نادي النجاح.. قصة الدمج واللقب المُلغى- 30-17

ت + ت - الحجم الطبيعي

نتواصل للعام السادس، ونتناول هذه المرة عملاً توثيقياً آخر محوره الصورة، فهي تعني الكثير، فلكل إنسان ذكرياته التي تبقى عالقة بالأذهان على مر السنين، في مواقع مختلفة.

فالصورة هي الحكاية والرواية، لأنها تظل عالقة، تذكرنا بالأيام الحلوة والبسيطة التي نتمناها أن تعود.. »كانت أيام«، تتمثل في الصورة الفوتوغرافية القديمة كذكرى جميلة عاشتها الرياضة الإماراتية، فالصور مختلفة ومتنوعة، تحكي قصة رياضتنا على مدار خمسين سنة مضت، وننقل لكم عبر الصورة أهم الأحداث والمناسبات التي شهدتها الساحة.

وخلال الشهر المبارك، نحاول أن نلقي الضوء عبر حلقات توثيقية تحكي البدايات، فالصورة الرياضية لها قصص مثيرة، واليوم نبدأ بقصة وتاريخ الصورة الرياضية عبر الشخصيات والأحداث التي رافقت مسيرتنا.. فمن لا يحفظ ماضيه لن يحفظه مستقبله.

من منطلق هذه القاعدة تولّدت الحاجة إلى تدوين الأحداث وحفظ التواريخ والأسماء، وهذه المواضيع التوثيقية جعلتني على مدى السنوات العشر الأخيرة أبدأ المهمة رافعاً شعار »كي لا يضيع تاريخنا الرياضي«. راجياً أن تنال رضاكم جميعاً.

نادي النجاح هو أحد الأندية الكبيرة في إمارة دبي، يقع في منطقة ديرة، تأسس سنة 1965 وكان نشاطه مقتصراً في ذلك الوقت على كرة القدم، ولكن بفضل أعضائه والمنتسبين إليه قامت به عدة نشاطات أخرى منها تنس الطاولة، كما أنشأوا مكتبة ثقافية.

وقد استطاع النادي أن يحقق عدة انتصارات باهرة منذ تأسيسه، وضم النادي مجموعة ممتازة من لاعبي كرة القدم الذين يعتبرون من أعمدة منتخب دبي، فيلعب في حراسة المرمى يوسف حارس ويمتاز باليقظة والطول المناسب لحراسة المرمى وقد ساعده ذلك على التقاط وصد الكرات الخطرة.

أما خط الدفاع في فريق النجاح فضم مجموعة من اللاعبين الممتازين إذ لعب به مظفر الحاج، قلب الدفاع وكابتن الفريق ورأسه المدبر يجيد التغطية المحكمة ويتحلى بأخلاق عالية.

- مسعود عبيد، دفاع متقدم ولاعب قدير وهو صمام الأمان والسد المنيع للنجاح، لياقته عالية.

- جمعة المطروشي ظهير أيمن يحسن مراقبة الخصم، لعبه رجولي ولكنه يميل إلى الخشونة وهو صلب يدافع بكل إخلاص وجهد.

- حسين أبو علي، ظهير أيسر جسمه يساعده على تحطيم الهجمات، لياقته البدنية ممتازة، وأخلاقه عالية كما يلعب في خط الوسط كل من: عبدالرحيم عبدالفتاح، عقل الفريق الإلكتروني يمتاز بتمريراته المحكمة وحسن التوزيع والتنقل بين المراكز.

- عبدالله الحساوي، متفاهم مع عبدالرحيم عبدالفتاح إلى أبعد الحدود، تصرفه حكيم وتوزيعه سليم يجيد المراوغة ومستواه عالٍ.

ويلعب في خط الهجوم كل من: محمد البنا، جناح أيسر يمتاز بقوة التسديد بيسراه الصاروخية، منسجم مع خط الهجوم، عيبه الوحيد أنه بطيء، إسماعيل محمد، جناح أيمن الفريق صاحب رفعات جميلة، عيبه التسرع.

الملازم محمد حسين سنكل، رأس الحربة لاعب جريء وسريع يمتاز باقتناص الكرة، خليفة دسمال، لاعب ممتاز ذو أرجل ذهبية له قذائف مسددة نحو المرمى نادراً ما يستطيع الحارس إمساكها، ويلعب للفريق كاحتياطي لاعبين لا يقل مستواهم عمن ذكروا من قبل.

تأسس نادي النجاح، عام 1965، وهو نواة لفريق الترسانة، ولعب له خميس سعيد وعبدالله الحساوي ومجموعة من الإخوة. ومن الأسماء التي لعبت في النجاح: عبدالرحيم عبدالفتاح، ياسين ميرزا، عبدالباقي، محمد حسين علي، عبدالله خليل، يوسف ناصر، سلطان الجوكر، وخليفة بن دسمال، وسعيد اليتيم.

تم الترتيب لقيام أول دوري في دبي وفاز به نادي النجاح، وهو دوري الدرجة الثانية، وعلى إثر هذا الفوز من الطبيعي أن يصعد النجاح إلى أندية الدرجة الأولى.

لكن للأسف لم يتم الاعتراف بهذا الدوري، بسبب أن أحد اللاعبين قام بسبّ (شتم) رئيس الاتحاد في ذلك الوقت كمال حمزة، وبالتالي ألغي الدوري ونتائجه، وأيضاً تم إلغاء اتحاد الكرة.

وهنا يقول مظفر الحاج أحد لاعبي النجاح لابد أن نذكر حادثة وقعت في أواخر الستينيات، هي أنني ذهبت للمغفور له الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، عرضت عليه مشكلة نادي النجاح، وقلت له (هذا هو الواقع، ونحن من غير إمكانيات لا يمكننا الاستمرار)، فابتسم رحمة الله عليه وقال لي: (فالك طيب) ثم أردف قائلاً (انتظر شوي) ثم حملني بكتاب موجه إلى الأخ ناصر بن عبدالله بن لوتاه.

بعد ذلك، الشيء الوحيد الذي كنت أفكر فيه أن هذا الكتاب موجه للأخ ناصر، وأن الدعم سيتوفر لنا، خاصة أن الكتاب موجه لشخص معروف عنه دعمه للرياضة والرياضيين. ومن شدة فرحتي، وكنت أقود موتورسايكل، فبدلاً من أعود بالطريق المسفلت، قلت أقوم باختصار الطريق والسير على طرق غير مُعبدة، عن طريق (الحدب)، وحدث أن تدهور الموتورسايكل، وأصبت، وبالرغم من الإصابة فقد كنت حريصاً على إيصال الرسالة، والحمد لله أوصلتها.

بعد أن اطلع ناصر عبدالله على محتوى الكتاب، وعلم بالمحتويات، فالتوجيه كان واضحاً من المغفور له الشيخ مكتوم بأنه من الأفضل أن يتم دمج نادي النجاح إلى نادٍ أكبر لتوفير الإمكانيات والاستفادة من الطاقات البشرية. وأنا أعتبر أن فكرة الدمج لها ما يبررها من أسباب.

وقام عبدالرحيم عبدالفتاح كابتن الفريق بالإشراف على التدريب.

رياضيو أيام زمان كانوا على درجة عالية من الوعي، وتسلحوا بالعلم، وأعزو هذا الأمر لأن الإمكانيات المادية التي توفرها الأندية للاعبي اليوم، لم تكن متوفرة في أيامنا. كنا ونحن طلابا نوفر سبل المعيشة لأنفسنا، وفي الوقت نفسه نلعب الكرة، لذلك كان لابد من التسلح بالعلم والخبرة والثقافة.

وبقرار من وزارة الشباب والرياضة تم دمج نادي النجاح مع النادي الأهلي تحت اسم النادي الأهلي. وقد شكلت إدارة جديدة للنادي الجديد الذي اتخذ له نفس اسم النادي الأهلي القديم واستبدل بشعار نادي النجاح السابق مع تغيير في لباس اللاعبين بحيث استبدلت الشورت والجوارب باللون الأبيض بدلاً من اللون الأحمر الذي كان لفريق الأهلي.

أما الإدارة الجديدة للنادي الأهلي الجديد فكانت برئاسة ناصر عبدالله حسين، وأحمد كلنتر نائب الرئيس وعضوية كل من عبدالله الأنصاري وجمعة غريب وسلطان صقر وسلطان لوتاه وإسماعيل القرقاوي وعلي خماس وكاظم عبدالفتاح أميناً للصندوق.

والجدير بالذكر أن ناديي الأهلي والنجاح من الأندية العريقة في مضمار الكرة في دبي، وحصلا على المراكز الأولى في عدة دورات رياضية في الدولة، وقد كان نادي النجاح آنذاك من الأندية القوية.

ترأس نادي النجاح أحمد كلنتر ونائبه علي خماس، وضم أيضاً في البدايات مطر المري، والذي انتقل بعده إلى نادي دبي الذي اندمج مع النادي العربي وأصبح الشباب الحالي، وقام بتدريب الفريق محمد المنزلاوي وهو مصري الجنسية، وفي فترة أخرى دربه أيضاً جمعة غريب.

Email