رسالة من لاعب الوطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

* شاركت دولة الإمارات بأكبر وفد قدم التعزية باسم الدولة الى القيادة السياسية في المملكة العربية السعودية الشقيقة الكبرى، وأصدق المواساة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وإلى ولي العهد وللشعب السعودي والأمتين الإسلامية والعربية، في وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز «عاهل السعودية رحمه الله»، وحرص جميع قطاع شباب الوطن العربي عامة والاماراتي خاصة، على تقديم واجب العزاء والمواساة للشعب السعودي الشقيق، بعد مسيرة نجاح شهدت إنجازات مميزة على كل الأصعدة، في عهد الفقيد، ونتوقف هنا في شأن القطاع الشبابي والرياضي.

حيث كرس الملك عبدالله الراحل جهوده من أجل دعم مسيرة الشباب وحمايتهم من الإرهاب الفكري والتطرف من خلال متابعته ومشاركته في جميع المحافل الرياضية، كان آخرها حضوره نهائي الكأس، وافتتاح ستاد الملك عبد الله بجدة، وغيرها من الأنشطة والفعاليات التي سيظل يتذكرها التاريخ، لما قام به تجاه أبناء امته ووطنه، فقد كان يرحمه الله قريباً من أبناء شعبه حريصاً على تلبية احتياجاتهم وتحقيق تطلعاتهم، من خلال مشاريع شبابية ومنشآت عملاقة، تجسد الاهتمام والعناية والرعاية التي حظي بها القطاعان الشبابي والرياضي في عهده، وظلت محبته في قلوب الجميع بإنسانيته وقربه الشديد من شعبه الذي عاش معه التحول الكبير والنهضة التي شهدتها هذه الأرض المباركة بالبذل والعطاء، وتقديم مصلحة الوطن والمواطن قبل كل شيء، وليشهد الجميع سواسية نهضة غير مسبوقة في كل المجالات فكان رجل الإصلاح والتنمية.

* وكانت المشاركة الأولى للكرة الإماراتية، انطلقت من الأرض المباركة عبر دورة الخليج الثانية، ولما تمثل الدورة من أهمية لأبناء المنطقة، ومنذ وضع أبناؤنا الرياضيون أقدامهم على أرض المملكة، ونحن نتذكر تلك البدايات، فقد بدأت زيارات فرق الدولة، بعد قيام الاتحاد بسنة واحدة.

حيث لعبت فرق العروبة بالشارقة والأهلي بدبي مع الفرق السعودية وأسهمت بدرجة كبيرة من الناحية الفنية والجماهيرية وزادت من علاقاتنا الرياضية بل نعتبر ارض الرياض بكل المقاييس بداية حقيقية لانتقال لاعبينا والتعرف عن قرب بالتطور الذي شهدته العلاقة الرياضية مع الأشقاء في الجانب الكروي خاصة، ومن هذا المنطلق فقد قدم لاعب الوطن علي مبخوت رسالة واضحة وهامة تبين عمق العلاقة القوية بيننا، عندما كتم فرحته بتسجيل هدف التقدم في شباك اليابان بالبطولة الآسيوية حزنا على رحيل الملك عبدالله، ليلفت الانتباه وتهتم الصحف السعودية بموقفه وتبرز الانتصار التاريخي للأبيض على حساب حامل اللقب في ربع النهائي، وأشارت إلى أن مواصلة المشوار من جانب منتخب عربي خليجي، تؤكد أن الكرة العربية مازالت تسجل حضورها على الساحة، وكان من اللافت تفاعل الصحف الشقيقة وإشادتها بما فعله هداف ونجم العرب علي مبخوت، الذي رفض الاحتفال بهدفه وهو الهدف الرابع له في النهائيات في تصرف ورسالة واضحة من لاعب كبير أراد التعبير من خلاله عن تأثره وحزنه الشديد برحيل قائد كبير.

حيث اكتفى مبخوت برفع يده للجماهير الحاضرة في ملعب المباراة، ولاقت هذه اللقطة الإعجاب والتقدير في أوساط السعوديين والخليجيين على حد سواء، وأبدت الجماهير احترامها لمهاجمنا الموهوب تقديراً لتصرفه الذي بدا بمثابة رسالة ضمنية تؤكد على الوحدة الخليجية والتقارب السعودي الإماراتي الكبير، وقد عبر لاعبو المنتخب عن بالغ حزنهم لوفاة الملك عبدالله في موقف نبيل تضامناً مع أشقائهم السعوديين في وفاة فقيد الأمة .. والله من وراء القصد.

 

Email