كانت أيام(20-30)

«من أجل مصر» مهرجان النصر في 86

ت + ت - الحجم الطبيعي

نتواصل للعام السادس، ونتناول هذه المرة عملاً توثيقياً آخر محوره الصورة، فهي تعني الكثير، فلكل إنسان ذكرياته التي تبقى عالقة بالأذهان على مر السنين، في مواقع مختلفة، فالصورة هي الحكاية والرواية، لأنها تظل عالقة، تذكرنا بالأيام الحلوة والبسيطة التي نتمناها أن تعود.. «كانت أيام»، تتمثل في الصورة الفوتوغرافية القديمة كذكرى جميلة عاشتها الرياضة الإماراتية، فالصور مختلفة ومتنوعة، تحكي قصة رياضتنا على مدار خمسين سنة مضت، وننقل لكم عبر الصورة أهم الأحداث والمناسبات التي شهدتها الساحة.

وخلال الشهر المبارك، نحاول أن نلقي الضوء عبر حلقات توثيقية تحكي البدايات، فالصورة الرياضية لها قصص مثيرة، واليوم نبدأ بقصة وتاريخ الصورة الرياضية عبر الشخصيات والأحداث التي رافقت مسيرتنا.. فمن لا يحفظ ماضيه لن يحفظه مستقبله.

من منطلق هذه القاعدة تولّدت الحاجة إلى تدوين الأحداث وحفظ التواريخ والأسماء، وهذه المواضيع التوثيقية جعلتني على مدى السنوات العشر الأخيرة أبدأ المهمة رافعاً شعار «كي لا يضيع تاريخنا الرياضي». راجياً أن تنال رضاكم جميعاً.

من الأمور والمواقف التاريخية التي تسجل للرياضة الإماراتية هي الفكرة والمبادرة الكبيرة بإقامة مهرجان النصر (من أجل مصر) عام 86 وسط ظروف سياسية حادة عاشتها الامة العربية بعد اتفاقية كامب ديفيد الشهيرة حيث قاطعت الدول العربية مصر بسبب موقفها آنذاك ولكن بسبب الرياضة وكرة القدم خاصة كانت مبادرة الإمارات الخيرة وراء استمرار العلاقات الرياضية بين أبنائنا والحبيبة مصر.

حيث شارك منتخب مصر الأولمبي ولعب هنا على ملعب نادي النصر وعزف السلام الوطني المصري برغم انقطاع العلاقات الدبلوماسية، فالرياضة الخليجية المصرية بدأت علاقاتها منذ عشرات السنين، وقد أسهم أبناء مصر الحبيبة سواء المدرسين أو الأطباء وحتى الإعلاميين المصريين في نشر الرياضة والثقافة والعلم من خلال التدريب والتدريس في المدارس الحكومية منذ الأربعينات وزادت هذه البعثات والعلاقات التي أسهمت بدور كبير في عدد من الدول العربية ومنها دول الخليج في عمق علاقاتنا الرياضية التي بدأت في الستينات وبعدها تكررت اللقاءات والزيارات بين الرياضة في البلدين الشقيقين.. ومهرجان النصر من أجل مصر تابعته كمعلق وكصحافي وكنت من العناصر الفاعلة في الحدث وطبعاً هذا التوجه جاء من الشيخ مانع بن خليفة وأرسل مندوبا هو الزميل عبد الله ابراهيم إلى القاهرة لإيجاد مخرج لمشاركة منتخب مصر والحمد لله جاء المنتخب المصري وشارك ونال البطولة وكان المهرجان فأل حسن لعودة العلاقات العربية العربية فكان هذا المهرجان تجسيدا لهذا المعنى.. حيث أقيم المهرجان في 26 يناير 1986 وشارك فيه منتخب شباب مصر الذي لعب مباراة لا تنسى أمام فريق النصر باستاد آل مكتوم، وانتهت بالتعادل (1/‏‏1).. حضر المهرجان التاريخي الدكتور عبدالاحد جمال الدين رئيس المجلس الاعلى للشباب والرياضة آنذاك بجانب القيادة الرياضية الاماراتية وحقق المهرجان دخلا يزيد عن المليوني درهم حيث كانت هناك شهادات تباع لرجال الأعمال بمبلغ 50 الف درهم وذلك لدعم الحملة من أجل الرياضة المصرية، فالجماهير المصرية كانت تتغنى بسمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم والشيخ مانع بن خليفة لدورهما ودعمهما هذه المبادرة.

لقاء تاريخي

شهدت دبي لقاء تاريخيا بين الأهلي القاهري والنصر الاماراتي في اطار استضافتنا الفرق العالمية والعربية من منطلق دعمها للرياضة عامة والكرة على وجه الخصوص، أحببنا الأهلي ونحترم شيخ الاندية العربية الذي تأسس عام 1907 وعرفناه هنا في المنطقة في بداية السبعينات من خلال المتابعة عبر بعض الصحف النادرة والمجلات الرياضية التي اشتهرت في تلك الفترة وكانت مرجعنا الوحيد لمعرفة أخبار الرياضة العربية وبالأخص كرة القدم ونحن في الخليج ارتبطنا بالأهلي المصري ارتباطا وثيقا وتم توقيع توأمة تجمع بين اهلي دبي واهلي مصر نادي القرن في القارة الإفريقية.

وعودة للمباراة التاريخية فقد امتلأت ساحات ملاعب استاد دبي الكبير بآلاف من المواطنين والمشاهدين من أبناء الجاليات الاجنبية وعشاق الكرة من كل حدب وصوب في الدولة وخاصة من مشجعي نادي النصر ومن الجالية المصرية في دبي احتشدوا جميعاً لمشاهدة المباراة الضخمة.

حضر المباراة على المستوى الرسمي والرياضي مندوبون عن اتحادات كرة القدم في الدولة وممثلون من اتحاد كرة القدم العام بالإضافة للوفود الرياضية المرافقة للفريق الضيف كما حضر مندوبون عن الصحافة المحلية والأجنبية، فقد حضرها أبرز المعلقين والنقاد الرياضيين العرب ليغطوا أحداث ذلك اللقاء التاريخي الكبير وفي مقدمتهم الراحلان عبدالمجيد نعمان رئيس القسم الرياضي بصحيفة أخبار اليوم، ونجيب المستكاوي رئيس القسم الرياضي بصحيفة الأهرام القاهرية، وقد نشرا تعليقاتهما المشتركة على احداث المباراة في جريدة الاتحاد الإماراتية.

ونقلت هذه المباراة مباشرة عبر الاثير من اذاعة دبي وكان طاقم التحكيم يتكون من وسيم قطينة يساعده كل من عبدالله الساي ومحمد شركس كمراقبي خطوط. وقد ارتدى فريق الأهلي بدلته الرسمية المشهورة المكونة من الفانلة والجوارب الحمراء والشورت الأبيض، أما فريق النصر فقد ارتدى بدلته الملونة بكاملها بالبنفسجي.

وجاءت المباراة حدثاً استثنائياً نتيجة الجهود التي بذلها مدرب واداريو النصر لترتيب مثل هذه المباراة الضخمة لإجرائها في دبي مع فريق عربي قوي بمناسبة عيد الاضحى المبارك، وكان قد تم الاتفاق مع فريق الاهلي القاهري الذي لعب مع الفرق القطرية مباراتين، الاولى فاز فيها على نادي السد، بطل الدوري في قطر 7-2 والثانية فاز فيها كذلك على المنتخب القطري 3- صفر.

وفي تقرير نشرته اخبار دبي ذكرت بان النصر لعب بخطة 4-3-3.

وجاء هدف المباراة الوحيد في أولى دقائق الشوط الثاني من المباراة وعلى إثر هجمة قوية ومركزة من النصر على مرمى الأهلي، وصلت الكرة لمنطقة الجزاء بتمريرة من اللاعب عوض مبارك لزميله اللاعب سهيل سالم المستعان به من اهلي دبي وحاول مدافع الاهلي المصري عبد السميع التصدي لها بوثبة سريعة فاقتها سرعة اللاعب سهيل الذي أفاده طول قامته ليرسل الكرة للخلف لشقيقه اللاعب د. حمدون الذي اتبعها بقذيفة بيمناه داخل القائم الأيمن مرتفعة.

Email