ثقافة الانضباط!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

الانضباط الرياضي مطلوب، حتى نستطيع أن نحمي ملاعبنا من الانفلات والإساءة، وما كشفه مروان بن غليطة في مؤتمره الصحافي أول من أمس، بتحويل ثلاثة من لاعبي المنتخب الوطني إلى لجنة الانضباط، قرار سليم، إذا كانوا قد خرجوا دون استئذان ليلة المباراة النهائية لخليجي 23 في الكويت.

وهذا بالتأكيد تصرف غير مقبول، سواء في الكرة أو في كافة شؤون الحياة، فالانضباط أمر في غاية الأهمية، حتى لا تتحول رياضتنا إلى فوضى، و«حارة كل من آيده اله»، وتحويل القضية التي شغلت الرأي العام، إلى اللجنة المختصة في الاتحاد، قرار صائب لاتخاذ العقوبة المناسبة، تبعاً لمخالفتهم للوائح، وخروجهم من معسكر المنتخب.

فالخروج دون علم مشرف المنتخب، فيه تجاوز، ويبين عدم ثقافة اللاعبين باللوائح، واللافت، هو أنه لا توجد أي تجاوزات أو سلوكيات غير أخلاقية كما تردد، وتأكيداً على ذلك، تغريدات النجمين «مبخوت وعموري»، عقب الانتهاء من مؤتمر«الرئيس»، بأنهما سيدافعان عن أنفسهما، وسيلجآن للقانون، وهذا حقهم الطبيعي.

فنحن في زمن الاحتراف، وقد تعرضا للتشويه، ومن حقهما اتخاذ الإجراءات القانونية، تجاه من تسبب في الأذى النفسي الذي أصابهما، والأهم أن اتحاد الكرة سيقوم بدعم أي لاعب، فيما يراه مناسباً لحفظ حقوقه.

فالنظام من أهم أولويات المؤسسات الرياضية، وكل من يخالف يعاقب، ولا يوجد لاعب فوق المساءلة، وكلهم سواسية، ولا يقبل أي رياضي يتعرض للإساءة دون أن يأخذ حقه في الدفاع عن نفسه، سواء من خلاله أو عبر ناديه، وإن كنت أتمنى أن تكون تلك الخطوة عبر المؤسسة التي ينتمي إليها «النادي أو الاتحاد»، حتى تسير الأمور بشكلها الصحيح.

وعمل الإخوة باتحاد الكرة، كان منظماً دقيقاً، وتركوا القضية بيد لجنة تقصي الحقائق المحايدة، برئاسة المستشار الظاهري، والتي تولت هذا الملف، وتعامل الاتحاد مع كل الملابسات بشفافية، ولم يتخذوا قرارات عاطفية أو عفوية، إنما حولوا القضية برمتها للجنة، التي وضعت النقاط على الحروف، وبينت أين الخلل والقصور؟.

ونقول، مهما وصل اللاعب من المستويات، فلا بد أن يحترم اللوائح والنظم، وهذه مسألة في غاية الأهمية، وأرى أن تبدأ الرعاية والعناية بأي لاعب دولي، من خلال البيت الرياضي أولاً، ألا وهو النادي التابع له، فهو أيضاً مسؤول وغير بعيد عن القضية.

فالكل يشارك في ثقافة اللاعبين، في ظل المغريات والامتيازات التي يحصلون عليها، وتعد ناقوس الخطر، وقد صدر عن بن غليطة كلام قوي، كما عرفناه طيلة العامين الماضيين، منذ أصبح رئيساً لأكبر الاتحادات الرياضية، وقد تميز بهدوء الأعصاب، ونجح في أن يقلب الطاولة على من ينتقد عمل الاتحاد.

وهذا الرجل وصل إلى مقعدي «المجلس الوطني واتحاد كرة القدم»، عبر الانتخابات الشرعية، وكلاهما كانتا ساخنتين، وعدم تردده وراء نجاحه، صحيح خبرته الإدارية الرياضية، لا تقاس بالآخرين، وهو يعترف بذلك دائماً، بل إنه مقتنع بأن يستشير من حوله، ولا يرى في ذلك عيباً، وبرغم المحاولات المستمرة والمستميتة في إسقاطه، من عدة أطراف، إلا أنه في كل مرة يظهر أكثر قوة.. والله من وراء القصد.

Email