رموز الزمن الجميل

ت + ت - الحجم الطبيعي

Ⅶبشكل شبه يومي، أوجد في مقر جمعية الإعلام الرياضي، بمقرها في مركز إعداد القادة بدبي، الذي نراه اليوم يرتدي حلة من النشاط والحيوية، من قبل مديره الجديد عبد الرحمن بني ياس، والذي يستعد حالياً للحصول على شهادة الدكتوراه من تونس الخضراء، فمنذ معرفتي به، وأنا أشعر أن لديه شيئاً ما في عقليته وفكره، فالشباب وجيل اليوم، هم الأمل والمستقبل، والذين نعتز بوجودهم، شريط عدم الاندفاع الزائد عن حده، والانفعال دون فكر، والتعقل والتعامل بحكمة، حتى لا يتعرضوا، لا قدر الله، لمشاكل في بداية مشوارهم وحياتهم، في كل المجالات الحياتية، وأتحدث من واقع تجربة عشتها، وبالأخص في الجانب الإعلامي.

ومن هنا أكتب، فالمكان الذي يوجد فيه مركز إعداد القادة، يذكرني بأيام زمان، وبفترة جميلة، صعب أن أنساها بسهولة، حيث كان المقر الحالي، مقر المسرح القومي للشباب، والذي منه انطلقنا عبر تمثيل الدولة في المهرجانات الثقافية، فقد كنت في بداياتي المهنية، في أواخر السبعينيات، قريباً من المسرح «أبو الفنون»، الذي تعلمنا منه أهمية الحب والتضحية والاحترام المتبادل، ومن هذا المكان، انطلقت، وفتحت عيني على الصحافة، من خلال كوني مندوباً رياضياً صغيراً، أبدأ جولة الرزق الصحافي، من مقر بيوت الشباب الحالي بالقصيص.

حيث كان مقراً لعدد من الاتحادات الرياضية، ومروراً بالمسرح، نتوقف عنده «ترانزيت»، ومن ثم المواصلة مشياً على الأقدام إلى النادي الأهلي، أكبر مصدر خبري لنا، ومنه تكون الحصيلة الوافرة من الأخبار، قبل أن نستقل «التاكسي» إلى مقر الجريدة، في بداية عملي في شارع العروبة بالشارقة، مقر صحيفة الوحدة، بعدها انتقلت إلى دبي في بناية زعبيل، وبعد سنوات، انتقلت للعمل في جريدة الاتحاد في منطقة البراحة، مقابل مصلى العيد.

Ⅶولا أنسى رموز الرياضة في ذلك الزمن الجميل، بما فيهم من نماذج مشرفة في كافة المجالات الرياضية، وكانوا قادة حقيقيين، لا يطمحون في حياتهم من العمل العام، سوى ما يرضي الله عز وجل، وخلال تلك الفترة الزمنية، لم نرَ ما نراه الآن من صراعات من أجل المصالح الشخصية أو الكرسي أو المنصب!،

لقد تذكرت أيامنا الحلوة عند وجودي في ملتقى قدامي الرموز الرياضية، داخل مبنى السعادة بالنادي الأهلي، وسمعت حديثهم عن عدد من النجوم القدامى، الذين رحلوا عن عالمنا، وما قدمه هؤلاء من عطاء وإنجازات غير مسبوقة، ومن تلك النماذج، ممن رحلوا عنا، الكابتن شحته، والمعلق عبد المنعم رضوان، حيث كان صوته الحافز الكبير للاعبين في بدايات دورينا.

كما يقول قاسم سلطان وأحمد عيسى، وليتنا نتعلم منهم ما صنعوه وما قدموه لصالح الوطن، والذكريات مع رجل مخضرم، مثل قاسم سلطان رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي السابق، الذي يحكي لنا بعضاً من مواقفه وتجاربه، ويشير دائماً إلى الدور الذي لعبه المرحوم حميد الطاير في الرياضة، والذي كان يلقب آنذاك بـ «والد الجامعيين»، وتلك قصة سنتناولها في حينها، حيث ساهم في نشر وتطور الرياضة، وما وصلت إليه الآن.. والله من وراء القصد.

Email