من يستهدف النصر؟!

ت + ت - الحجم الطبيعي

في مؤتمر صحافي كبير، ذكرنا بالأيام الحلوة لنادي النصر، حيث المؤتمرات والمناسبات، التي خدمت الكرة الإماراتية، لأن العميد كان محط الأنظار للمبادرات المتعددة على الصعيد المحلي والعربي والأوروبي، وقد جاء اللقاء المفتوح الذي طال انتظاره، وكشفت فيه إدارة النصر وأوضحت الصورة الغائبة عن الكثيرين.

وكل ما يدور في الساحة بشأن قضية لاعبهم المحترف فاندرلي، وأنهم سيرفعون الأمر إذا دعت الضرورة، إلى المحكمة الرياضية الدولية «كاس»، إذا لم يجدوا الإنصاف، وأنهم يرون هذه الخطوة التصعيدية ضد اتحاد الكرة، ليس الهدف منها الإساءة لأسرة اللعبة.

وإنما الدفاع عن حقوق الأندية المتضررة، بعد أن رأت الإدارة، أنه حكم على فريق الكرة الأول بالإعدام، عقب قرار لجنة الاستئناف الأخير، بإيقاف اللاعب 10 مباريات، وغرامة 200 ألف درهم، موضحين أن خلافات اللجان، وأعضاء اتحاد الكرة في ما بينهم، وراء هذه القرارات المتسرعة، التي لا يدرون، من وراء استهداف النصر، وهو كلام قوي نسمعه لأول مرة.

والإدارة النصراوية، أحسنت التصرف عندما فتحت الأبواب للإعلامين، وتحدثوا دون قيود، لتوضيح موقفهم، بحضور كل مستشاريه القانونيين، وقد لاحظنا أن من هم على منصة المؤتمر، تناولوا الأمر ووضعوا النقاط على الحروف، وتحدثوا عامة دون الإشارة لفرد أو أي لشخص، فلم يوجهوا الاتهام واللوم لأي فرد من أفراد اللعبة.

وركزوا على أهمية، ألا تضيع حقوق الأندية، التي تصرف وتدفع وتخطط، فهم يرون أن النصر متضرر ومظلوم ومستهدف، فمن يستهدف النصر؟ سؤالاً نطرحه، ونقول من له المصلحة، لإبعاد ناد بحجم النصر أحد أكبر وأعرق أندية الدولة.

ونحن على يقين بأنه ليس هناك من يريد إسقاط النادي، وأن الحسم في هذه الأمور الخلافية والإشكاليات والنزاعات هو القانون، ونحن نثق تمام الثقة بأن القوانين هي التي ستفوز، بغض النظر عن مواقف كل الأطراف، وقادتنا يدركون أهمية دور النظام والعمل المؤسسي والعدالة في كل نواحي الحياة، بما فيها الرياضة الجزء الهام والاستراتيجي للحكومات والشعوب، فنحن نتعامل وفق المنظمات.

حيث نندرج تحت مظلتها، ولا نقبل أن نتجاوز الأخطاء، والمخطئ يجب أن يعاقب من أي طرف، نحن مع الحق والصواب، ويجب ألا نسكت على المتسبب، مهما كان وضعه ودوره، نريد تطبيق اللوائح بعيداً عن النصائح!

وأنديتنا هي ملك الحكومات، التي تريد الخير لها، ونحن في عام الخير، فقد تأسست الأندية لحماية الشباب، والنصر من بين الأندية التي تجد دعماً واهتماماً غير عادي، من الأب الروحي سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، فهو أكثر الداعمين للرياضة بالدولة، في مختلف المجالات ولا يقتصر اهتمامه في الكرة فقط، بل هو الداعم الأكبر لكل الرياضات.

وهذه القضية يتابعها أولاً بأول، وحرص ألا يخوض النادي مهاترات ومعارك كلامية، تاركاً الحكم بالعقل والهدوء والتروي ودراسة كل الجوانب، ومؤتمر النصر«الصريح»، يذكرني بالعلاقة التاريخية بين النصر والعين، فليس هناك خلاف لا قدر الله بينهما.

فهما توأمان منذ السبعينيات، ويسودها الود والاحترام، ولن تؤثر هذه القضية على هذه العلاقـة القوية والراسخة، ولن تتغير برغم دخولنا عالم الاحتراف الغريب والعجيب، وما زلنا للأسف نعاني فهماً وقصوراً في الجوانب الإدارية الاحترافية! والله من وراء القصد.

Email