لجان «الفبركة»!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

ــ  تجتمع اللجان، وما أكثرها في الهيئات الرياضية، لدراسة العديد من الموضوعات الهامة المدرجة على جدول أعمالها، ونصف الجلسة عبارة عن «رمسة وسوالف»، وبقية الاجتماع، تشكيل لجنة، هذه هي حال رياضتنا!!، عندما تريد أن تقتل موضوعاً، شكلوا له لجنة، لماذا وصلنا لهذه الحال المأساوية، وزمان أتذكر تجربة الأندية، وبالتحديد في فترة الثمانينيات، خاصة بعد قيام الدولة، بعشر سنوات، كان هناك عمل منظم، بشكل ملفت للنظر، بل إن اللجان التي تعمل في الأندية، كانت تحت مسمى اللجنة الرياضية، وكنا نجد نشاطاً وحراكاً، ومبادرات طيبة.

أما اليوم، ولله الحمد، فقد تيسرت وتسهلت وأصبحت لدينا كل مقومات الحياة العصرية، إلا أننا، لا نجد من يريد أن يعمل بصدق وإخلاص، والكل يريد أن يصل إلى الكرسي، والبقية يضربون رؤوسهم بـ«الطوفة»، هذه مصيبتنا.

فالرياضة عندنا وللأسف الشديد، تحولت إلى مصالح خاصة ومنفعة ذاتية، يبحث عنها البعض، والغريب أنهم يتلاعبون ويقولون في كل وقت ومناسبة، أنا مشغول، ولا أستطيع أن أستمر في مكاني، وفي الواقع تجده أول الراكضين نحو المنصب!

ــ  نعود إلى اللجان، وأتذكر ويتذكر معي الرعيل الأول من الصحفيين الرياضيين، كنا نذهب وننتظر قرارات اللجنة «الفلانية» في الأندية والاتحادات، واليوم ضاعت الهيبة الرياضية، فأصبحت للأسف تدار من أشخاص لا علاقة لهم بالرياضة، كما إن الأندية في ظل غياب الجمعيات العمومية أيضاً، لم تعد لأبناء النادي، وأصبحت بمثابة فندق «سياحي» اليوم، وتجد لاعباً وإدارياً كل يوم في جهة، ينتقلون حسب لوائح الاحتراف، ناهيك عن اللاعبين الأجانب الذين زاد عددهم، والكارثة أننا نفكر في زيادة عددهم من أربعة إلى ستة، أسوة بالدوري السعودي، وتلك مصيبة أخرى، ونجد في الواقع المؤسسي، كل الجهات تعمل وحدها، وتعطي الأخرى ظهرها، وهذا لا يجوز، وأيضاً قرأت عن طرح أخير للموضوع القديم، حول تجنيس بعض اللاعبين، دعونا نفكر في أولادنا أولاً، ونصقلهم ونعلمهم «الصح»، ونطبق عليهم مبدأ الثواب والعقاب، وأنه لا فرق بين أحد من الرياضيين، إلا بالكفاءة والقدرة والأخلاق.

وبالمناسبة اليوم بدأت المدارس، تدرس التربية الأخلاقية، وهذه واحدة من الأفكار العظيمة، لقادتنا حفظهم الله، والرياضة كمنظمومة وطنية اجتماعية، علينا الاستفادة منها في ساحتنا، وهناك من الأمور الهامة، التي أصبحت تؤرقنا، منها مشاركاتنا الخارجية، والتي يجب أن نضع لها الأولوية، ولا نترك الأمر على «عواهنه» دون ضوابط، كما حدث من بعض الأندية والاتحادات، وهذه الوقائع، تسبب إنزال عقوبات مالية بحقنا، من قبل الاتحادات القارية والدولية، ناهيك عن مدى تأثيرها من الناحية السلبية، على سمعتنا الرياضية، فلا يجوز أن نشارك على «مزاجنا»!.

ــ  أكرر، الانسحاب من أية بطولة خسارة، ويجب ألا نتواجد فيها كـ «شرفيين» فقط، علينا إبراز الوجه الحضاري لرياضتنا، من خلال تحقيق النتائج، وهذا ما يجب أن يكون شعارنا اليوم، ولا نعتبر الرياضة مجرد «مصلحة وخلاص»، كفانا لجان «الفبركة» !!.. والله من وراء القصد.

Email