البيان .. وإفلاس الحوثي

ت + ت - الحجم الطبيعي

التهاون والسكوت والسماح، لا قدر الله، بسقوط صنعاء في طائلة المعتدي الإرهابي الحوثي وتحت سيطرته كاد يؤدي إلى مخاطر تهدد أمن الخليج ككل، وعلى وجه الخصوص المملكة العربية السعودية، وربما إلى مخاطر كانت تنذر بتفجر منطقة الخليج بأكملها والتغير في شكلها وجغرافيتها، وسط تحذيرات من مخاوف كادت تؤدي أيضاً إلى تكرار سيناريو العراق وسوريا في اليمن، بالقرب من الحدود السعودية.

إن الحرب التي شنتها ومستمرة بها قوات التحالف على الحوثيين في اليمن هي حرب مشروعة؛ وذلك من أجل الدفاع عن الأمن القومي لمنطقتنا العربية، وحماية خيراتها ومكتسباتها والدفاع عن وطن عربي شقيق، وهي حرب فرضتها سياسة وغطرسة فصيل ومكون سياسي اعتدى بقوة التهديد والسلاح على الشرعية الدستورية.

واستباح كل المحرمات في بلد عربي، مسلم صديق وجار، وأكثر قربة وجيرة للشقيقة المملكة العربية السعودية. ومنذ بدء الحرب لاستعادة الشرعية في اليمن من قبل دول التحالف، والحوثي مستمر في تعدياته السافرة المتغطرسة على الإمارات.

حيث احتلت ميليشياته مبنى «سفارة دولة الإمارات في صنعاء»، وعلى الفور دانت وزارة الخارجية في دولة الإمارات وبشدة هذا العمل الإجرامي، مطالبة بإخلاء مقر السفارة فوراً وإعادة تسليمها إلى موظفيها، وجماعة الحوثي الإرهابية، ظناً منها أن احتلال السفارة سيثني دولة الإمارات عن موقفها الداعم لدعم الشرعية من أجل عودة الاستقرار إلى ربوع اليمن، لن تكتفي تلك الجماعة الباغية المعتدية بتعديها على سفارة دولة الإمارات، بل قامت بعد فعلتها تلك بتعديها السافر بحجب «موقع البيان الإلكتروني».

و«البيان» الإماراتية، التي فازت بالمركز الأول من بين صحف عربية مشاركة من 14 دولة عربية، تفردت عن مثيلاتها من الصحف العربية، وذلك بسبب أدائها المهني الاحترافي، ممثلاً في تطوير شكل ومضمون المحتوى الصحافي، فضلاً عن رصدها وتحليلها الدقيق لسيل تداعيات أحداث المنطقة العربية والعالم، ومصداقيتها المعهودة لدى الجميع من قرائها ومتتبعيها في دولة الإمارات وكافة أنحاء الوطن العربي، ما أكسبها قيمة وحضوراً ومصداقية لا تتوفر لدى صحف عربية أخرى عريقة.

ليس مدحاً فيها! بل هي حقيقة مؤكدة! وفقاً لإحصاءات شهر أكتوبر 2014، الصادرة عن مؤسسة «إيفيكتف مي جير» المتخصصة في قياس أعداد الزوار للمواقع الإلكترونية بشكل دقيق ومحايد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وقارة أوقيانوسيا.

وقد استنكر كتاب عرب وإعلاميون وصحفيون، وبعض القيادات من مسؤولي الدولة وجمهور غفير من المواطنين والمقيمين على أرض الإمارات، وعبروا عن استيائهم مما قامت به جماعة الحوثي الإرهابية، من تعدٍّ سافر، بحجب موقع البيان الإلكتروني.

ويعتبر قرار الميليشيات الحوثية بحجب «موقع البيان الإماراتية» خير شهادة لما حققته الصحيفة من إنجاز، يشهد له الجميع، ويتمثل في التنوير العام لما يحدث في اليمن على يد ميليشيات الحوثي الإرهابية، الأمر الذي يخدم المصلحة العليا لليمن، بل ويدعم الشرعية، وقد أثنى كتّاب مصريون وأردنيون على كشف «البيان» للحقائق في اليمن، مشددين على أن الحجب يأتي حلقة في سلسلة استهداف المتطرفين للإمارات وإعلامها الحصيف.

إن الاعتداء السافر الذي تعرض له مقر سفارة دولة الإمارات، وحجب موقع البيان الإلكترونية لأكبر دليل على مواقف دبلوماسية الإمارات الإنسانية المشرفة، وإعلامها الحر المستنير الذي يفضح الإرهابيين في المنطقة، على اختلاف انتماءاتهم، ويقف شوكة في حلوقهم.

والاعتداءات المتكررة من قبل جماعة الحوثي الإرهابية على سيادة دولة الإمارات في اليمن، يعد قبل كل شيء انتهاكاً خطيراً للمواثيق والأعراف الدبلوماسية، وقواعد القانون الدولي المتعلقة بمكافحة الإرهاب، كما يُعدّ خرقاً فاضحاً لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية التي تضمن أمن وسلامة البعثات والسفارات الدبلوماسية، مستهدفاً النيل من الموقف المشرف لدولة الإمارات الإنساني والأخلاقي الداعم للشرعية.

والمساند لليمن الشقيق في محنته بكل قوة، حتى تتعافى اليمن من محنتها وتسترد حقوقها كاملة من المغتصب المتغطرس المتخبط المفلس الإرهابي المعتدي، ويعود لربوعها الأمن والاستقرار، وتستطيع إعادة مكانتها وهيبتها ودورها أمام المجتمع الدولي بكل ثقل.

Email