اجتماع إيجابي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعتبر لقاء قطر واجتماع قادة الكرة الخليجية، هو الأفضل من نوعه حتى الآن في تاريخ أم الدورات الكروية بالمنطقة، بعد أن دخلنا عصر الاحتراف والنوعية في التعامل مع الأحداث، وفق التطورات والتغييرات التي طرأت على اللعبة إقليمياً. بعد اجتماع رؤساء الاتحادات الخليجية والعراق واليمن في الدوحة، اعتمد رؤساء الاتحادات النظام الأساسي للاتحاد الخليجي لكرة القدم، الذي سيكون مقره الدوحة، على أن تعقد الجمعية العمومية للاتحاد الخليجي اجتماعها الأول في 21 مايو المقبل بالدوحة لإشهاره رسمياً وانتخاب الرئيس، والمهم أنه سيكون المسؤول عن تنظيم كأس الخليج وبطولتي الأندية لأبطال الدوري وأبطال الكؤوس، وستكون استضافة الدول لكأس الخليج بنظام الملفات حسب الدور بعد «خليجي 24» في الإمارات.

والأجمل موافقة المؤتمر العام لرؤساء الاتحادات، على منح الأشقاء في الكويت فرصة جديدة لاستضافة كأس الخليج منتصف ديسمبر المقبل، والأهم أيضاً أنهم ناقشوا رغبة ممثلي المنتخبات الأربعة المشاركة في التصفيات الحاسمة لمونديال 2018، بإشراك الصف الثاني إذا أقيم خليجي 23 بدار (بوناصر)، بسبب ارتباط وتركيز هذه المنتخبات، التي نتمنى لها التوفيق والتأهل؛ وهي الإمارات وقطر والعراق والسعودية، وهذا قرار منطقي؛ المهم أن تقام البطولة في الكويت ونعيد الحياة إلى ملاعبها.

فلم تعد دورات الخليج مجرد احتفالات شعبية ومهرجانات نحتفل فيها؛ فالوضع تغير اليوم، وهذا ما أسفر عنه لقاء الخير في الدوحة، حيث استعرضوا بمناقشات جادة وليس كبقية الاجتماعات السابقة، ومن أبرزها إقامة البطولة بالملف القوي وليس بالدور كما كان، وهذا هو عين العقل، وحتى توافق الفيفا علينا بأن نكون جديرين لمثل هذه المواقف، فالاجتماع كان مثمراً، وفي حياة كل الشعوب على مر الزمان نشاطات رياضية تختلف باختلاف العصر والزمان والبشر؛ ودول الخليج وشعوبها مروا بهذه الظروف والتطورات..

فلا يعرف بالتحديد متى عرفنا الرياضة، ولكن يقال إننا في مرحلة العشرينيات عرفنا لعبة كرة القدم، بسبب ظروف الحياة المعيشية لشعوبنا قبل ظهور النفط. وعلينا ألا نغفل حقيقة هامة، هناك دورة تحظى بسمعة تستحق الالتفاف حولها، وما يميزها عن غيرها بأنها علاقة حب بين القادة والشعوب، وعلاقات لم تكن لتحدث مع قادة كرة القدم بدول الخليج، مما أدى لوجود صلة وترابط قوي، يعزز من مكانتها، فدورة الخليج رمز، علينا أن نبقيها ونطورها، وجاءت هذه اللحظة التاريخية بقرارات جوهرية تخدم اللعبة.

وهنا لا بد أن أشيد بموقف اتحاد الكرة مع الصحافة، عندما خاطبت جمعية الإعلام الرياضي وقمنا بالتنسيق مع الزملاء الذين قدروا المناسبة، وأوفدوا مندوبيهم فتألقوا في الأراضي القطرية، وتم ترشيح الوفد الصحافي لمرافقة وفد اتحاد الكرة، فقد رأينا تغطية حية للحدث، وهذا أيضاً نجاح آخر يسجل للعمل المؤسسي المشترك، وهنا وبعيداً عن اجتماعات الدوحة، أطالب المرشحين لانتخابات اتحاد الكرة غداً بضرورة التحلي برفع شعار الجماعية، وأن نترك الأنانية وندع كلمة أنا وأنا، فقد لفت انتباهي في الآونة الأخيرة هذه النغمة التي ترددت كثيراً من البعض، يتحدث بالفردية، وهذا فشل في التعامل مع الأحداث. والله من وراء القصد

Email