أستراليا عروس آسيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

ֺ اختتمت النسخة السادسة عشر من نهائيات كأس الأمم الآسيوية، أول من أمس، بفوز المنتخب الأسترالي صاحب الأرض على نظيره الكوري الجنوبي 1/2 في الوقت الإضافي، ليتوج «الكانغارو» بطلاً لأول مرة، ويتوج جهوده ونفقات بلاده مقابل التنظيم المثالي، بل ونجح في فك «عقدة» عدم حصوله على اللقب، في ثالث مشاركة له، وكسب الرهان ونال مبتغاه.

وبدأت تظهر وتتعالى الأصوات مجدداً باستبعاده من منافسات القارة، وعودته لسابق عهده في منطقة أوقيانوسيا، بسبب أنه منذ انضمامه للساحة الآسيوية الكروية، حرم منتخباتنا من المنطقتين الخليجية والعربية في حجز مقعد من مقاعد القارة المؤهلة إلى كأس العالم، هو ما أصبح حكراً عليه، وهناك من يرى أن وجوده مكسب فني للارتقاء بالمستوى الفني، وبالتالي، نختلف دون أن نصل لحل، لأننا شطار في «الحكي»!! ومع ختام الحدث القاري نعود لمنتخبنا الذي يهمنا.

وتم استقباله أمس خير استقبال، تثميناً لما قدمه، وعبر الجميع أول مرة بصوت واحد «شكراً منتخبنا الوطني»، بعد المشاركة الناجحة بحصوله على المركز الثالث والميدالية البرونزية على حساب شقيقه المنتخب العراقي بطل نسخه 2007، وقد كان المنتخب عند حسن ظن الجميع، وعلينا جميعاً أن نشد على أيدي اللاعبين، فقد أثبت الأبيض نفسه على خريطة الكرة الآسيوية، بتفوقه الفني والمهاري، رغم أنه حل ثالثاً، وهو ثاني أفضل إنجاز تحققه الكرة الإماراتية قارياً، بعد عام 96 عندما نظمنا الحدث لأول مرة، ونتطلع للاستضافة الثانية عام 2019، بمشاركة 24 منتخباً للمرة الأولى، بعد أن أبدى اتحاد الكرة استعداده الكامل لاحتضان النسخة 17، خاصة أنه يجد دعماً قوياً من قبل الجهات العليا.

ֺ نعم، شكراً للأبيض، الذي خطف نجومه الحب والإعجاب من قبل الجماهير في أستراليا وخارجها، وكانت النجومية جلية في الظاهرة «عموري»، وعاشق الشباك علي مبخوت هداف أكبر قارات العالم، فكانت كتيبة المدرب الوطني المهندس مهدي علي رائعة، وأثلجت صدورنا، وكانوا رجالاً، حافظوا على مستواهم الثابت، باستثناء مباراة قبل النهائي أمام البلد المنظم، التي كسبها الأستراليون بفارق اللياقة البدنية، بعد الجهد الكبير من لاعبينا في موقعة اليابان التي تأهلنا منها بركلات الترجيح على حساب حامل اللقب.

وقد كشفت البطولة عن مدى حاجة المنتخب إلى تحضير من نوع آخر، حتى نصل للمستوى الذي يؤهلنا إلى مونديال روسيا 2018، فالمجموعة الحالية متجانسة، ووصلت إلى حالة من الوعي والنضج الكروي، لأنهم مرتبطون ببعضهم البعض منذ فترة طويلة، ويتبقى فقط أن نحافظ على هذا الكيان ونطوره أكثر وأكثر، من أجل الوصول إلى قمة الهرم الكروي في العالم، وهو كأس العالم، وللمرة الثانية في تاريخنا، بعد إنجاز عام 90 بإيطاليا، واليوم، الوضع العام الذي يمر به اتحاد الكرة، وما يجده من دعم من أعلى السلطات، يعزز من تحقيق هذا الحلم، وبقي أن نشيد بمجلس إدارة اتحاد الكرة، برئاسة يوسف السركال، الذي يعد أحد أسعد رؤساء الاتحادات الخليجية عامة، والمحلية خاصة.

فقد تحققت في عهده كأس الخليج مرتين، والتأهل إلى أولمبياد لندن، وبرونزية آسيا في أستراليا، ولا يفوتنا أن نذكر أهمية تعاون ودور المؤسسات الوطنية المختلفة مع المنتخب، منها إدارات الأندية، التي أعدت واهتمت باللاعبين حتى يكونوا على أهبة الجاهزية لتلك المهمة الوطنية القوية، ونفس الأمر ينطبق على الصحافة التي ساندت الأبيض، وقدمت مادة دسمة من موقع الحدث، شكراً للجميع.. ما قصرتم.. والله من وراء القصد.

Email