ماذا تريد إيران من جيرانها؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

معظم الآراء تجمع أن للقوات المسلحة مهام عديدة، سواء في أوقات السلم أو الحرب، ولعل من أهمها حماية الوطن والحفاظ على مكتسباته وأمنه من أي محاولات للاعتداء على حدوده الجغرافية، وقد يتطلب ذلك، التحرك العسكري السريع لإبطال أي محاولة عدوان خارجي، وتعتبر حماية الأوطان من المهددات الخارجية، واجباً وطنياً ودينياً مستحقاً، تراق في سبيله ومن أجله الدماء، وتهون من أجله الأرواح..

والقارئ الجيد للتاريخ القديم أو الحديث، يجده مليئاً بتجارب بطولية خاضتها الجيوش لردع المعتدين، وما زالت العديد من كتب التاريخ تروي عن الدور المتعاظم للقوات المسلحة في حماية الأوطان، وهو الأمر الذي أدى إلى تحرك جيوشنا العربية الخليجية متحالفة ومتضامنة تحت راية واحدة، في سبيل ردع ووقف الهمجية الحوثية.

منذ أن وصل الحوثيون وتغلغلوا داخل الأراضي اليمنية، والتصريحات المتكررة التي يطلقها الإيرانيون شديدة اللهجة العدائية الاستباحية، وبوتيرة متكررة، وهي التي يطلقها مراراً وتكراراً، المتحدث باسم النظام الإيراني «محمد صادق الحسيني»، في تصريحاته على «قناة الميادين»، التابعة للنظام الإيراني، زاعماً أن «باب المندب ومضيق هرمز سيخنقان البحر الأحمر».

وفي حالة حدوث حرب عالمية، سنتحول لسلاطين البحر الأحمر والمتوسط الجدد، وسلاطين الخليج، ويقصد هنا، ستكون لإيران الزعامة بدل مصر، كأكبر دولة عربية مطلة على البحر الأحمر والمتوسط. والإيرانيون يرون أن العلاقة الوثيقة بين اليمن والثورة الإيرانية، تمثل تحولاً استراتيجياً في منطقة الخليج العربي، كما يدعون في مزاعمهم.

لقد أعربت دول مجلس التعاون، عن استنكارها الشديد للاعتداء على سفينة «سويفت» المدنية التابعة لشركة الجرافات البحرية الإماراتية. بينما كانت تقوم برحلة عادية من وإلى مدينة عدن، لنقل المساعدات الطبية والإغاثية وإجلاء الجرحى والمصابين المدنيين لاستكمال علاجهم خارج اليمن. معتبرة هذا الاعتداء، عملاً إرهابياً، يعرض الملاحة الدولية في باب المندب لخطر جسيم.

ولقد أثار استهداف السفينة الإماراتية من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية، غضب العديد أيضاً من النخب والأحزاب السياسية والرموز الإعلامية في مصر والوطن العربي. مطالبين بجهود توحيد الصف العربي في مواجهة الاستفزازات الإيرانية للسعودية ودولة الإمارات. والتي تستهدف جر المنطقة إلى حرب..

«سوريا الأسد»، هي من توفر لإيران قاعدة موالية لها في قلب العالم العربي، بما يمكّن إيران من تدعيم وتعزيز نفوذها. وإيران تقوم بإنفاق مليارات الدولارات سنوياً في الحروب بالوكالة، ودعم أنظمة ومليشيات وأحزاب وجماعات موالية لها، في دول عربية عدة، ويتم توكيلها نيابة عن طهران، من أجل تنفيذ مخططها التوسعي في المنطقة، ما أدى إلى تراجع التنمية في إيران بكافة أشكالها ومستوياتها، وهجرة العديد من شبابها ومثقفيها ورجال أعمالها، بحثاً عن متنفس لعيشة آمنة، بعيداً عن الغطرسة والهمجية القمعية التي يعانون منها..

القيادة في إيران، غير مبالية بما سيترتب على الشعب الإيراني المطحون والمغلوب على أمره، والذي عانى على مدى عقود مضت، من حماقات ومغامرات تغامر بها إيران مع جيرانها لإشعال فتيل المنطقة، كما حدث في البحرين، والمملكة العربية السعودية، والكويت، وأخيراً، بتدعيم الانقلابي الحوثي في اليمن بالعدة والعتاد، لينقلب على الشرعية، تمهيداً لتعيينه مرشداً لها في اليمن،.

وذلك من أجل تحقيق أغراضها التآمرية التوسعية الدنيئة.

إن الشعب الإيراني الجار، من المتوقع له أيضاً أن تزداد معاناته من جراء انخفاض سعر النفط، ومن جراء مغامرات النظام الحاكم المتواصلة، التي ستؤدي أيضاً إلى نفاد وهدر مليارات أخرى، من تلك التي أفرج عنها في الخارج.

السؤال الذي يطرح نفسه هو: ماذا تريد إيران من جيرانها؟!، لماذا لا تعيش بأمن واستقرار، ويستمتع شعبها كباقي الشعوب الأخرى بثروات وخيرات أوطانهم، وتكف أذاها عن جيرانها الذين يربط بين شعبها وشعوبهم علاقات جيرة وصداقات تاريخية حميمة، كأي علاقة أخرى بين شعوب العالم المتجاورة؟!

كان بإمكان إيران على مدى العقود الماضية، وخاصة بعد أن استنزفت قواها المادية والبشرية في حربها مع العراق، أن تعيش بأمن واستقرار مع جيرانها، وألا تتسبب بهذه الفوضى، وأن ينعم شعبها بهذه الثروات، بدلاً من حرقها في تهديد المنطقة بالنووي والصراعات والفتن، واستدراج المنطقة لحروب بالوكالة ونزاعات مذهبية وطائفية، لا يعلم عواقبها إلا الخالق سبحانه وتعالى.

إيران تقوم بالإنفاق على وسائل إعلامية عدة، سواء كانت مطبوعة أو إلكترونية، من أجل التحريض وإشعال الفتن في المنطقة، تحت مسميات وشعارات دينية.

إن السموم التي تبثها إيران عبر وسائل إعلامها، ما هي إلا وسائل خداع وتضليل وبهتان، من أجل خدمة مشروعها وحلمها التوسعي، لبسط نفوذها في المنطقة العربية، وهو الأمر الذي عززته بأساليبها والموالين لها في كل من (سوريا ولبنان والعراق واليمن).

تطمح إيران إلى أن تحول (اليمن السعيد)، مهد التاريخ والحضارة، إلى دويلة تابعة لها، وتعيين «الحوثى زعيم الانقلابين» مرشداً لها، ومن ثم، تكمل حلمها بوجود منفذ يسهل لها الدخول للمملكة العربية السعودية، والاستيلاء على المقدسات الدينية، وهو حلمها الأكبر، ولكن هيهات هيهات. خاب ظنها، وهزمت مساعيها بقدرة قادر. لأن أرض الحرمين الشريفين (تحرسها عينٌ لا تنام).

إن دولة الإمارات، لن يثنيها أي عارض عن تكملة واجبها الوطني والإنساني، لأنها مدركة ومستوعبة أنها تخوض حرب وجود من أجل استرداد شرعية وكرامة وطن عربي مسلم عزيز، وجار تعرض لإرهاب معتدٍ إرهابي آثم، وهو ما أكدته قيادتنا الرشيدة مراراً وتكراراً.

 

Email