نبض الشارع

نظام النقل والعدالة الاجتماعية

ت + ت - الحجم الطبيعي

ظلامٌ موحش يَلُف المَكان، مقاعد متهالكة عمرها الافتراضي انتهى قبل سنوات طويلة، روائح كريهة تنبعث من كل زاوية، مجاذيب يجوبون العربات ومجموعة شحاذين رجالًا ونساءً وأطفالًا، وباعة لا تُعلم بضاعتهم سوى أصوات تكشف هويتها. ذلك حال القطارات العادية وليست المميزة في مصر، التي يرتادها الملايين من محدودي الدخل يوميًا، وفي مشهدٍ مغاير، هناك المميزة والمُكيفة بمقاعد المُريحة.

وعقب أن تنفس المواطنون الصعداء عقب التطورات السياسية، وبات أملهم في تحقيق العدالة الاجتماعية، راجت أنباء حول دراسة نقل تجربة القطارات إلى مترو الأنفاق، بتخصيص عربات لرجال الأعمال، بها المزيد من الخدمات وبسعر تذكرة «مرتفع»، ما أسهم في حالة غضب سادت مواقع التواصل..

حيث المؤمل تعميق مبدأ العدالة الاجتماعية برعاية محدودي الدخل والفقراء أولاً، وإصلاح منظومة النقل وتزويدها بخدمات متميزة. وكان الأفضل ومن منطلق العدالة المنشودة أن يتم التوجه للشرائح الدنيا، والسعي لعلاج اختلالات المنظومة، وبعدها التفكير في تزويد خدمات المركبات المميزة والخاصة. نقولها بصدق: إن الفقراء ينتظرون الكثير، فلا تخذلوهم.

Email