عذراً أيها الأبناء

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع بداية العام الدراسي الجديد لطالما سمعنا من المدرسين والمدرسات ومن كثير من الآباء والأمهات مقولة من جد وجد ومن زرع حصد، فهل هذه المقولة صحيحة وهل يطبقها الأبناء الأعزاء؟.

نعم ربما ولكن ليس الجميع كما عهدنا سابقا، فالآن وللأسف هناك الملهيات التي تصرفهم عن الجد منذ بداية العام، وللأسف غياب الوعي بهذه النقطة عند كثير من الآباء، فهم تركوا الحبل على الغارب لهم يفعلون ما يشاؤون دون حسيب ولارقيب، نعم نقولها مرارا وتكرارا؛ الرعاية والاهتمام والاحتواء الأسري بات مفقودا في أيامنا هذه رغم التوعية.

والسبب التفكك الأسري الذي بات جليا للعيان، والذي راح ضحيته الأبناء الأبرياء، ولكن يأتي هنا دور المعلم ليعيد بناء ما أفسدته الأسر، في حين ان المعلم في الوقت ذاته أمامه منهج دراسي وفق نظام معين لابد من انجازه في ميعاده، وذلك يجعله يغض الطرف عن أمور ذات أهمية بالنسبة للتحصيل السلوكي للابن، ولكن من الملام ؟

عذرا ايها الأبناء، أنتم أمام عالم جديد وحياة جديدة وللآباء احتواء الابناء تكاتفا مع معلميهم منذ بداية العام، وذلك للوصول بهم الى الأهداف الأسمى المقصودة من وراء المسيرة التعليمية، والتي تصبو لها كل الأسر وتتفاخر بها أمام أقرانها.

وعلينا أن لاندع الأبناء وشأنهم في خضم هذه الحياة بهدف الحرية الشخصية، ولا أن نغلق عليهم بقصد الخوف غير المبرر، ولكن خير الأمور اوسطها.

فالأبناء وان كبروا فلا يزالون صغارا في أعين ذويهم ومعلميهم، وتنقصهم التوعية وكثير من الاهتمام.

أيها الأب، لا تظن أن وجودك في حياة الابن هو فقط توفير المال، فالأبناء يحتاجون الحب والرعاية والعطف والاحتواء قبل كل شيء، وإلا لوجد الابن البديل، ونحن في مرحلة حرجة، الجميع أعينهم تتهافت لاحتواء هذه الفئة وتترصدهم من جميع النواحي، لأنها أفئدة خصبة ويسهل تشكيلها.

أيتها الأم، لا تظني أن دورك الوحيد هو الإنجاب، بل المسيرة تبدأ من قبل ذلك ومن بعدها كذلك، ولا بد من رعايتهم والعطف عليهم وتقديم الحب لهم في أوان من الذهب وليس من فضة، فهم ثروة، والثروة تحفظ، وإن مسؤوليتك أكبر من الأب فالأب له دور آخر خارج المنزل، ولكن المسؤولية على عاتقك اكبر بكثير، ألم يقل الشاعر الأم مدرسة إذا أعددتها.. أعددت شعبا طيب الأعراق.

ويا من يبني الأمم ويعلم الأجيال، رسالتي لك معلمي الطالب هو ابنك، قبل أن يكون سببا من أسباب حصولك على الأجر، وذلك من وراء هذه المهنة فهو أمانة والأمانة ترعى، ولربما بعينك الثاقبة تصلح ما أفسدته كثير من الأسر، فأنت الرسول والمعلم والمربي، تواصَل معهم فإنهم بحاجتك أكثر من أي وقت آخر.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، ومربط الفرس هو الحب والحنان في المرتبة الأولى، فعذرا أيها الابن العزيز، فأنتم كنز وثروة لا تعوض بأي حال من الأحوال.

 

Email