الشباب العربي وجائزة الإعلام الاجتماعي

ت + ت - الحجم الطبيعي

في مقالة سابقة بعنوان »سقيا الإمارات ونبع الحياة«، أشرنا إلى أن التقدم العلمي والفكري والحضاري في شتى مناحي الحياة، يدين لأفراد ساهمت مبادراتهم الإنسانية الخلاقة في ازدهار الحياة وتقدم المجتمع الذي ينتمون إليه ويعيشون فيه، وأيضاً في تقدم وازدهار وتنمية المجتمعات الأخرى.

وها هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، صاحب المبادرات الخلاقة والمتميزة، يضيف إلى رصيد مبادراته لنا ولأبناء الوطن العربي، مبادرة متميزة وهي »الجائزة العربية للإعلام الاجتماعي«، التي تهدف في مضمونها إلى بناء المجتمعات العربية، واستغلال طاقات وفراغ وقدرات شبابها، بما يعود عليهم وعلى أوطانهم بالرخاء والتنمية.. لا بالهدم والفوضى الهدامة التي تتعارض وتتناقض مع تعاليم ديننا الإسلامي السمح، وعاداتنا وتقاليدنا العربية الأصيلة..

وقد أكد سموه أن وسائل الإعلام الاجتماعي أصبحت جزءاً من الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في منطقتنا والعالم، ومؤثراً أساسياً فيه ومساهماً رئيسياً في صنع أحداثه، وأن المؤثرين في هذه الوسائل أصبحوا جزءاً من صناع التغيير في مجتمعاتهم، ولا بد من التعامل مع هذا الواقع بحكمة وإبداع وروح إيجابية لاستثماره فيما ينفع مجتمعاتنا. وتضم الجائزة 20 فئة نشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، تتنوع بين الحكومية والخاصة والفردية، وسيتم تكريم الفائزين.

إضافة لاختيار الشخصية الأكثر تأثيراً على شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي، وتكريمهم ضمن حفل سنوي يقام في دبي. وقد انطلقت الجائزة في زخم تداعيات التغييرات والأحداث التي تشهدها المنطقة العربية، والتي ألقت ظلالاً كثيفة على الحياة اليومية للناس.. وبات معروفاً أن أضواء شبكات التواصل الاجتماعي أطفأت شموع الإعلام المقروء والمسموع في كثير من بلدان العالم والدول العربية تحديداً، ولهذا صار ملايين الناس يتناقلون الأخبار والأحاديث والأفكار ويروجون لها انطلاقاً من تلك الشبكات. وقد وصل بهم الأمر إلى اختلاق وتركيب صور مضللة، لإفساد الرأي العام وتشكيك الشباب العربي في قادته وحكامه، ورموز وطنه، وهويته الوطنية..

وتم استغلال الشباب من جماعات أجنبية معادية ومتآمرة لتمزيق الوطن العربي وتشويش عقول أبنائه، واستغلالهم كأداة للهدم وإثارة الفتن.

إذاً لا بد من الحيطة والحذر في وقت أصبح فيه الشباب يحوزون مفاصل كثيرة من الأشياء، ويملكون مفاتيح لمعرفة أشياء لا يعرف الكبار الطريق إليها.. وتكفي هنا الإشارة إلى مواقع التواصل الاجتماعي، التي صارت منصات وجسور عبور لتبادل المعلومات والأحاديث والصور ومعلومات لا تخطر على بال.. في إطار هذه التحولات المهولة، لا بد أن نقرع ناقوس الخطر، ونقول بأعلى صوت انتبهوا أيها السادة.. وهذا ما أدركه ونبه إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، عندما أطلق الجائزة، كونه من القادة المهتمين والمتتبعين والحريصين على التواجد عبر شبكات التواصل الاجتماعي.. متفهماً ومعبراً برأيه أن »الإعلام الاجتماعي« أصبح جزءاً من الواقع في منطقتنا والعالم..

وقد حان الوقت ليصبح صناعة قائمة بذاتها، ووسيلة بناء حضاري، لا وسيلة هدم للأوطان والحضارات.

ومما لا شك فيه أن الجائزة ستساهم في إثراء العمل على تقدم وتطور الإعلام العربي الاجتماعي، كونها امتدت لخارج حدود موطن التأسيس، لكي تتواصل مع كل المجتمعات في وطننا العربي. وهي تعد نقلة نوعية في مجال العمل الاجتماعي، وحافزاً للشباب العربي للمشاركة والإبداع بإيجابية وفاعلية في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.. وتعد الجائزة ضمن الجوائز الأكبر عالمياً خلال الفترة المقبلة، حيث إنها تتضمن العديد من التقارير والبرامج والأنشطة في مجال الإعلام الاجتماعي في عالمنا العربي.

وقد ثمن الإعلاميون في الإمارات إطلاق الجائزة، باعتبار أنها ستساهم في إثراء صناعة الإعلام العربي على الصعيد الاجتماعي، خاصة أنها مبادرة جاءت من رائد من رواد الإعلام الاجتماعي في العالم، من خلال حرص سموه على التواصل المستمر مع الجميع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن هذه المبادرة تمثل مفاجأة سارة لصناعة الإعلام العربي.

Email