«محضر خير»!

ت + ت - الحجم الطبيعي

هناك مثل يقول «لسانك حصانك إن صنته صانك»، فقد (قرص البعض في أذنه)، على تصريحات أثارت ضجة كبيرة هذه الأيام عبر الصحافة، والبطولة الحقيقية، تكون بالمواجهة، بصدر مفتوح، وقلب صافٍ، وليست بالتعرض والإساءة للآخرين، وهذا الأمر ليس مقصوداً به الوسط المحلي فقط، وإنما ينطبق على الوضع الرياضي العربي عامة، فنرى فئة تريد أن تتسلق على أكتاف الآخرين.

وتسعى لأن تخلق البلبلة والفتنة والمشاكل على حساب هدف شخصي، فيلجأون للتصريحات والإدلاء بالآراء والتغريدات، برغم قصرها، إلا أنها الأسرع وصولاً وانتشاراً في الرأي العام، لأن الكثيرين يريدون من مثل هذه الأحداث المثيرة، تطبيق مبداً «خالف تُعرف».

وهذه ظاهرة انتشرت وزادت للأسف الشديد في الآونة الأخيرة، لأننا نفقد الإداري والقائد الرياضي الحكيم، وقد ولى زمن هؤلاء، وجاء بدلاً منهم أشخاص، يهوون المغامرة وحب السيطرة والتسلط، ونعتبرها مصيبة أبتليت بها رياضتنا العربية!!

ونشاهد ونقرأ ونسمع محلياً وخليجياً، عن الاتهامات المتبادلة بين أفراد في الساحة الرياضية، تهاجم وتحمل الآخرين مسؤولية الفشل، وقد وصف البعض رياضتنا بالسوداء، واستغلها أصحاب الإصطياد في الماء العكر، واعتبروها مادة دسمة، مما أساء لنا جميعاً، خاصة أن رياضتنا تُدعم من قبل الحكومات ولها كل الشكر والتقدير، ولا نقبل أن يأتينا أحد، ويصب جام غضبه على الآخرين، لأهداف شخصية.

وهذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان، والإعلام الرياضي اليوم، مؤثر، وهناك الإعلام الرقمي الحديث، والذي ينقل كل «البلاوي» في ثانية، وما يُطرح أحياناً، يُستغل من البعض، بصورة تسيء لنا ولرياضتنا، في الوقت الذي نحن بأشد الحاجة إلى إبراز الصورة الإيجابية لرياضتنا، مع التأكيد على النقد البناء الهادف وبأسلوب متزن مقبول وأمر صحي، بعيداً عن الإسفاف واللعب بالنار.

ونصيحتي، أن نرتقي بأسلوبنا، فالإعلام جهاز حساس وقوي ومسؤولية العاملين فيه كبيرة، عند طرح المواضيع واختيارها، بشرط أن تبتعد عن الإثارة والبلبلة، التي تهدف إلى سرعة الإنتشار وتطبيق سياسة خاطئة، ومعالجة القضايا لا تتم بالهجوم على الأشخاص، وتحطيم المكتسبات، بل علينا أن نراعي أولاً ضمائرنا، دون النظر إلى خلافات جانبية تهدم ما بنيناه بأيدينا.

وهذه نصيحة أخ مخلص، لكل من يعمل معنا في هذا الحقل الحيوي الهام، خاصة وقد فوجئت ببعض الكلمات التي وصفت الأحداث، بأن علينا أن نخجل من أنفسنا، والمفروض أننا نبحث عن المساهمة والإرتقاء بمستوى الرياضة عامة، من منطلق توعية الأجيال وهذه مسؤولية كبيرة تقع على عاتقنا.

وحرية التعبير، لها حدودها، بأن لا تخرج عن المألوف والمعقول والذي حدده القانون في معالجة القضايا والأزمات الرياضية، فهدفنا جميعاً هو التنوير وتثقيف المجتمع رياضياً، حتى لا نخسر بعضنا البعض من وراء انجرافنا وراء التيار.

واستغلال بعض المواقف (الشخصانية)، وتتحول إلى فوضى، وخلق بلبلة من دون داعٍ، نريد أن نشعر بالإحساس بالمسؤولية والغيرة، وأن يتقبل العاملون في القطاع الرياضي، النقد الصحيح، ولا يفسر الأشياء بطريقته، وأدعو لأن نكون جميعاً «محضر خير».. والله من وراء القصد.

Email