الندوة في قلب العمل المؤسسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

على مدى ما يقرب من ثلاثين عاماً، انخرطت الندوة في قلب الفعل الثقافي المزدهر في الإمارات، انطلاقاً من قناعة القائمين عليها بضرورة التجاوب مع رؤية القيادة الرشيدة التي تعتمد التنمية المستدامة أداة ناجعة للنهوض الحضاري، حيث تضع هذه الرؤية الثقافة في مقدمة أولوياتها.

لقد تحولت الندوة طوال هذه الفترة إلى فضاء مفتوح يستوعب أشكال الحراك الثقافي كافة في الإمارات، فتحت أبوابها لمختلف التيارات والاتجاهات، وناقشت في مؤتمراتها وأمسياتها وفعالياتها المتعددة والمتنوعة، كل ما يدفع بالثقافة قدماً إلى الأمام.

واستضافت عشرات المثقفين الإماراتيين والعرب وأيضاً الأجانب، إيماناً منها بأهمية الحوار، واحتضنت شتى الأنشطة التي تؤكد في النهاية اتساع وشمولية مفهوم الثقافة الذي آمن به مؤسسو الندوة وعملت مجالس إداراتها المتلاحقة بإخلاص، على تنفيذه.

أسهم المبنى الجديد للندوة في منطقة الممزر، الذي افتتح في 17 مايو 2008، في تحول الثقافة إلى خبز يومي يتزود به كل من يزور هذا الصرح، مشاركاً في أحد أنشطته أو ضيفاً يتابع ما يدور في الساحة الثقافية من أطروحات توليها الندوة عناية خاصة.

هذا المبنى الذي دعمه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مادياً ومعنوياً أصبح علامة ثقافية فارقة، ودلالة لافتة على امتزاج الأصالة بالعمل المؤسساتي المنظم، فتصميمه المعماري يستمد جمالياته من البعدين الإماراتي والعربي، أما من الداخل فيضم قاعة احتفالات رئيسة تتسع لألف شخص تستخدم في العروض المسرحية والسينمائية وحفلات الأوركسترا وغيرها من أنشطة جماهيرية دأبت الندوة على تنظيمها أو استضافتها.

إضافة إلى مجلس لكبار الزوار و4 قاعات صغيرة، يتسع كل منها لـ 150 شخصاً، وهي معدة لاستيعاب الأنشطة ذات الطابع الفكري والحواري، بجانب مكتبة تضم ما يزيد على 100 ألف عنوان تغطي مختلف مجالات المعرفة.

تتطلب رؤية الندوة واتساع وشمول مفهوم الثقافة الذي تؤمن به، أنشطة يدعم بعضها البعض، وعلى هذا الأساس ينبني عمل لجان الندوة المتعددة وإداراتها المنتخبة دورياً من جمعيتها العمومية، ويصب كل هذا بالنهاية في استمرارية وتميز الاحتفاليات السنوية الثقافية الكبرى التي تحتضنها الندوة، مثل: جائزة راشد للتفوق العلمي، جائزة العويس للإبداع.

إضافة إلى مؤتمر الندوة السنوي الذي يضيء في كل عام على قضية ثقافية ملحة، وهناك خصوصية لأهمية العلم ودوره في ارتقاء الشعوب والأمم.

وهنا يأتي دور نادي الإمارات العلمي، أما الثقافة البصرية وتنمية الذائقة القادرة على الاستمتاع بالجمال ودور ذلك في صناعة الوجدان الصحي والسليم، فيتمثل في اللوحات الخطية التي تزين مجلس وقاعات الندوة التي تصدر أيضاً مجلة «حروف عربية»، الوحيدة في الإمارات والعالم العربي المتخصصة في هذا الحقل.

بدأت الندوة بفكرة وحلم.. وبعد عقود من العمل الدؤوب والمخلص تحولت إلى مؤسسة تقع في قلب العمل الثقافي المتنامي في دولة الإمارات التي أصبحت بفضل قيادتها الرشيدة فضاءً فنياً وورشة ثقافية مفتوحة ومركزاً يستقطب المبدعين العرب.

والشكر موصول لكل من أسهم برأي أو مقترح في استمرارية عمل الندوة وتطورها لتليق بالحراك الثقافي في دبي والإمارات، والذي يشهد له القاصي والداني. إذ بات علامة على نهضة الوطن ورفعته.

 

Email