الرئيس السيسي من وجهة نظر غربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

 يرى قياديون ومحللون سياسيون وجهاديون سابقون، أن مصر ولسنوات طويلة تجاوزت ثلاثين عاماً، تعطشت إلى زعيم وطني يقود البلاد، وليس إلى رئيس يديرها. وقد أفرزت موجات الغضب التي تولدت عقب تنصيب الرئيس المعزول من خلال انتخابات مشكوك في صحتها، وسعي الشعب إلى إيجاد هذا الزعيم والالتفاف حوله، حتى جاء يوم 26 يونيو 2014 الذي أعلن فيه ميلاد زعيم مصر الجديد.

إن المصريين يرون في رئيسهم عبدالفتاح السيسي، أنه زعيم خرج من رحم الثورة، وراهن عليه الشعب ووثق به، فقد ربح الشعب زعيماً طال انتظاره، وربح الزعيم شعباً مفتوناً به، وتناغم الطرفان ليصبحا جسداً واحداً على قلب رجل واحد، من أجل إعلاء مصلحة الوطن. وقد يرى الشعب المصري أن الأيام العصيبة التي مرت بها مصر بعد ثورة 30 يونيو، زادت ثقته بالرجل المنقذ له من الهلاك.. في الجانب الآخر، استشعر القائد أنين المحرومين، وسارع إلى إزاحة غبار الحرمان، وتعددت المواقف، ووجد الشعب من يحن عليه أخيراً بعد طول انتظار.

إن الأوضاع التي مرت بها مصر خصوصاً والمنطقة العربية، في ظل التهديدات التي واجهتها وتواجهها، كانت تستوجب حاكماً ذا خلفية عسكرية لمواجهة هذه التحديات، سواء الداخلية أو الخارجية، لأن العقلية المدنية تحتاج إلى حكمة وخبرة في مجال الأمن القومي والاستراتيجية المصرية. لكن الغرب وإسرائيل يريان عكس ذلك، حيث أورد تقرير إسرائيلي أن إحياء السيسي لـ«الناصرية» تحدٍّ لواشنطن..

فقد قال نائب رئيس المخابرات الحربية الإسرائيلية السابق «جايكوب نايريا»، في تقرير صدر عن مركز أبحاث القدس للدراسات، إن الشهرة التي يتمتع بها وزير الدفاع (السابق) الفريق أول عبدالفتاح السيسي، ووصفه من قِبل المصريين بأنه «وريث عبدالناصر» و«منقذ مصر»، يدفعان إلى إحياء «الناصرية»، وهو ما يمثل تحدياً كبيراً أمام إسرائيل والولايات المتحدة، إذ إن علاقات الرئيس الراحل عبدالناصر بواشنطن وتل أبيب كانت معقدة وسيئة جداً.

وأكد «نايريا» أن المتابع للمشهد المصري سيلحظ تغييراً في مشاعر المصريين تجاه واشنطن، من صداقة إلى عداء مفتوح، وهذا بالنسبة إلى إسرائيل أيضاً، فضلاً عن أن الأزمة مع إدارة أوباما وردود فعل السيسي عليها، تساعد في بناء قيادته كزعيم قومي جريء لا يتراجع أمام القوى العظمى، مشيراً إلى أن مسلسل الأحداث في مصر يتجه إلى «وضع يصبح فيه السيسي هو منقذ مصر، يقود البلد ليس كوطني مصري فقط، وإنما كبطل عربي».

كما أكد الكاتب اليهودي والعقيد السابق في المخابرات الإسرائيلية «موردخاي كيدار» مدير معهد دراسات الشرق الأوسط والإسلام في جامعة «بار إيلان» الإسرائيلية، أن الأحداث التي شهدتها مصر مؤخراً، أثبتت أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ومساعديه عاجزون عن إملاء شروطهم على دول الشرق الأوسط.

وقال: إن السيسي «هزم» الرئيس الأميركي باراك أوباما وإدارته الداعمة لجماعة الإخوان المسلمين، بإعلان الأخيرة «جماعة إرهابية». واستهل كيدار مقاله بالقول: إن السيسي يعرف الموقف الأميركي جيداً، وخاصة رأي أوباما السلبي حول الإجراءات التي يتم اتخاذها ضد جماعة الإخوان، ولكنه أصر على موقفه، ومضى قدماً في الإجراءات التي يتخذها ضد الإخوان.

ولقد أكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حفظه الله، في برقيته لتهنئة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، «عمق الروابط التاريخية والأخوية التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين، وحرص دولة الإمارات على المضي قدماً في كل ما من شأنه تمتين الصلات الوثيقة وتعزيز التعاون الصادق القائم بين البلدين ودفعه إلى آفاق أرحب وأوسع بما يعود بالخير على الشعبين الشقيقين، ويسهم في الوقت نفسه في خدمة المصالح القومية العليا للأمة العربية ويصون مستقبلها».

وأضاف سموه: «إننا ماضون بعزم صادق وإرادة صلبة في دعم الأشقاء في مصر العزيزة علينا، على المستويات كافة، والوقوف إلى جانبها في كل الظروف». إن شعبية وحب الرئيس السيسي قد تغلغلا في قلوب ملايين المصريين.. وأضحى أمل الأطفال والشباب والشيوخ.. حديث المقاهي والمنازل.

وهذا ما ظهر جلياً عندما عمت الفرحة مصر والعالم العربي، بعد الإعلان رسمياً عن فوز عبد الفتاح السيسي بالرئاسة في الانتخابات المصرية بنسبة بلغت 96.9% من أصوات الناخبين، حيث خرج المصريون بشكل عفوي إلى الشوارع والميادين العامة للتعبير عن فرحتهم، رغم أن النتيجة لم تكن مفاجئة لهم، حيث كان متوقعاً على نطاق واسع فوز السيسي، الذي ينظر له المصريون باعتباره المنقذ لبلدهم من الأوضاع الأمنية المتردية، كما ينظر له العرب كقائد قادر على إعادة مصر إلى موقعها الريادي والقيادي في العالم العربي.

 

Email