عجلة الحظ: معركة النفط والسلطة في روسيا

2020 .. ونهاية النفط الرخيص في روسيا

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يعد «ثين غوستافسون» في موقع الصدارة من المحللين الخبراء الثقات والاستشاريين المخضرمين في مجال سياسة الطاقة.

وقد تميز في هذا المضمار باهتمامه المركّز على مدار سنوات عديدة من مسيرته العلمية والبحثية على الاتحاد السوفييتي، ومن ثم على روسيا فيما بعد زوال الكيان السوفييتي المذكور، وباعتبار روسيا في طليعة منتجي النفط والغاز الطبيعي في العالم.

وما زال المؤلف يُعَد من أهم الدارسين لمنطقة «أوراسيا» حيث تتداخل القضايا الاقتصادية والتطورات السياسية بين قارتي آسيا وأوروبا ولاسيما على خارطة الاتحاد الروسي وما يحيط به من كيانات سياسية تجمع بين القارتين المتجاورتين.

وقد أمضى المؤلف 40 سنة من الترحال المتواصل والدراسة المستمرة والمتأنية لأهم كيانات هذا المحيط الأوراسي وخاصة في كل من روسيا وأوكرانيا، فضلاً عن سائر الكيانات الجمهوريات التي كانت تشكل الاتحاد السوفييتي السابق، ومن ثم فقد عكف في عام 1990 على تأسيس فريق الاختصاصيين في الدراسات المتعلقة بروسيا ومنطقة القوقاز وظل مديراً للفريق على مدار 15 سنة من ذلك التاريخ، حيث صدر تحت إشرافه أكثر من 200 تقرير علمي في دراسة الأوضاع والتطورات في تلك المناطق.

 وقد عمل المؤلف أيضاً أستاذاً للعلوم السياسية بجامعة «هارارد» وفي جامعة «جورجتاون» وكان قد حصل على ليسانس السياسة والكيمياء من جامعة «إيلينوي» كما حصل على الدكتوراه من جامعة «هارفارد».

هي بورصة لا تحترف تدوير الأموال ولا تتخصص في تحقيق الأرباح، ولا في محاولة تعويض الخسائر. لكنها بورصة تتسم بأهمية بالغة، بل أهمية حيوية بالنسبة لواقع الحياة في عالمنا وأيضاً بالنسبة لمستقبل هذا العالم. إنها بورصة الطاقة بشكل عام، والبترول والغاز الطبيعي على نحو خاص.

وفي الآونة الأخيرة دخل إلى «حوافظ» هذه البورصة الفريدة في بابها عنصر مستجد ما برح يؤدي إلى تشديد، بل تأجيج، دوران عجلتها وتحريك أنشطتها، ويحمل هذا العنصر وصفاً تلخصه ببساطة العبارة التالية: الطاقة النفطية أو عبارة أخرى هي: الطاقة الخضراء (بمعنى التي لا تسبب تلويث الغلاف الجوي المحيط بكوكب الأرض).

لهذا كله تضم حوافظ البورصة التي نعرض لها في هذه السطور عوامل شتى تجمع بين عنصر الطاقة النفطية - الغازية - وبين عنصر السياسة فضلاً عن عامل الاقتصاد، وكلها حوافظ وعناصر معرضة لتطورات الأحداث وتقلبات الأوضاع السائدة والمتفاعلة على ساحة العلاقات الدولية في عصرنا الراهن.

نحن باختصار أمام أوضاع لا سبيل للتنبؤ بتطوراتها ومآلاتها وأنماط حركتها وتواتر إيقاعاتها، ونوعية النتائج التي تفضي إليها.

هي أوضاع أقرب في تحركها ودينامياتها إلى «لعبة الحظ» التي يعرفها الناس في مدن الملاهي وبرامج الترفيه على شاشات التليفزيون، إنها «عجلة الحظ» كما يقول المصطلح المعروف: وهو المصطلح نفسه الذي شغف به مؤلف الكتاب الذي نعرض لمحتوياته وطروحاته في هذا المقام فكان أن اختاره عنواناً للكتاب وهو: «عجلة الحظ».

وبعدها عمد المؤلف إلى تفصيل وتفسير بل وتحديد الموضوع في العبارة التالية: المعركة من أجل البترول والسلطة في روسيا.

بين الصناعة والسياسة

صدر كتابنا خلال الفترة القريبة الماضية، ومازال يستأثر باهتمام واسع وعميق على مستوى الدوائر المختصة بصناعة النفط العالمية ومن منظور علاقة هذه الصناعة بعوالم السياسة والاقتصاد في روسيا وفي العالم، وخاصة بحكم المكانة التي يتمتع بها مؤلفنا «ثين غوستافسون» بوصفه من طليعة الخبراء الثقات في هذا الميدان.

بدأ المؤلف دراسته مع الفصول الأولى من كتابنا بنظرة شاملة، بقدر ما أنها متعمقة، على أوضاع الطاقة في روسيا الحديثة بمعنى روسيا الراهنة بعد سقوط وزوال الاتحاد السوفييتي عند مطلع التسعينات من القرن العشرين.

تميزت هذه النظرة بقدر لا يخفي من الشمول على نحو ما يذهب إليه الكاتب الأمريكي «روبرت ليغفولد» في إطلالته الموجزة على موضوع هذا الكتاب، حيث يحمد للمؤلف أنّ طروحات فصوله لم تقتصر على الجانب التقني من صناعة النفط - الغاز في روسيا، ولكن تعدى الاهتمام العلمي للمؤلف إلى حيث يشمل تحليلاً للسياسة والاقتصاد في روسيا في التسعينات ثم في مطلع الألفية الثالثة وخاصة الحقبة الحالية التي شهدت بالدرجة الأولى جهود «فلاديمير بوتين» الذي استطاع منذ عام 2002 بالذات أن يقود روسيا إلى حيث استعادت قدراً يُعتد به من مكانتها، وحيث تمكنت كما تقول كلمات الناقد المذكور - من «تسمين أوزة النفط الذهبية» بفضل ما شهدته تلك الحقبة من ارتفاعات في أسعار البترول.

على أن هذه العائدات «الذهبية» التي جادت بها «الأوزة» النفطية المذكورة أعلاه لم تَخْل من مشكلات وعقبات، ولم يكن أخفها ضرراً ما تمثَّل في اندلاع الصراعات بين بيروقراطية الدولة الروسية التي قادها «بوتين» ولايزال، وبين نخبة السلطة والقوة والثروة المستجدة من حيث القدرة والتأثير والنفوذ على المجتمع الروسي الراهن، وقد جسدتها بالتالي صفوة «الهوامير» الحيتان المتمتعين بثروات مستجدة بل طائلة جدا، ومنهم من لم يتورع عن الدخول في تحالفات مصلحية مع دوائر غير مسبوقة النشاط على صعيد المجتمع المذكور - دوائر «المافيا» وهو ما جعل الصراع محتدماً ومحتوماً كما يوضح كتابنا - بين بارونات النفط الروسي وبين نخبة السلطة السياسية المتحلقة حول «فلاديمير بوتين» في أروقة الرئاسة بالكرملين ثم في تلافيف السلطة ودهاليزها في موسكو وفي غيرها من مواقع النفوذ.

استشراف المستقبل

في هذا السياق بالذات، يعمد مؤلف الكتاب إلى إلقاء نظرة استشراف كما قد نسميها على مستقبل صناعة الطاقة في روسيا، وهو يمهّد لهذه النظرة موضحاً أنها تتراوح بين وعود مبشرة في مقابل إحباطات مخيبة للآمال، ونحن لا ننسى أنه يدير مقولات كتابه حول دوران «عجلة الحظ» بين سعود ونحوس كما يقول التعبير الكلاسيكي العربي.

في هذا المضمار يتصور مؤلفنا أن إنتاج البترول - الغاز في روسيا يمكن أن يشهد انخفاضا بحلول عام 2020 (7 سنوات إلا قليلاً من الآن) وقد تُمعن «عجلة الحظ» إياها في الهبوط من خلال التوقع الموازي بزيادة اعتماد الدولة الروسية على هذا المصدر المعدني الذي تعكف على تصديره حاليا إلى غربي أوروبا باعتباره مصدراً أساسياً لإيرادات الميزانية العامة للدولة الروسية.

مع هذا فالمؤلف يتصور - من باب الاحتراز الموضوعي في منهجه العلمي - أن المسألة ربما لا تصل إلى هذا الحد المنذر بالخطر، وبمعنى أنه لو تيسرت لمفاصل الدولة الروسية - بقيادة «بوتين» طبعاً - أن تُحسن إدارة مشكلاتها، هل نقول صراعاتها إزاء القوى الأخرى المتحكمة في مفاصل المجتمع الروسي الحالي، وخاصة دوائر واحتكارات صناعة الطاقة، فمعنى ذلك أن تواصل هذه الصناعة الاستراتيجية أداء دورها الحيوي في إمداد الدولة بالإمكانات التي تتيح لها مواصلة خطط التنمية والتطوير لصالح شرائح وطبقات المجتمع الروسي بشكل عام، وأيضاً لصالح تعزيز المكانة التي تتطلع إليها موسكو - بوتين، سواء في إطار مجموعة «بريكس» الاقتصادات الناهضة التي تتصدرها، أو في إطار موقع قيادي لروسيا داخل أوروبا وفي مواجهة خصوم الأمس أيام الحرب الباردة ممثلين في حلف الناتو الغرب - أوروبي وفي الولايات المتحدة الأمريكية على السواء.

سؤال محوري

هنا يمكن أن نطرح السؤال المحوري على مؤلف هذا الكتاب: هل ثمة توقع يفيد بأن المستقبل قد ينطوي على صعوبة الحصول على البترول؟

هنا يجيب المؤلف موضحاً ما يلي: الصعوبة التي نتوقعها، من خلال الدراسات والبحوث التي عكفنا عليها في «منتدى واشنطن للبحوث الدولية» (HIS)، تتمثل في أوضاع نلخصها على النحو التالي:

روسيا لن ينفد بترولها، ولكن الذي ينفد هو البترول الرخيص.

والحاصل - كما توضح فصول الكتاب - أن إنتاج النفط الروسي في حال من الازدياد والتوسع، وإن كانت صناعة النفط الروسية على مدار العشرين عاما الأخيرة قد خضعت للمزيد من الضرائب والرسوم والمزيد من النظم واللوائح.

ومن شأن الانخفاض المتوقع في حجم الإنتاج أن يفضي إلى تخفيضات واستقطاعات في بنود الاتفاق على عدد من البرامج والمخططات الاجتماعية - الاقتصادية المهمة في روسيا، ومنها مثلاً - كما ينبه المؤلف - نظم المعاشات التقاعدية ومعونات دعم الأسعار المطبقة لصالح الفقراء، وهو ما يراه مؤلفنا من عوامل الاستقرار التي ما برح يستند إليها نظام «بوتين» الحاكم في روسيا.

وهكذا تدور، وتدور عجلة الحظ بين صعود وهبوط في دائرة الروليت النفطية في روسيا: صحيح أن أوساطاً شتى في حكومة موسكو ودوائر الكرملين تدرك أبعاد المشكلة، لكن ليس هناك من توافق بين الأطراف المعنية على الحل الناجع المنشود، فمن ناحية أولى - يضيف المؤلف - يمكن أن يؤدي تخفيض الإنتاج إلى صراع قوة ينشب بين جماعات المصالح، وهي مصالح مليارية عاتية، ومن ناحية أخرى قد يقتضي الأمر أن تبادر الدوائر الحاكمة إلى انتهاج مسار غير مسبوق للإصلاح الشامل الذي يؤدي إلى تقليل اعتماد الدولة الروسية على عائدات النفط فيما يكفل أيضاً حفز التغييرات التي تنهض بصناعات الطاقة في طول البلاد وعرضها وبما يشجع كما يضيف كتابنا أيضاً - على تجديد شباب هذه الصناعات من خلال حلول تقوم على استثمار نزعات الابتكار ومهارات الاستثمار وتنظيم المشاريع.

من الثمانينات إلى الألفية

والحق أن التركة ثقيلة بالنسبة لصناعات النفط والغاز في روسيا، فالمؤلف يوضح أن روسيا كانت أكبر منتج للنفط في العالم، خلال عقد الثمانينات من القرن الماضي، ولم يكد تمضي عشر سنوات إلا وانخفض إنتاجها في التسعينات إلى النصف، وهو ما شكّل تحدياً حقيقياً وبالغ الشراسة أمام «بوتين» وخاصة مع حلول القرن الجديد.

وأسفرت جهود مضنية بذلها الرجل ومعاونوه عن معاودة سفينة بلادهم طفوها فوق سطح الأزمات حيث جاء ذلك بفضل إصلاح القطاع ومن ثم توافرت العائدات التي أفاءها على الخزانة القومية في روسيا ومن خلال ما أطلق عليه الكتاب الوصف التالي: الروبل - النفطي والبترو - روبل على وزن البترو - دولار بطبيعة الحال.

وبديهي أن تؤدي هذه التحولات إلى قدر لا ينكر من ظواهر الاضطراب السياسي والسلوكي على صعيد المجتمع الروسي، وهنا لا تفوت مؤلف هذا الكتاب الإشارة إلى ما شهده الشتاء الماضي من موجة التظاهرات الجماهيرية التي اندلعت بغير سابق إنذار كي تكسر حاجز الهدوء الذي كان بادياً على سطح السياسة الروسية - وهو ما فسّرته مجلة «فورين أفيرز» (عدد ديسمبر 2012) بأنه حراك طبقة مستجدة وسطى ولد أعضاؤها في غمار حالة نسبية من الرخاء النفطي، ومن ثم فقد انطلقوا إلى شوارع روسيا يعارضون ما لمسوه من سلوكيات الفساد بين صفوف النخبة السياسية وخاصة على مستوى حزب الرئيس الروسي وقتها ديميتري ميدفيديف شخصياً.

صحيح أن «بوتين» استطاع أن يعيد الأمور إلى نصابها بفضل نجاحه الميسور في العودة إلى الرئاسة الأولى بالكرملين في موسكو في مارس 2012، إلا أن المشكلات ما برحت مطروحة، والحلول مازالت قيد الدرس وبانتظار التطبيق والتفعيل.

وهذا الوضع الذي يراوح بين التفاؤل والتشاؤم حيث تدور كما ألمحنا «عجلة الحظ» بين سلب وإيجاب، مكسب أو خسارة، هو ما جعل «الفورين أفيرز» تنشر مقالة إضافية لمؤلف كتابنا، «ثين غوستافسون» اختار لها عنواناً له دلالته التي لا تخفى وهو: «مشكلة بوتين النفطية: كيف يعوق النفط مسيرة روسيا - وكيف يمكن للنفط إنقاذ روسيا».

علاقة متشابكة

والحق أن بذل المؤلف جهوده البحثية في إعداد مادة هذا الكتاب حيث جمعت هذه الجهود بين تدارُس الحقائق والإحصاءات المرتبطة تاريخياً ووقائعياً بمكانة روسيا من حيث تصدرّها قائمة منتجي النفط في العالم (نحو 12 في المائة من المعروض العالمي من النفط)، إلى جانب المقابلات العديدة المقنّنة التي أجراها مؤلف كتابنا مع ما وصفهم محللو هذا الكتاب بانهم «اللاعبون الرئيسيون على ساحة النفط والسياسة والاقتصاد ومواقع القوة ومراكز النفوذ في مجتمع روسيا الراهن» وقد ظلوا يمارسون تأثيرهم على مدار العشرين عاماً الماضية، خاصة وقد ظلت علاقة الدولة الروسية مع صناعة النفط في ذلك البلد مترامي الأطراف بالغة التشابك والتعقيد، لاسيما وقد تحولت من إطلاق العنان أو فلنقل ترك الحبل على الغارب خلال حقبة «يلتسين» المدمرة في عقد التسعينات إلى حالة الانضباط التي حاول «فلاديمير بوتين» أن يطبقها.

يلفت اهتمامنا في هذا السياق بالذات أن مجلة «فورين أفيرز» التي أشرنا إليها، والتي نشرت لمحة موجزة للتنويه بصدور هذا الكتاب، عمدت إلى أن تشفع هذه اللمحة بنشر مقال عن العلاقة النفطية القائمة حاليا بين روسيا والولايات المتحدة، وهي علاقة تقوم على مزيج من التنافس غالباً، وربما على التواؤم في بعض الأحيان، ثم إن «الفورين أفيرز» اختارت لهذه العلاقة النفطية بين واشنطن وموسكو وصفاً طريفاً هو: محور النفط على وزن محور الشر.

والمعني بالطبع هو أن ما يدور داخل التلافيف النفطية في دواخل صناعات الطاقة في روسيا، فضلاً عن تأرجح العلاقة بين هذه الصناعات وبين دولة «بوتين» لن يكون شأناً داخلياً محضاً، ولكنه شأن لا بد من أن يحوز متابعة واهتماما، وربما تداخلا، من أطراف شتى من عالمنا، وبحكم الأهمية المحورية التي باتت تتسم بها موسكو نفطياً وإقليمياً ودولياً، فما بالنا وأننا بإزاء أوضاع نفطية روسية راهنة لا سبيل كما يوضح كتابنا إلى تصور مآلاتها على وجه اليقين، لأنها ببساطة أوضاع خاضعة للتذبذب والتأرجح، وهي بذلك أقرب إلى اللعبة الشهيرة التي تدور فيها «عجلة الحظ» على نحو يفيد به عنوان هذا الكتاب.

 

المؤلف في سطور

يجمع المؤلف، وهو خبير ضليع في الشؤون الروسية، في كتابه بين البعد الاقتصادي المتعلق بصناعات الطاقة في روسيا، وبين البعد السياسي المتصل بالأوضاع الداخلية في روسيا، حيث تتابع فصول الكتاب تطور تلك الأوضاع من عقد الثمانينات حقبة «ميخائيل جورباتشوف» حين كانت روسيا تتصدر قائمة منتجي النفط في العالم (بنسبة 12 في المائة تقريباً) وبعدها حقبة «يلتسين» التي أطلقوا فيها الحبل على الغارب خلال عقد التسعينات وبعد زوال الاتحاد السوفييتي.

وفي تلك الحقبة نمت، بل استشرت، مراكز النفوذ وجماعات المصالح النفطية العاتية في روسيا لدرجة أن تحالف بعضها مع التشكيلات العصابية الإجرامية - «المافيا» الروسية التي حققت أرباحاً أكثر من طائلة من جراء نشاطاتها المشروعة وغير المشروعة في قطاع الصناعات النفطية.

ثم جاءت رئاسة «بوتين» الذي جهد في فَرْض وتطبيق عدد من الضوابط للحيلولة دون الانفلات في هذه الصناعات الاستراتيجية وهو ما جعل الموقف حاليا في وضع ينذر بالتأرجح بين الفشل أو النجاح على نحو ما قد تصوره لعبة أو «عجلة الحظ» التقليدية وبمعنى أن «الكرملين» الحاكم في روسيا سيظل متأرجحاً بين مزيد من ترشيد النشاط والرقابة في مجال الصناعات النفطية أو بين صراعات قد تندلع بين أباطرة هذه الصناعات وبين قوى الإدارة الحاكمة في روسيا وهو ما قد يهدد الشأن النفطي من أساسه، خاصة وأن ثمة تصورات بأزمة نفطية قد تواجه روسيا في عام 2020.

عدد الصفحات: 672 صفحة

تأليف: ثين غوستافسون

عرض ومناقشة: محمد الخولي

الناشر: مطبعة جامعة هارفارد، بوسطن - الولايات المتحدة،

Email