مسؤولية الأسرة في الخدمة الوطنية

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما أقر قانون الخدمة الوطنية والاحتياطية في وقت مبكر من هذه السنة، كان الهدف الرئيسي منه إدماج الشباب في عملية وطنية متكاملة تهدف إلى رفع سوية استعدادهم لخدمة بلادهم بشتى السبل، بما في ذلك الوسائل العسكرية.

وفكرة الخدمة الوطنية والتدريب العسكري لأبناء الدولة ليست جديدة تماماً، فقد كانت هنالك تجارب بمستويات مختلفة ضمن برامج الثقافة العسكرية والتربية الأمنية لطلاب المدارس.

الآن ومع بدء التسجيل للالتحاق بأول دفعة للخدمة الوطنية في الدولة، واقتراب موعد انضمام هؤلاء الشباب والشابات إلى مراكزهم التدريبية، فإن فئة وطنية أخرى تتأهب للعب دورها الوطني الجليل في هذا المجال بما يتكامل مع دور هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية وبقية مؤسسات الدولة، ونتحدث هنا عن السند الأهم والداعم الرئيسي ألا وهم أولياء الأمور.

دعيت قبل أيام من قبل مجلس أولياء الأمور في الشارقة، للحديث عن دور أولياء الأمور في دعم مسيرة الخدمة الوطنية والاحتياطية، وكان أول ما تبادر إلى ذهني وقتها سؤال بسيط: أليس هذا استمراراً لعملية متواصلة منذ فجر التاريخ، حين كان الآباء والأمهات هم المحفز الرئيس لبطولات فرساننا وشجاعة رجالنا؟

نعم، كان »أولياء الأمور« حملة المشعل الذي ينطلق تحت ضيائه الشباب المنافح عن عزة بلاده وسؤددها وكرامتها، وكانت دعوات الأمهات في صلواتهن، وقصائد الحماسة الوطنية التي يتغنى بها الآباء، مداداً معنوياً للأبناء وهم يبذلون الغالي والرخيص في كل محفل، لخدمة وطنهم ودولتهم واتحادهم وشيوخهم.

لذلك فالحديث عن دور الأسرة والأبوين في دعم الأبناء المتجهين للخدمة الوطنية، حديث عما هو معلوم بالضرورة، فلا أحد يزايد على وطنية السواد الأعظم من أبناء الإمارات، وما حديثي هذا اليوم إلا تذكرة وتذكير ببعض الأولويات وبعض المهمات، مع يقيني التام بأن كون المرء إماراتياً يجعله بالضرورة وطنياً، وكما نقول دائماً ونكرر: إذا كانت المواطَنة تتعلق بالحقوق، فإن الوطنية تتعلق بالواجبات، ولذلك لا يصح أن تكون مواطناً دون أن تكون وطنياً.

من هنا ينبغي علينا أن نتذكر أن محبة الوطن واعتزازنا به لا يعبر عنها فقط بالكلام النظري دون التطبيق العملي، فحقوق الدولة علينا، أي واجباتنا نحن تجاهها، تتطلب الإخلاص للدولة ورموزها وقادتها، والسعي الحثيث لرفعة شأنها، والذود عن حياضها، والدفاع عن ترابها وسمعتها والامتثال لدستورها وتشريعاتها، مثلما تتطلب أيضاً نشر المحبة والألفة والوحدة بين أبنائها، والعمل الدؤوب لحماية بيئتها وثرواتها وزيادة إنتاجيتها الوطنية.

Email