يرفع الضبابة

ت + ت - الحجم الطبيعي

جملة من الجمل التي انتجها موروثنا الشعبي من خلال المعطيات الاجتماعية اليومية التي تشكلت من الحياة اليومية بين المجتمع في دولتنا فقط، وذلك حسب تضاريسه وجغرافيته وموارده والتي لا تعني شيئاً واضحاً أو مفهوماً لدى المجتمعات الأخرى، ولو قمنا بترجمة هذه الجملة لم نجد ما يدلنا فيها على شيء سوى معناها الحرفي.

ولكن المعنى غير ذلك، فهذه الجملة معناها أن الذي أطلقت عليه يحمل صفة غير حميدة وهي الكذب ولكن ليس كذباً عادياً بل هو كذاب ماهر أو كذاب في مرحلة متقدمة، والحقيقة أن هذه الجملة انتجتها الحياه ومعطياتها ومعتقدات المجتمع، وقصتها أن هناك معتقداً لدى مجتمعنا يقول إنه إذا نزلت الضبابة بشكل كثيف.

الأمر الذي يجعل الناس لا تستطيع الحركة من شدة كثافتها باستطاعتنا أن نرفعها ببساطة، حيث يقوم القوم بجمع سبعة أشخاص ممن عرف عنهم أنهم كذابون ويجلسونهم بشكل دائري على حد علمي وبدون أن يشعروا كونه لا يوجد كاذب يعترف أنه يكذب وإلا لم يصبح كاذباً أصلاً.

ثم يقومون بجمع سبعة عيدان من نوع من أنواع شجر بري ويشعلون تلك العيدان بطريقة معينة لن أفصح عنها حتى لا تتم محاولة تطبيقها وبقدرة الله ترتفع الضبابة عن مستوى النظر فيتمكن الناس من المضي لأعمالهم ولا يضطرون إلى المكوث حتى ساعات متأخرة من الضحى لتزول الضبابة خصوصاً أصحاب القوافل التي تنطلق قبل بزوغ النور، وبالفعل تكون الضبابة بمثابة مأساة بالنسبة لهم، وعليه فقد اطلق مجتمعنا على من يكون كذبه طاغياً جملة (يرفع الضبابة).

وذلك لوصفه بأنه يعادل سبعة من الكذابين الذين نحتاجهم لرفع الضبابة، وهنا إذا صادفكم أحد أعاذنا الله وإياكم ممن (يرفع الضبابة) فأنصحكم بالابتعاد منه قدر المستطاع، وهنا يؤكد موروثنا أنه عريق وقديم بقدم هذه الأرض وأن الحضارة والأدب لديه لا يقلان عن باقي حضارات وأدب دول العالم.هذا وللحديث صلة.

Email