لن نوصد الأبواب علينا

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما يحدث من إرهاب ضدنا أو ضد مواطنينا في الخارج هي إشارة يرسلها أعداؤنا والحاسدون لنا، بعد أن نفذت كل خططهم وألاعيبهم لإخافتنا، وحثنا على مواصلة مشوار الخير والنجاح، الذي بدأناه منذ أن وضعنا أول خطواتنا على طريق الوحدة والبناء.

محاولات الاغتيال كانت متعددة في تاريخ دولتنا منذ اغتيال سيف غباش في السبعينيات، وسفيرنا في باريس أحمد المبارك في الثمانينيات ومحاولات الاعتداء على حياة عدد من دبلوماسينا في الخارج في فترة التسعينيات، وحتى يومنا هذا كلها محاولات فاشلة لردعنا عن طريق الخير الذي بدأناه، والذي هو استمرار لنهج زايد وإخوانه.

لقد اختلق أعداؤنا طرائق عدة للنيل منا، فمن الحملات الإعلامية المقننة، التي تستهدف النيل من منجزاتنا ومن مبادئنا التي نؤمن بها، إلى محاولة الاندساس بينا والتشويش علينا، مروراً بمحاولات التأثير على شبابنا بكل الطرق كلها حملات مقننة تستهدف منجزنا وأسلوب حياتنا ومستقبلنا.

وعلى الرغم من أن بعضاً من هؤلاء الناقمين علينا قد استفادوا في واقع الأمر من دعمنا لهم ومساعدتنا لهم في أوقات الضيق فإن البعض عض اليد المدودة له وعوضاً عن أن يحمد النعمة استدار ليسدد سهمه لنا.

لقد أثبتت الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط أنه ليس كل من عددناه صديقاً أو حليفاً هو كذلك، فالبعض يظهر جزءاً بسيطاً مما يخفي والبعض استفاد من الظروف السياسية ليظهر لنا الوجه الآخر له، والبعض كشر عن أنيابه اعتقاداً منه أننا هدف سهل، يستطيع أن يحقق معه ما يشاء.

الإمارات أثبتت أنها ليست بالهدف السهل، فهي وفية لتلك المبادئ التي وضع أسسها زايد والآباء المؤسسون. وعلى الرغم من تقديمها التضحية تلو الأخرى في سبيل عمل الخير واستمراريته، فإن ذلك لم يجعلها تتراجع عن تلك المبادئ، فمن دعمها للمسلمين في البوسنة وأفغانستان إلى دعمها الشرعية في اليمن، قدمت الإمارات تضحيات كثيرة من دماء أبنائها وأرواحهم.

ولكنها لم تتراجع عن أهدافها أو عن المبادئ التي تؤمن بها، وكان استهداف أبنائها وسيلة لإخافتها، وجعلها تتراجع ولكن أبناء زايد صمموا على الفداء وتقديم الشهيد تلو الآخر، فلا فائدة في حياة مع الذل، ولا فائدة في نعيم تحت الضغط.

لقد كسر أبناء الإمارات العديد من التابوهات والصور النمطية المعلبة، والتي كان على رأسها أن أبناء الإمارات تعودوا على الرفاهية والنعيم حتى أصبحوا مواطنين اتكاليين وغير فاعلين ولا قادرين على الدفاع عن أرضهم ومكتسباتهم. حرب اليمن أثبتت العكس.

فالجندي الإماراتي تميز بشجاعته وبأسه وقوة عزيمته، وحبه لوطنه وولائه لقيادته كان واضحاً في استعداده للذهاب إلى أبعد الحدود في تضحياته التي نالت إعجاب العالم، كما أن حبه لوطنه تجلى في ذلك الولاء للاتحاد بشكل استثنائي، أظهر ذلك الترابط الكبير بين الحاكم والمحكوم، فزيارات القادة إلى منزل كل شهيد، وفي كل بقعة في أرض الإمارات أثبتت مدى تواضع القادة، ومدى حجم ومكانة كل مواطن في قلب القيادة.

الحرب على الإرهاب مستمرة ولن تتوقف، ولن يثنينا تقديم التضحية تلو الأخرى من أجل مبادئنا وفي سبيل تخليص العالم من حفنة من الأشرار لا يريدون للعالم أن يعيش بسلام ولا يريدون لعمل الخير أن يستمر لأنه يظهر فشلهم وعجزهم عن التعايش مع الآخرين بسلام.

أن هؤلاء اتخذوا من الدين غطاء لهم، ولكن جميع الأديان السماوية تحتقرهم لأن الأديان ليست شعائر وممارسات فقط، بل هي مبادئ خيرة وتعمير الأرض والبناء لمستقبل البشرية، والعمل من أجل رفاهية الإنسان أينما كان.

إن الإرهاب لن يتوقف وكذلك جهود المخلصين لمبادئهم من أبناء الإمارات، والحقيقة التي سوف نستمر في مواجهتها هي ذلك الصراع بين الخير والشر، بين الإرهاب والسلام، بين الإخلاص للمبادئ والمعتقدات وبين بيع النفس للشيطان.

ومن المؤكد أن التاريخ كان صادقاً، حينما خلد أسماء وجهود من عملوا لخير البشرية ورمى في زبالة التاريخ أسماء من دفعوا العالم إلى أتون الحروب والإرهاب.

إن ما حصل مؤخراً لمواطني الإمارات في أفغانستان إشارة واضحة إلى أن عمل الخير يزعج البعض، ولكنه بالتأكيد يسعد الإمارات. ورد الإمارات على ذلك الإرهاب إشارة أولئك الإرهابيين إلى أن إرهابهم لن يثني الإمارات عن مد يد العون لمن يحتاج إليها.. هذه هي مبادئ الإمارات.

Email