من يلعب بالمال ؟!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

تظل كرة القدم، هي اللعبة الأكثر اهتماماً واستحواذاً، من بقية الأنشطة والرياضات المختلفة الأخرى، تبقى قوية بجماهيريتها وشعبيتها، فما تصرفه الدول يفوق العشرات من الأضعاف التي تصرف على الرياضات الأخرى، لهذا نجد أن أخبار الكرة مسيطرة على رجال الصحافة والإعلام محلياً وعربياً ودولياً، نظراً لمكانتها وأهميتها بين شعوب العالم، وما نصرفه نحن في الإمارات يصل حسب ما ذكر، مليار درهم سنوياً، على الرغم من عدم وجود إحصائية دقيقة في هذا المجال الحيوي المهم، إلا أن التكهنات، تشير إلى أن الرقم، ربما يقترب إلى ما ذكرناه أو أقل أو أكثر مما نتوقعه..

فالصرف وحده على الكرة، يكلف خزائن الأندية وموازنات جهات الدعم المحلية والاتحادية، الكثير من خلال التعاقدات مع اللاعبين الأجانب، حيث لا يستقر ناد واحد على لاعبين فقط طوال الموسم، ناهيك عن الامتيازات التي يحصل عليها هؤلاء المحترفون، وينتظر أن يعلن اتحاد الكرة الجديد، عن تشكيل وفده الذي سيشارك في الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم، التي ستقام بالمكسيك يومي 13،12 مايو الحالي، لمناقشة »كونغرس الفيفا«، في الكثير من الموضوعات المهمة، يأتي في مقدمتها، رفع الإيقاف عن اتحادي الكويت وإندونيسيا..

لأنه في حالة رفع الإيقاف، سيتمكن الاتحاد الكويتي من تنظيم خليجي 23 في ديسمبر من العام الحالي، أما في حالة استمرار الإيقاف، فإن البطولة ستنقل إلى قطر في ديسمبر من العام المقبل، وأعتقد أنها في طريقها إلى الدوحة، بعد التطورات الجديدة التي تمر بها الأزمة الرياضية الكويتية، التي دخلت نفقاً مظلماً آخر، بتحويل عدد من القيادات الرياضية إلى النيابة العامة !!

نحن لانريد أن ندخل في قضايا تفصيلية مالية، لأننا لن نصل إلى نهاية أو حل، فالموضوع كبير ومهم وبحاجة إلى أناس متخصصين، ولا تستغربوا، وأنصح من يهمه الأمر، أن نتعامل مع هذا الملف، بشكل احترافي علمي دقيق، فالأندية عانت ومازالت تعاني الكثير من أزماتها المالية، ومعظمها مديونة للبنوك، وخوفاً من المستقبل، بأن ،لا قدر الله، تغلق الأندية أبوابها، إذا لم نتعامل مع الملف المالي، بمنتهى الحذر والشفافية، لكننا أصبحنا محترفين بالكلام والأموال.

والآن اتحاد الكرة الجديد، وعد الأندية المنسحبة من الهواة، بعودتها مرة أخرى للساحة التنافسية، وهذا أمر طيب يسجل للتفكير الصائب، وأن نرى أبناءنا جميعهم يمارسون هواياتهم، ونستفيد من قدراتهم، بدلاً من أن نصرف على اللاعبين الأجانب نصف موازنات الأندية.

أنصح اتحاد الكرة الجديد، بقيادة المهندس مروان بن غليطة، تقليل أو منع اللاعب الأجنبي في أندية الدرجة الأولى، والاستفادة من هذه الأموال التي سيقدمها الاتحاد للأندية، وتصرف على المواطنين فقط، لخلق لاعبين يمكنهم أن يساهموا في تقديم أسماء وعناصر جيدة، تخدم المصلحة العامة للكرة الإماراتية، بعيداً عن المصلحة الخاصة، والتي لن تنفع سوى الفوز بالبطولات، ونحن يهمنا بالمقام الأول، أن نوفر فلوسنا لأولادنا، فالمنظمات الدولية..

كالاتحاد الأوروبي مثلاً، بدأ منذ فترة، منع الأندية من الإنفاق أكثر من قدرتها، ومن الركائز الأساسية في قاعدة اللعب المالي النظيف، أن لا تخسر الأندية أكثر، مع وجود استثناءات لبعض أشكال الإنفاق، وتواجه الأندية التي تخالف قاعدة اللعب المالي النظيف، باحتمال معاقبتها وحرمانها من المشاركة في دوري أبطال أوروبا، إضافة إلى إمكانية تجريدها من الألقاب التي حصلت عليها خلال فترة المخالفة، هل فكرنا وقيمنا أمرنا، أم نحن شطار في الوعود!! ..والله من وراء القصد.

Email