السياق نفسه يؤكد المؤلف ضرورة استعادة الزمام في المرحلة الراهنة كي يعاد تسيير الأمور لصالح أوسع القطاعات الاجتماعية، لكن شريطة أن يتحرك البناء كما ينبه كريس هدجز من القاع بالنسبة لأي هيكل اجتماعي، أي بعيداً عن نفوذ النخبة المتربعة على السطح وخاصة ما يتعلق بمن يسميهم المؤلف أيضاً فئة محترفي السياسة الذين لا يتورعون عن استخدام، بالأدق استغلال، الآليات الرسمية التي تملكها الدولة بحيث تجمع هذه الصفوة بين إدارة السلطة التي تتمتع بها وبين محاولة الحفاظ في الوقت نفسه على رضا الجماهير.

نفوذ المؤسسات العملاقة

في هذا السياق، يرى المؤلف أن المشكلة تجسدت في أن سلطة الدولة أصبحت عند مجتمع الغرب بالذات في يد المؤسسات عبر الوطنية وما في حكمها من الشركات المتعددة الجنسيات بكل ما أصبحت تتمتع به هذه الكيانات العملاقة من نفوذ وسلطان بات يتعدى حدود الأوطان، بقدر ما أصبح يتحدى سلطة الحكومات وهيبة الدول نفسها.

بل أصبحت المشكلة الراهنة تتمثل فيما يصفه كتابنا بأنه الانقلاب على سلطة الدولة وقد قامت به تلك الكيانات العملاقة من شركات دولية ومصالح عاتية ومؤسسات سوبر، عملاقة هي التي باتت تتحكم في مسارات وآليات أسواق الإنتاج والتصريف والاستهلاك على حد سواء.

ثم إن الطبقة الليبرالية لا تلعب دورها فقط في مجالات تعزيز الإنتاج أو إتاحة الخدمات الصحية الاجتماعية أو دعم الحريات على اختلاف مساراتها، إنها في رأي مؤلف الكتاب تكاد تشكل ضمير الأمة التي تنتمي إليها، وخاصة حين تؤدي دورها بوصفها صمام الأمان الذي تثق أو كانت تثق به الجماهير. ومن المفارقات أن هذا الصمام يكفل تأمين نفس الطبقات الحاكمة إزاء غضبات الجماهير التي يمكن أن تندلع وأحياناً تنفجر فإذا بها تعصف أو تكاد تعصف بكل شيء.

من هنا يحذر المؤلف من أن تآكل نفوذ الطبقة الليبرالية يكاد يكون مرادفاً لتعطيل أو تحطيم صمام الأمان الاجتماعي، وبمعني أن استشراء نفوذ الكيانات المتعددة الجنسيات والمؤسسات عبر الوطنية العملاقة كفيل بأن يتم على حساب تدهور ومن ثمّ تلاشي تأثير الطبقة الليبرالية التي ما إن تفقد دورها الاجتماعي حتى يتقلص وينزوي ما تدعو إليه من قيم الديمقراطية وممارساتها. وهنالك تصبح هذه الطبقة الليبرالية محلاً للاستضعاف من جانب قوى الرأسمالية العاتية بل وربما تصبح الطبقة الليبرالية محلاً للنقد والاستخفاف من جانب أوسع قطاعات الجماهير.

قال تشومسكي

على الضفة المقابلة من هذه الأحكام، يحيل الكتاب إلى النقد المرير الذي يوجهه إلى الطبقة الليبرالية ذاتها المفكر الأميركي المستنير، البروفيسور نعوم تشومسكي الذي يتهم جماعة الليبرالية بأنهم باتوا يكتفون بالكلام وبترديد شعارات الشجاعة والصراحة وبالحديث المنمق عن العدالة والحقيقة، ولكنهم في رأي تشومسكي (ص 37 من الكتاب) لا يمضون خطوة أبعد من ذلك.

في هذا الصدد يحيل مؤلفنا إلى تأييد أهل الطبقة الليبرالية لتدخلات أميركا في فيتنام على مدار عقد الستينات. وفي نفس السياق يحرص هدجز على الإشادة بالمفكر تشومسكي الذي يصفه في سطور تقول بالتالي: إن شجاعة تشومسكي في أن يرفع عقيرته دفاعاً عن معاناة الذين لا تكاد تأبه بهم الثقافات السائدة، ومنهم مثلاً الفلسطينيون، إنما تشكل نموذجاً لابد وأن يحتذيه كل من ينشد القدوة الحسنة طموحاً إلى حياة يسودها الخلق الكريم.

في كل حال يختم كتابنا طروحاته برفض منطق الأثرة المريض، وهو منطق عبادة الذات كما يسميه المؤلف (ص 217)، المنطق الذي سعت إلى غرسه في نفوس الناس تلك الثقافة التي تشكل تحالفاً بين الدولة والشركة العملاقة المتعددة الجنسيات، وهنا أيضاً يقول مؤلف الكتاب: علينا أن نواصل المقاومة بوجه تلك الثقافة السائدة حالياً، على الأقل من أجل الحفاظ على ما تبقّى في نفوسنا من روح الإنسانية، بعيداً عن ذلك المنطق الأناني (البغيض) الذي يودّ لو يدفعنا إلى أن نتجاهل ضروب المظالم التي ما برحت تصيب الآخرين.

ثم يستطرد كريس هدجز في ختام السطور يقول: إن هذه القدرة على أن نقول لا، وهي القدرة على التحدي التي ينبغي أن نحافظ عليها، هي بالضبط ما تهدف قوى الثقافة السائدة إلى أن تستأصله من نفوسنا، لكن ما دمنا مستعدين لكي نتحدى هذه القوى، فالفرصة لاتزال متاحة، إن لم يكن لصالحنا فهي متاحة على الأقل لمن يأتي بعدنا من أجيال.

 

المؤلف في سطور

كريس هدجز (57 سنة) يجمع في تصنيفه المهني بين حرفة الكاتب الصحافي والمراسل الخارجي وبين صفة الناقد والمحلل الثقافي. وقد أمضى نحواً من عشرين سنة مراسلاً لجريدة «نيويورك تايمز» الأميركية متنقلاً بين مكاتبها الخارجية في أوروبا وإفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، ومازال يشارك من موقعه في نيويورك في البرامج والأحاديث الإعلامية، وخاصة تلك التي تبثها الإذاعة القومية للولايات المتحدة.

وقد نال جائزة بولتزر الصحافية الشهيرة عام 2002 إذ كان عضواً في فريق «نيويورك تايمز» الذي تولى تغطية ما كان يعرف بحلول مطلع القرن الجاري بأنه ظاهرة الإرهاب العالمي كما نال الجائزة العالمية لمنظمة العفو الدولية عن صحافة حقوق الإنسان.

حصل المؤلف على الماجستير من جامعة هارفارد في تخصص علم الأديان، ثم ما لبث أن تحوّل إلى مجال العمل الاجتماعي والصحافي ليصبح مراسلاً صحافياً حربياً ثم كاتباً ومحللاً سياسياً، وهو ما أضفى على كتاباته رونقاً يتسم في آن معاً بمسحة من الأخلاق ويقظة الضمير. وقد عمل المؤلف أيضاً بالتدريس في عدد من الجامعات المرموقة بالولايات المتحدة كان في مقدمتها جامعتا كولومبيا وبرنستون ثم في جامعة تورنتو في كندا. وأصدر عدة كتب ذاع صيتها بوصفها من أفضل الإصدارات رواجاً وجاء في مقدمتها كتابه بعنوان «الفاشيست الأميركيون: اليمين المسيحي والحرب على أميركا».

عدد الصفحات: 256 صفحة

تأليف: كريس هدجز

عرض ومناقشة: محمد الخولي الناشر: مؤسسة نيشن بوكس، نيويورك،

Email