«شيّبتني الصحافة»!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمر الساعات والأيام والشهور والسنون، ونعيش عمرنا الذي قسمه الله لنا، ونمر بأحداث متباينة المشاعر، عبر تلك الحقبة الزمنية التي عشناها، واليوم أسترجع هذا العمر، أطال الله في أعماركم جميعاً، وقيمته بالنسبة لـ «العبد لله»، فاليوم يصادف أول يوم أدخل فيه مؤسسة البيان للصحافة والنشر قبل 26 عاماً، وانتقالي إليها من جريدة الاتحاد، وبعد 48 ساعة.

وتحديداً في العاشر من فبراير، كان عيد ميلادي البياني، لأنها نقلتني من مؤسسة صحافية عريقة، وهي الاتحاد، التي عملت فيها ما يقارب العشر سنوات بأبوظبي، ثم انتقلت إلى داري وبيتي، وأكتب في نفس المكان بالملحق الرياضي.

وفي المكتب الذي ارتبطت به أغلب فترات عمري الصحافية، ويا لها من لحظة جميلة، أن تعيش داخل هذا الكيان الإعلامي، كانت وما زالت لحظات من الصعب أن أصفها، فالانتقال من مؤسسة إلى أخرى، قصة لن أستطيع تناولها بالتفصيل في هذه الزاوية، ربما أتناولها في شكل إصدار توثيقي، أتطرق فيه إلى كثير من المواقف التي واجهتني.

وارتبطت معي، بعد هذه الفترة الطويلة في مهنة البحث عن المتاعب، والتوثيق أصبح جزءاً مهماً في مسيرتي، فقبل الانتقال إلى المؤسسة (الأم) البيان، كانت هناك (حدوتة)، لا يعرفها الكثيرون، بسبب بعض الأحداث الكروية التي شهدتها الساحة في أواخر الثمانينيات، فقد احتضنتني البيان يوم 8 فبراير من عام 90، وقبل دخولي مبنى المؤسسة، حدثت لي قصة جميلة.

حيث ذهبت للشيخ حشر آل مكتوم رئيس التحرير المسؤول آنذاك، للتعرف إليه عن قرب، وكان يعرف توجهاتي المهنية في هذا الوقت، وكانت الجريدة تدار عبر قياديين كبيرين، هما رئيس التحرير المسؤول الأول، الشيخ حشر، والثاني الأستاذ خالد محمد أحمد رئيس التحرير التنفيذي، الله يذكرهما بالخير.

وبالفعل، وبعد الانتهاء من جلستي مع الشيخ حشر، وتلقيت خلالها الكثير من النصائح من (بو محمد)، على مدى ساعة كاملة، شهدت تلك الفترة الزمنية، بعض الاتصالات والمشاورات، انتهت على خير لصالحي، فتشرفت وانضمت إلى أسرة التحرير.

حيث توليت في البداية، الإشراف على عدة أقسام تحريرية، لفترة أربعة أسابيع، بجانب الرياضة، والأخيرة التي أعتز بها منذ ذلك التاريخ الطويل، وسعادتي لا توصف في بيتي الثاني، فالبيان هي بيان الحب، والصحافة الرياضية لها مكانة خاصة في قلبي، أحبها كثيراً، وأسعد أيضاً باهتمام الدول والمؤسسات بأهمية دور الصحافة الرياضية في دعم مسيرة الرياضة الإماراتية.

وأستميحكم، بأن أتذكر الأيام الحلوة، وأستعيد فرحتي اليوم في عيد ميلادي الصحافي، فهي تعني الكثير لي، فالمصادفة الجميلة التي تصادف اليوم، تتمثل في افتتاح أعمال المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي للصحافة الرياضية في الدوحة أمس، والتي تمثل حدثاً جميلاً في تاريخ ارتباطي بالصحافة الرياضية، التي أصبحت جزءاً هاماً وتوثيقاً مهنياً، ولا يستطيع أحد أن ينكر الدور التي تلعبه الصحافة الرياضية المتخصصة في نقل الصورة المشرفة للإعلام الرياضي.

ونحن جميعاً نعمل في خندق واحد، هدفنا مصلحة شباب الوطن، والارتقاء بالعمل الإعلامي الرياضي، الذي أصبح القطار الذي يقود المؤسسات الصحافية، وفي الختام، أفتخر أن أكتب في هذه المساحة، وهي محل فخر لي، وأن أظهر على صفحات «البيان الرياضي» العزيزة على قلوب كل قارئ.

فالرياضة أكثر تأثيراً في المجتمع، واليوم، بعد هذه السنين التي قضيت فيها أكثر من نصف عمري، أسعى جاهداً أن أكون عند حسن ظنكم، فالصحافة عشقي وحبي وطفولتي وشبابي، وكبرت معها لمدة 36 عاماً، حقاً «شيبتني الصحافة»..

والله من وراء القصد.

Email