عندما تسقط الرياضة!

ت + ت - الحجم الطبيعي

Ⅶتشهد الساحة الرياضية هذه الأيام، عدداً من الأحداث والمناسبات، يسعى فيها القائمون والمشرفون على هذه الهيئات الرياضية أولاً للتنافس فيما بينها، أمام الرأي العام، كما يحدث اليوم من تنافس شريف على كرسي الرئاسة لاتحاد الدراجات، فالرياضة لها بريقها، فيمن ينظم الأحداث أكثر ومن يستطيع أن يخطف الأضواء الإعلامية، بشكل أكبر، والشيء الآخر هو السعي على فرض النفس على الساحة، وبالطبع فإن هذا الحراك يخلق أجواءً تنافسية.

وهذا أمر جيد نشجعه في المجال الرياضي، حيث يخدم ويسهم في تحقيق النقلة المطلوبة لرياضتنا، ولكن مشكلتنا الأزلية ما زالت إدارية، كما نراها اليوم، فماذا يحدث لو توحدت الجهود بين مجالسنا وهيئاتنا وعقولنا؟ ومعها ستعم الفائدة، بدلاً من أن يعطي كلُ ظهره للآخر، وفي النهاية الضحية هي رياضتنا!

Ⅶإن المناسبات الرياضية، تبين مدى الاهتمام المتزايد، الذي يوليه قادتنا بأهمية دور الرياضة كمفهوم حديث، يستحوذ على الرعاية والعناية، بعد أن أصبحت الرياضة لها ثقلها، لما تحظى به من اهتمام بالغ بأصحاب الميداليات التي يحققها أبناء الوطن في المحافل الدولية والقارية، كما حصل مع وفد المعاقين، بعد عودتهم المظفرة من أولمبياد ريو دي جانيرو، حيث لم تتوقف الاستقبالات والإشادة بنتائج المنتخب، لأنهم حققوا الإنجازات التي أسعدت القيادة والشعب وكانت الفرحة فرحتين.

Ⅶلم تعد ممارسة الرياضة، لمجرد التسلية فقط، وإنما الهدف أكبر مما نتوقعه، فالعديد من الدول تحرص على المشاركة، في أي حدث رياضي، يقام على أراضينا، كما هو الحاصل في بطولة آسيا للسنوكر بالفجيرة، وغيرها، وهذا بحد ذاته مكسب له أبعاده المتعددة، سواء في الجانب السياحي أو الاقتصادي أو الرياضي، ولهذا نجد الاهتمام من أعلى المستويات.

حيث يتواصل المسؤولون ويتابعون المناسبات ويقفون على الحدث أولاً بأول، مما يساعد على نجاح جميع الأحداث التي أقيمت على أرض الوطن، لأن مثل هذه الفعاليات، تزيد من مكانة الرياضة الإماراتية، التي تحاول أن تشق طريقها بأسلوبها بين الدول الراعية والمهتمة بالجانب الرياضي والشبابي.

Ⅶتلقينا دعوة من الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة لحضور مؤتمر صحافي يتناول فيه الأمين العام للهيئة، الحيثيات التي شهدتها الساحة في اليومين الماضيين بين الهيئة الجهة الرسمية المشرفة واتحاد السباحة والتي أثارت جدلاً بين الجهتين، وكان مقرراً لهذا المؤتمر أن يعقد اليوم قبل أن يتم تأجيله، برغم إيماننا بأهمية الحوار بين مؤسساتنا، فالخلاف لا يفسد للود قضية، في معطيات الرياضة دون الخروج عنها، وما نتج من تداعيات خطيرة، وصلت إلى التهديد برفع قضية على الهيئة، وكل ما نتمناه أن نفتح صفحة جديدة، وندعو إلى الحكمة والهدوء.

كما تعودت ساحتنا، لأننا نعرف قياداتنا، فهم ليسوا منفعلين وليسوا متهورين، يعرفون ماذا يقولون، وبماذا يتصرفون، فالرياضة بحاجة ماسة، بأن نضع الرجل المناسب في المكان المناسب، لأننا بحاجة للفعل والعمل وليس للقول والكسل، ولا نريد أن تتسبب الرياضة في خلق عداوات وصراعات، نحن في غنى عنها، لم يسبق أن دخلنا في هذا المطب لرياضتنا، لو فتحناه لن يغلق.

وسنكون مثل غيرنا لا قدر الله! وأتمنى لهذا اللقاء والمؤتمر الصحافي المزمع أن يعقد في الأيام المقبلة، أن يكون «فاتحة خير»، وبداية لمرحلة جديدة، خاصة أن اتحاد السباحة، سيعقد جمعيته العمومية يوم 1 نوفمبر المقبل، ولننسى خلافاتنا، ونفكر في المستقبل، وأن يجمعنا المنطق في الحوار، بعيداً عن الأزمات، فمن له حق يأخذه، وفق القوانين واللوائح، والمخطئ يحاسب حتى لا يتكرر خطأه، فلا نريد لرياضتنا أن تسقط.. والله من وراء القصد.

Email