صباح «الواتساب»

ت + ت - الحجم الطبيعي

*تمثل كرة القدم في حياة الشعوب، ثقلاً اجتماعياً خطيراً مؤثراً في سلوكيات الناس، ومحبي هذه اللعبة المجنونة، لذلك أفرد لها حيز كبير بين الأوساط الرسمية والشعبية، فليس غريباً أن نشاهد صراعاً سياسياً اقتصادياً سببه »كرة القدم«، وهذا الواقع نعايشه يومياً خصوصاً بين الدول الكبرى التي تتنازع من أجل استضافة كبرى بطولات العالم، ولم تعد المنافسة محصورة داخل المستطيل الأخضر فقط، بل تجاوزت ذلك، فأصبح الصراع دائراً بين الهيئات والاتحادات من أجل كسب ود هذه اللعبة الأكثر انتشاراً، وفي عالمنا الرياضي اليوم، نرى العديد من المناسبات التي ساهمت فيها الرياضة بتنقية الأجواء بين كثير من الشعوب ولعبت أيضاً دوراً في إزالة الحساسية والتغلب على التوترات الناشبة بسبب نتائج الكرة بشكل خاص، فهذه الرياضة لها خصوصيتها ولا أحد يختلف على إثارتها وجاذبيتها دون كل الرياضات الأخرى!

* وقد حرصت على أن أبدأ الزاوية بهذه المقدمة، لأن الساحة الرياضية الآن، لا تقبل أي انتكاسات وإحباطات جديدة، فلسان حال جماهيرنا يقول دائماً، كفانا ما حدث، وعلينا أن نتغلب على أخطاء الماضي ونفتح صفحة جديدة، فهناك العديد من القضايا اليومية التي تشهدها الساحة سواء كانت محلية أو خارجية، فمثلاً لا نريد أن نسمع أو نقرأ عن الخلاف السنوي والمزمن بين اتحاد الكرة والرابطة، منذ تأسيس رابطة لدوري المحترفين.

حيث ظل الخلاف قائماً حول من يقود الآخر في دوري المحترفين الذي نستعد لاستقباله، وقد لفت انتباهي وصف الخلاف سابقاً بأنه بين(فرعون وعون) كما نشر، وهذه تمثل نقطة خطيرة تهدد الكيان الكروي، إذا كنا نريد إصلاحه ومعالجته بالصورة الصحيحة وبالنوايا الحسنة، فالخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، ولكن الخلاف بين المؤسسات تعتبر كارثة، يجب أن تتوقف فوراً، حتى لا تتفاقم الأمور وتزداد تعقيداً، وهذه نصيحة العبد لله قبل ضربة البداية.

* قضية الحضور الجماهيري والتشفير ستفرض نفسها مرة أخرى، وأقول نحن مازلنا هواة في كل شيء، فمن الصعب أن تحل أزمة الحضور الجماهيري بالصورة المطروحة، فالقضية ليست قضية الجماهير، هناك فكر ناقص في القاعدة (الأندية والهيئات الرياضية)!

وبخلاف هذا شهدت الساحة الكروية نشاطات حافلة، وما نريد طرحه هو من يريد العمل يستطيع أن يعمل ومن يريد »المنظرة والبهرجة« الإعلامية يستطيع، وما أكثرهم هذه الأيام، الكل يستغل الموجة ويغني على ليلاه، ومن جانبها استعدت الأندية بعد جولات أوروبية، استمتعوا بأجوائها، وبكل صراحة أقول وبمنتهى الصدق، علينا أن ندعم النيات الحسنة ولا ندخل في قضايا جانبية هامشية، لا محل لها من الأعراب، فالأسرة الرياضية التي تأتي على رأس العمل في الهيئات الرياضية، يجب أن تتصف جميعها بحسن النية، لأن العمل تطوعي، ولا يكون شعارنا »من يخالفني عليه أن يرحل ويترك المجال لغيره، ومع آلف سلامة«، وقد لفتت انتباهي رسالة بعثها لي زميل قديم، يقول إن الأمثال القديمة، تغيرت مع الوضع الجاري، ففي زماننا اليوم، من يقول »من جد وجد ومن تخرج قعد«، و»أصغر منك بيوم أعلم منك بعشرين سن« !! و»يا خبر بلفوس وبعد دقائق تلقاه في (الواتساب)«.. والله من وراء القصد.

Email