صراع أنشيون !!

ت + ت - الحجم الطبيعي

*تابع افتتاح دورة الألعاب الآسيوية رسمياً لعام 2014 في مدينة انشيون الكورية الجنوبية، 4.5 مليارات نسمة، التي تشهد مشاركة أكثر من 14 ألف رياضي وإداري من 45 دولة، وبدأت حدة المنافسة والصراع على الميداليات مبكراً، ويتبدل جدول الميداليات بين الساعة والأخرى.

وبانتظار أحد الرياضيين العرب ليدخل قائمة الشرف، رغم المهمة الصعبة خلال منافسات لوجود عدد كبير من أبطال القارة والعالم، ولعل أهم ما يميز هذه الدورة الرياضية اكتمال جميع الدول الأعضاء بالمجلس الأولمبي الآسيوي لأول مرة، حيث يجتمعون مع الرياضيين والرياضيات في فعاليات الدورة التي تستمر حتى الرابع من أكتوبر المقبل، ويتنافس فيها المشاركون على 439 ميدالية ذهبية.

ومنهم من حسم أمره سريعاً ورفع علم بلاده في سماء هذه المدينة التي تعشق التحدي، وتعتبر «الآسياد» الذي تحتضنه على مدى أسبوعين، الحدث القاري الأبرز حالياً، وهو الثالث من نوعه الذي تستضيفه كوريا الجنوبية في أعقاب استضافتها آسياد سيول في عام 1986 واسياد بوسان عام 2002 ، بجانب تنظيم كوريا الجنوبية للألعاب الأولمبية عام 88، وتنظيم كأس العالم لكرة القدم، بالاشتراك مع اليابان.

ونلاحظ هنا كيف يفكر هؤلاء بكل دقة وتركيز، قبل تنظيم أي حدث رياضي كبير مثل الأولمبياد، حيث بدأوا أولاً بالخطوة الأولى وهي تنظيم الآسياد، ووقفوا على الأخطاء وتجاوزوها في الأولمبياد، ونفس الأمر ينطبق على تنظيمهم نهائيات كأس العالم.

فالعمل هنا يدرس خطوة بخطوة، كل شيء يحسب حسابه بدقة متناهية، وهذا هو الاحتراف الحقيقي في العمل، وليس بأن تصرف أموالك دون هدف أو تخطيط لتنفيذ استراتيجية معينة، فنحن نصرف الكثير على تنظيم البطولات دون أن نجني ثمار النجاح وهذا آخر ما نفكر فيه نحن العرب، هنا في كوريا كل شيء مدروس والمصروفات تعوضها مدخولات أخرى تزيد عما تم صرفه بأضعاف، المهم أن لا تخسر فلساً واحداً.

بل ترفع من قوة الموازنة للاقتصاد الرياضي في بلادها، وللعلم هذه قضية مهمة ومادة تدرس بالجامعات، حيث يعتبر الكوريون الرياضة أحد الموارد الهامة في اقتصاد الدولة، خاصة أنها لم تعد كما كانت في السابق مجرد رياضة تنافسية فقط، بل أصبحت اليوم عملاً و«بزنس» وصناعة وليست مجالاً للرفاهية والترويج والاستعراض، فقد انتهى عصر البذخ بدون مقابل!!

*ويتوقع أن تكون المنافسة في هذه الدورة قوية بين كوريا المضيفة والبقية، كما يتوقع أن تعزز الصين من سيطرتها على هذا الحدث الرياضي الذي يقام كل أربع سنوات، بعد أن تصدرت جدول الترتيب العام وحصدت أكبر عدد من الميداليات في كل أحداث الآسياد منذ انعقادها في عام 1982 في نيودلهي.

وأكدت تفوقها في آسياد غوانز هو الصينية قبل أربع سنوات بالحصول على 199 ميدالية ذهبية، في حين جاءت كوريا الجنوبية في مرتبة الوصيفة برصيد 76 ميدالية ذهبية، وبعد سيطرة الصينيين تدخل كوريا الجنوبية واليابان في معركة ساخنة للحصول على المركز الثاني منذ آسياد بانكوك عام 1998 ووقتها احتلت كوريا الجنوبية المركز الثاني في ترتيب الميداليات، وتطمح الآن على أرضها في توسيع تفوقها على اليابان في الألعاب الآسيوية الحالية.

حيث تشارك كوريا المضيفة بأكبر وفد لها في الآسياد ويتكون من 1068 فرداً، بينهم 831 رياضياً في جميع الألعاب الـ36 المدرجة في الدورة، ويتمتع البلد المنظم بدعم جماهيري وتتوقع الفوز بأكثر من 90 ميدالية ذهبية في الرياضات الفردية، لتعزيز مكانتها باعتبارها ثاني أفضل دولة في القارة، وحتى تظل متفوقة على اليابان، فماذا تقدم لنا هذه المرة والمنافسات على أراضيها؟ دعونا ننتظر.. والله من وراء القصد.

Email