مشكلة سنوية

ت + ت - الحجم الطبيعي

غدت مسألة تغيب الطلبة قبل وبعد الإجازات الرسمية والمناسبات العامة أشبه ما تكون بظاهرة لا بد من التنبه لها، واستئصالها من رحم الواقع التعليمي في وقتنا الحاضر.

ورغم المطالبة باتخاذ إجراءات حازمة حيال المتغيبين، إلا أن العقوبات لا تزال مرنة وغير رادعة، ولا تزيد عن كونها رصداً لأسماء المتغيبين وتزويد إدارات المناطق التعليمية التي يتبعون لها بها، فأصبح المبدأ السائد الذي يعمل به الطلبة «من سلم العقوبة أساء الأدب»، ما دفع بهيئات إدارية وتدريسية وشخصيات مسؤولة، للمطالبة بتطبيق مبدأ الثواب لمن حضر.

والعقاب لمن ضرب بعرض الحائط القوانين واللوائح، معتبرين تراخي الأهالي وعدم اهتمامهم والقصور الواضح في منظومة القيم أبرز أسباب تنامي الظاهرة، إضافة إلى المدرسة التي تعتبر قوة طاردة وليست جاذبة، وعدم وجود أماكن خاصة لإثارة روح الإبداع بداخل الطلبة، ونظام الحصص الذي يخلق عند المتعلمين شعوراً بالملل وعدم الرغبة في الذهاب.

كما أن أسلوب التدريس لدى بعض الهيئات التدريسية لا يزال قائماً على التلقين والحفظ فقط، وليس على كسر نمطية التعلم وجعل الطالب هو المحور الأساس في العملية برمتها، فيما تندرج تحت الأسباب أيضاً لائحة السلوك والقوانين المنصوص عليها والخاصة بالمنحى السيئ عند الطلاب، وكيفية ردعهم، هذه القوانين غير كفيلة بالقضاء على هذا الوباء، ولا تكبح جماح الطلبة المتغيبين عن المدرسة.

Email