ماهكذا ياسعد تورد الإبل!

ت + ت - الحجم الطبيعي

خرجت علينا في الفترة الماضية أصوات ناعقة تهجمت وتطاولت على دولتنا الحبيبة حفظها الله، وذلك لمواقفها الواضحة من بعض التيارات والأحزاب المستترة بالإسلام، أو من بعض الدول التي دعمت هذه التيارات لمصالحها الخاصة، أو لدعم الدولة للشرعية والاستقرار وإعادة الإعمار في عدة دول.

ولا شك أن مواقع التواصل الافتراضي تشكل مرتعاً خصباً لهؤلاء الناعقين، لسهولة الولوج إليها وسرعة انتشارها والتستر وراء الأسماء المستعارة والألقاب والأسماء الحركية، وإمكانية إنشاء حسابات متعددة ووهمية توهم المتابعين بالكثرة، وفي حقيقتها تدار من قبل شخص أو عدة أشخاص.

واستخدمت هذه الحسابات المضللة جميع الوسائل المشروعة وغير المشروعة وتجاوزت حدود النقد وبيان اختلاف وجهات النظر إلى أمور أخرى لاأخلاقية كالسب والقذف والنيل من الأعراض والكذب والافتراء، وقائمة طويلة من الممارسات والوسائل التي لا أود أن أزعج القارئ بها.

ولم تزد هذه الممارسات هذه الدولة الشامخة إلا قوة وصلابة، ومرت الأيام لتثبت للعالم وللمخالفين قبل المؤيدين صحة ونبل وصدق مواقفها وتوجهاتها.

وخرج من أبناء الدولة بل ومن دول أخرى ولله الحمد من رد وتصدى لهذه الحسابات وادعاءاتها وافتراءاتها، وتشكلت مجموعات من المغردين رأت أن من واجبها تجاه الوطن تفنيد مزاعم هذه الحسابات وبيان بهتانها والرد بالحقائق والحجج والبراهين.

ولكن من المؤسف نزول قلة من المغردين إلى مستوى القائمين على تلك الحسابات وخروجهم عن حدود الأدب واستخدامهم نفس الأسلوب من الهجوم الشخصي والتنابز بالألقاب واستعمال الألفاظ غير اللائقة، وانسياق مجموعات من الشباب وراءهم واتخاذهم قدوة، ظناً منهم أن هذه هي الطريقة الصحيحة في الذب عن الوطن وقادته والذود عنهم (ما هكذا يا سعد تورد الإبل).

وحدث خلل في المفاهيم، فارتبطت الوطنية لدى البعض بسلاطة اللسان، بل وبدأ اللوم يوجه إلى من يلتزم الأدب والأسلوب المنطقي العقلاني الأخلاقي مع المخالفين، بأنه مقصر أو غير وطني أو في وطنيته نظر أو أنه لم يقم بواجبه على أكمل وجه.

ولابد من وقفة هنا، فلنا قدوة وأسوة في ولاة أمورنا، بالرغم من هذه الموجة والزوبعة والفتنة التي حصلت، لم نر شيوخنا (بالرغم من امتلاكهم حسابات للتواصل) قد ردوا على جاهل مغرض أو نزلوا لمستوى حاقد كاذب، بل ما رأيناه فيهم هو الترفع والتغاضي والصمت وهو أبلغ رد، مع استمرارهم في العمل الدؤوب وثباتهم على مبادئهم ومضيهم على نهجهم.

ولم نطالع سوى تغريدات رسمية لوزراء اتسمت في أحلك المواقف والظروف بالحكمة والهدوء والمرونة، وتارة بالعتاب الأخوي وأخرى بالثبات والحزم مع العابثين، عكست التغريدات توجهات الدولة وحكمة قادتها وكرم أخلاقهم ورسالتهم لأبنائهم وللعالم.

وهذا ليس بجديد، فمؤسسو هذه الدولة وعلى رأسهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لم يسجل لهم التاريخ أي موقف فيه تهجم على مخالف أو معارض، بل كان الحلم والأناة والصفح وغض الطرف والحكمة دأبهم، حتى لقب مؤسس الدولة بحكيم العرب طيب الله ثراه.

كانت دوماً ولاتزال الأخلاق الحميدة وحب الوطن وقادته ميزة ميزت أبناء الإمارات وسمة بارزة وسمعة طيبة يتحدث بها عنا القاصي والداني، ومحل إطراء عند زيارة (أبناء زايد) دولة من دول العالم.

فمن ظن أن للوطنية والولاء ارتباطاً بسوء الأخلاق فهو واهم، فالوطنية والولاء أمران رفيعان ولا يرتبطان إلا بما هو غالٍ وكريم، أسأل الله الهداية للجميع.

Email