«طنّش تعش»

ت + ت - الحجم الطبيعي

* نعطي ظهرنا للبعض، و«نلبس» الآخر، لنطبق قول «طنّش تعش»، ونختلف، بسبب أو بدونه، فقد تعودنا في الساحة، أنه لا بد أن يخرج فيها من يحمل نظرية «خالف تعرف»، هكذا علمتنا الأيام والتجارب، أننا نعاني خللاً في ثقافة التوعية، فكل منا يجري وراء مصلحته، وكل يريد أن يسحب البساط من الآخر.

فلا حركة ولا هم يحزنون، رغم أن هناك من المبادرات الطيبة التي نراها أحياناً هنا وهناك، سواء من قبل الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، أو من اتحاد الكرة، أو من لجنة دوري المحترفين، أو من المجالس الرياضية، وكلها أفكار جميلة، تستحق أن نبارك خطواتها، فهي اجتهادات وحركة ونشاط وحيوية، لأننا نحاول ونسعى لأن نضع الحلول من خلال الاستماع للآراء والطرح الجماعي، عبر المشاركة الفعالة.

 فهذه الجهات التي ذكرتها، لا تقصر إطلاقاً، عبر دعوتنا للمشاركة، وتقديم الرأي والاستشارة، من منطلق أننا في خندق واحد، هدفنا ومصيرنا واحد، وهذه سمة إيجابية، تتماشى مع توجهات الدولة في «السعادة الإيجابية»، التي تنتهجها الدولة.

 فالأخوة المبادرون في طرح مثل هذه المبادرات الرياضية الإنسانية، وأكرر الإنسانية، ضرورة حتمية من الواجب علينا، أن نعايشها، ونعرفها عن قرب، فالجماعة يبذلون قصارى جهدهم وهذه حقيقة واضحة!

*ولفت انتباهي في ساحتنا الرياضية منذ سنوات، ابتعاد رؤساء مجالس إدارات الأندية، سواء الهواة أو المحترفون.

 حيث لم يلتقوا أو يجتمعوا ولا مرة واحدة، اللهم إلا في مناسبات الجمعيات العمومية، وغالباً لا يحضر أصحاب القرار، بينما يمثل الأندية بعض المندوبين، أو أمناء السر، بما يعرف اليوم، بالمديرين التنفيذيين، بينما الرؤساء، لا يلتقون إطلاقاً، ولم نسمع، ولم نشاهد لقاء واحداً جمع هؤلاء الرؤساء!!

بينما أيام سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، عندما كان يتولى رئاسة اتحاد الكرة، كان يلتقي ويتشاور مع رؤساء الأندية، وأبرزها اللقاء الشهير في استراحة «روضة الريف»، حيث تناقش وتطرح القضايا الساخنة، بكل صراحة، وأيضاً في فترة الهواة، خلال الثمانينات كانت هناك لقاءات مشابهة، والسؤال لماذا لا نلتقي؟!!

فقد أعجبتني مبادرة طيبة في الدوحة، حيث استضاف النادي الأهلي عميد الأندية القطرية، اجتماع رؤساء الأندية، وذلك للتنسيق فيما بينهم، لإنشاء مجلس للأندية، بهدف التواصل مع الاتحادات المختلفة والبحث عن مصالح الأندية، بما يحقق الهدف العام وهو الارتقاء بالرياضة في مختلف الألعاب، وتشكيل لجنة لوضع الأسس والأطر الخاصة بتأسيس مجلس الأندية، هذه اللجنة تقوم بعمل كل شيء خاص بهذا المجلس.

 والوقوف على مجلس الأندية ومشاكلها، ومراعاة مصالحها، والهدف منه، هو تفعيل دور الأندية في الاتحادات الرياضية، وحفظ حقوقها، ويهدف الجميع للمصلحة العامة للأندية، وليس مصلحة ناد على حساب الآخر، فالمسؤولية الاجتماعية ثقافة يجب أن نتبناها، وتأسيس المجلس القطري للأندية، سيكون بمثابة صوت فاعل للأندية داخل الاتحادات المختلفة، بينما نحن نتسابق من أجل خطف لاعب وإغراء نجم، والنتيجة كما ترون الكل «مبوز ومطنش الآخر».. والله من وراء القصد.

Email