مَن يقيّم مَن؟!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

نعم للاتفاق بين اتحاد الكرة مع المدرب الإيطالي زاكيروني، لقيادة المنتخب الوطني، حتى نهاية كأس آسيا 2019، خلفاً للأرجنتيني باوزا، الذي انتقل لقيادة الأخضر السعودي الشقيق، ونقول كلمة حق، إن الاتحاد بذل خلال الفترة الماضية كل جهوده، وكانت هناك تحركات إيجابية، للجنة الاختيار، برئاسة عبدالله الجنيبي، فقد عملوا كل شيء، من أجل التعاقد مع مدرب له تاريخه الحافل على مستوى القارة والعالم، ونأمل أن يكون مدربنا الجديد، فأل خير على الكرة الإماراتية، التي ليست مشكلتها في المدربين فقط!! فالوقت أمامنا لكي نعد «الأبيض»، خير إعداد، ويكون شعارنا كلنا المنتخب، فالتوجهات واضحة الآن، والهدف معروف، وهو صعود منتخبنا على منصة التتويج والفوز باللقب القاري أول مرة.

استغربت وأنا أشاهد أحد البرامج، عندما قال المذيع، إن زاكيروني مدرب جيد، وبالأمس وفي لقاء كروي في بيت عائلة كروية، سألني أحد الزملاء، ما رأيك في المدرب الجديد، فكان ردي له سريعاً، من أنا لكي أقيم مدرباً بحجم وسيرة ذاتية كبيرة، وقبل أن يبدأ، فالمُقيم يجب أن يكون رجلاً فنياً فاهماً ويعلم كل العلم سيرة هذا المدرب وأسلوبه في العمل!! ولكن هذا المذيع نصب نفسه مُقيماً وقال إنه جيد، وهذه مصيبتنا، أننا حفظنا كلمتين وقلناهما على الهواء، وأصبحنا نقيم الرئيس والمدرب والإداري في زمن فيه 1000 ناقد، لا بد من أن نتعلم الدروس، ونتعرف إلى واقعنا الرياضي عامة والكروي خاصة، ولا يجوز تقييم عمل المدربين، بأنه جيد أو غير جيد، وتلك كارثة أبتلينا بها، اتركوا الناس تعمل وتشتغل، نحن الآن في مرحلة جادة، لا نريد أن ندفع الثمن أكثر، يكفينا فشل التأهل إلى مونديال روسيا 2018، وأمامنا المونديال القاري، في بلدنا 2019، وعلينا أن نوحد الجهود، كل منا في اختصاصه، وأن تسير قافلتنا نحو المصلحة العامة، ونترك الشخصنة بعيداً، فالمدرب الجديد، لا هو ابن خالتي أو ابن عمي، لكي أدافع عنه، وإنما هو صاحب تاريخ ونجاحات عديدة، سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات، وآخرها وأهمها تجربته مع المنتخب الياباني، وبالرغم من الاختلاف الواضح بين الكرة الإماراتية واليابانية، إلا أنه نجح هناك، فهل ينجح معنا؟!! فلجنة «بو ناصر»، البالغ عمرها عاماً وثلاثة أشهر، وفقت في التعاقد، وهي لجنة مثالية، نحن بحاجة إلى إعلام، يخدم مصالحنا، يبدع في خطابه أوحضوره بالشكل الصحيح.

بعد فترة قصيرة، انتهت علاقة مدربنا الوطني د. عبدالله مسفر مع منتخب «النشامى»، بعد أن قبل اتحاد كرة القدم الأردني استقالته، في ظل النتائج والأداء المخيب، كما وصفوه في الفترة الماضية، وخاصة المباراة الأخيرة أمام منتخب أفغانستان، والتي أدركوا فيها التعادل بشق الأنفس، فمن 4 سنوات وحتى اليوم، أشرف على تدريب الأردن 9 مدربين، فمن يستطيع إعادتهم للنتائج المميزة في كأس آسيا المقبلة، والملفت للنظر، هو الرسالة الرقيقة، التي قدمها الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد، وحملت كلمات جميلة، لمدربنا مسفر قائلاً إنهم سيبقون على مسافة قريبة منه، وإنهم لمسوا المسؤولية التي تحملها بكل شجاعة، ما يعكس الخصال الطيبة الذي يتمتع بها، علاوة على قيمته الفنية.. والله من وراء القصد.

Email