كانت أيام

أحمد بو حسين أمين عام الرياضة و«الجامعة» 30-24

ت + ت - الحجم الطبيعي

نتواصل للعام السادس، ونتناول هذه المرة عملاً توثيقياً آخر محوره الصورة، فهي تعني الكثير، فلكل إنسان ذكرياته التي تبقى عالقة بالأذهان على مر السنين، في مواقع مختلفة..

فالصورة هي الحكاية والرواية، لأنها تظل عالقة، تذكرنا بالأيام الحلوة والبسيطة التي نتمناها أن تعود.. »كانت أيام«، تتمثل في الصورة الفوتوغرافية القديمة كذكرى جميلة عاشتها الرياضة الإماراتية، فالصور مختلفة ومتنوعة، تحكي قصة رياضتنا على مدار خمسين سنة مضت..

وننقل لكم عبر الصورة أهم الأحداث والمناسبات التي شهدتها الساحة. وخلال الشهر المبارك، نحاول أن نلقي الضوء عبر حلقات توثيقية تحكي البدايات، فالصورة الرياضية لها قصص مثيرة، واليوم نبدأ بقصة وتاريخ الصورة الرياضية عبر الشخصيات والأحداث التي رافقت مسيرتنا..

فمن لا يحفظ ماضيه لن يحفظه مستقبله. من منطلق هذه القاعدة تولّدت الحاجة إلى تدوين الأحداث وحفظ التواريخ والأسماء، وهذه المواضيع التوثيقية جعلتني على مدى السنوات العشر الأخيرة أبدأ المهمة رافعاً شعار »كي لا يضيع تاريخنا الرياضي«. راجياً أن تنال رضاكم جميعاً.

أحمد عبد الله بوحسين، قيادي رياضي، تعاملت معه من خلال علاقتي باللجنة الأولمبية الوطنية، حيث بدأت العلاقة مع تأسيس اللجنة عام 79 وتولى اللجنة التأسيسية سلطان صقر السويدي، وكانت بعد مرور سنة على بدايتي المهنية فأصبحت العلاقة جزءاً مهماً في حياتي كصحافي، كونه المصدر المهم للمعلومات..

ومنذ فترة ليست بقصيرة تشرفت بالانضمام إلى الأسرة الأولمبية من خلال موقعي كمنسق إعلامي في أكثر من دورة، وهو شرف كبير ووسام أفتخر به، ويتساوى مع الوسام الفضي الذي حصلت عليه من اللجنة الأولمبية في احتفالها عام 92، ومع هذا التوجه أحاول أن أكون عند حسن الظن بقدر الإمكان..

وأن أساهم إعلامياً في نقل الصورة الحقيقية للجهد الكبير الذي تبذله المؤسسة الأهلية منذ أن أشهرت قبل 26 سنة عندما صدر قرار وزاري يوم 19 ديسمبر عام 79 برئاسة السويدي، استناداً لأحكام القانون الوزاري الاتحادي رقم 12 بشأن تنظيم الأندية والجمعيات العاملة في ميدان رعاية الشباب..

وفي أبريل عام 80 صدر قرار وزاري آخر بتشكيل اللجنة التأسيسية من ممثلي الاتحادات الرياضية. وبعد قرار التأسيس اكتملت الهياكل الإدارية الرياضية بوجود الهيئة »الأم« التي ترعى الاتحادات وتشرف عليها.

فالعمل الأولمبي مع بدايات تأسيس اللجان الأولمبية، كان لأحمد بو حسين دوره الواضح والمؤثر فيه، فالرجل خطط وعمل في المؤسستين، المجلس الأعلى للشباب والرياضة أمينا، وظل لفترة طويلة حتى عام 92، حيث ابتعد برغبته ورفض الاستمرار وقد نجح في رفع مستوى العلاقات بين اللجان الأولمبية مع عدد من الدول، منها الشقيقتان البحرين وقطر، حيث تزامنت في تأسيسها مع فترة بدايات السبعينات ومنها انطلقت المسيرة الرياضية، حيث حققت الرياضة في الخليج تطوراً ملموساً.

اللجنة الأولمبية

حرص بوحسين على هدف واحد أن نصل بالرسالة الأولمبية بالصورة التي تليق بتطور رياضتنا فكان له مواقف مشرفة تعكس قوة وفهم وشخصية الرجل في كثير من الأحداث التي شهدتها الرياضة عربياً وقارياً وإقليمياً.

بعد هذه السنوات الطويلة أصبحت للجنة الأولمبية مكانة.. ولعبت دوراً أوسع في العملية الرياضية ولا تكتفي بالإشراف الفني على الدورات المتعارف عليها كالأولمبياد الآسيوي والعربي والعالمي. وأصبحت لها وضعها واستقلاليتها ولها نشاط ملحوظ وواضح في الآونة الأخيرة وأمامها العديد من التطلعات والطموحات.

وبعد هذه السنوات لابد أن نذكر دوراً لقادة العمل الأولمبي، فأحمد بوحسين بدأ مسيرته الرياضية حسب قوله بتولى مهمة ثاني رئيس لمجلس إدارة للنادي الأهلي عام 70 بعد دمج فريقي الوحدة والشباب في دبي، حيث مثل بوحسين والمرحوم غانم غباش الاجتماع التشاوري ممثلاً عن الشباب وناصر بن عبد الله لوتاه ممثلاً عن الوحدة ليشكلا ويتفقا على تشكيل جديد باسم النادي الأهلي..

وتعد مناسبة مهمة نطرحها في ظل احتفالات الأهلي ببطولة الدوري للمرة السابعة، حيث لم يكمل المدة بسبب عدم تواجده بعد ذلك وسفره إلى بغداد لاستكمال دراسته الجامعية في العراق عام 69، وطلب الاعتذار عن عدم إكمال المهمة فقبلها رئيس النادي، والذي وافق وقبل تولي المنصبين بنجاح بعد اعتذار بوحسين، وفي تلك الفترة كان لبوحسين نشاط حيوي مهم، فقد بادر بإقامة سداسيات ناصر لكرة القدم.

تثميناً لدور الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، حيث كانت الأمة مرتبطة به كقائد في تلك المرحلة المهمة، ولهذا نجحت البطولة التي تعتبر من أفكاره التي تبناها، حيث كانت تشارك فرق تمثل كل الإمارات وحققت نجاحاً كبيراً، وفي عام 77 انتقل بوحسين من وزارة التربية والتعليم، حيث كان مديراً لإدارة الثقافة في جامعة الإمارات في مدينة العين وتولى منصب أمين عام الجامعة..

وفي هذه الفترة صدر قرار بتعينه من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عضواً في مجلس الإدارة وأيضاً عضويته في مجلس إدارة نادي العين التي كان يترأسها آنذاك المرحوم محمد سالم الظاهري، وخلال مشواري الصحافي تعرفت عن قرب على هذا الرجل الذي ترأس وفد الإمارات عدة دورات أولمبية متتالية هي سيؤول وبرشلونة وأتلانتا وسيدني..

بالإضافة إلى العديد من المهام الأولمبية ليصبح بعد ذلك أحد أبرز القيادات الرياضية بالدولة، تولى رئاسة اتحاد كرة اليد عام 79 ونائباً لرئيس اللجنة الأولمبية الوطنية لثلاث دورات متتالية مع الشيخ بطي المكتوم، وأميناً عاماً للمجلس الأعلى للشباب والرياضة، تم تكريمه في اجتماعات اللجان الأولمبية الوطنية التي عقدت في مملكة البحرين في مايو 2013، ومع ذلك فالرجل ابتعد عن الرياضة ولكن ظل مرتبطاً بالنادي الأهلي..

حيث يتردد يومياً مع جيله من القدامى فهو محل تقدير دائم من كل الرياضيين، فلا يمكننا أن ننسى دور كل هؤلاء الرجال الذين كانوا مميزين في أعمالهم وهذه أمانة الكلمة وأفعال الرجال، ولابد أن نرجع الحق لأهله.

Email