احذروا الكانغارو

ت + ت - الحجم الطبيعي

* تحولت أنظار العرب إلى منتخبنا الوطني، بعد العروض اللافتة والنتائج المشرفة للأبيض في نهائيات كأس الأمم الآسيوية، المقامة حالياً في أستراليا، حيث أصبح سفيراً فوق العادة للكرة العربية في المسابقة القارية الكبرى، بسبب الظهور المميز الذي أثلج صدورنا جميعاً وتميزه بالروح العالية والمستوى الفني القوي خلال المباريات السابقة.

خصوصاً نجاحه في إقصاء المنتخب الياباني حامل اللقب من دور الثمانية، ليحجز لنفسه مكاناً في المربع الذهبي لكبار القارة الصفراء، وتأتي اللحظة التي أصبح فيها منتخبنا أمام تحد آخر كبير اليوم مع المنتخب الأسترالي، صاحب الأرض والمؤازرة الجماهيرية، والذي يضم محترفين على مستوى عال، يلعبون في معظم الأندية الأوروبية الكبيرة خصوصاً في إنجلترا، ولذلك أدعو إخواني اللاعبين والجهاز الفني والإداري إلى الحذر الشديد من «الكانغارو» الأسترالي الذي يتطلع لتحقيق اللقب للمرة الأولى في تاريخ بطولات آسيا منذ انطلاقتها عام 1956، فهم ينظرون إلى هذا الحدث من اعتبارات عدة سياحية وترويجية واقتصادية وفنية، بعد أن أصبح الأستراليون «بعبعاً» في القارة الآسيوية منذ انضمامهم عام 2006.

حيث فرضوا أنفسهم بعدها، ومن المهم بالنسبة لنا أن نغلق صفحة المباريات السابقة ونركز بقوة في الأهم، ونحن على ثقة في قدرة منتخبنا على متابعة نجاحاته في سيدني، بعد أن أثبت (بياض الوجه) ويجد كل التعاطف والدعم من الجماهير سواء داخل أو خارج المدن الأسترالية، لأن فرقة المهندس مهدي أكدت جدارتها وتفوقها الفني والتكتيكي والمهاري، ونالت احترام من تابعها على المستطيل الأخضر، وتسعدنا بالنتائج وتفرحنا وتطربنا وتمتعنا بالمستوى المتميز، خصوصاً مباراة اليابان الأخيرة، وعدت بالذاكرة إلى عام 1988، عندما حققنا الفوز على اليابان لأول مرة في الدوحة ولم أشاهد تلك المباراة بسبب زواجي آنذاك، وتشاء الظروف ألا أشاهد مباراة الجمعة الماضي لظروف أسرية مشابهة، وكانت فرحتي فرحتين.

*ولقاء اليوم في غاية الأهمية، وقد وعد المدرب مهدي ونفذ وعده قبل سفره، عندما التلقي بالزملاء الصحافيين، وأكد لهم أن هدفه هو الوصول للمربع الذهبي، ولهذا فليس غريباً أن تختاره أحد أبرز وكالات الأنباء العالمية (الفرنسية) كأحد أبرز الشخصيات الرياضية في القارة، كإثبات قوي على تفوق ابن الإمارات، وهذا وسام جديد لمدربنا الكفء، الذي أصبح اليوم حديث المنطقة، بعد سلسلة النجاحات التي قادها مع الكرة الإماراتية، منذ توليه مهام الإشراف على منتخبات المراحل السنية، وتدرج معها حتى المنتخب الأول الذي نأمل أن يصبح الأول على قارة آسيا.

خصوصاً مع الدعم الذي يجده من القيادة الرشيدة والمؤسسات الرياضية بالدولة واتحاد الكرة بقيادة يوسف السركال، والذي أصبح هو الآخر أسعد رؤساء اتحاد الكرة منذ تأسيسه عام 1971، إذ تحققت في عهد (بويعقوب) إنجازات كبيرة، منها حصول الأبيض على كأس الخليج مرتين والتأهل إلى أولمبياد لندن وحالياً نوجد في المربع الذهبي الآسيوي، لتصبح نجاحاته بمثابة محك وتحد للاتحادات الخليجية، واليوم موعدي مع الأصدقاء في المجلس الاجتماعي بالنادي الأهلي، حيث يقيم لنا القطب الأهلاوي وأحد رجالات الزمن الجميل لكرة اليد الأخ جاسم الحساوي، مأدبة غداء.

بعد مشاهدة مباراة منتخبنا وأستراليا، وكم سيسعدنا منتخبنا إذا ما تأهل إلى النهائي للمرة الثانية ويعيد ذكريات عام 1996، أيام المدرب الكرواتي الراحل توميسلاف إيفتش الذي لقب وقتها بـ«ابن بطوطة» بسبب نجاحاته مع الكرة الأوروبية واليوم يتألق (عيال زايد) بقيادة «المهندس مهدي».. والله من وراء القصد.

Email