تعلموا من درس الجزائر

ت + ت - الحجم الطبيعي

*تصرف أنديتنا الملايين من أجل إعداد فرقها الكروية، حيث تقيم لها معسكرات تدريبية في أرجاء أوروبا، وتجلب العديد من اللاعبين الأجانب، وترصد أموالاً باهظة من أجل الفوز في مباراة أو في بطولة، ولكن تأتي لحظة طائشة من أحد الجماهير الغاضبة، تقلب الأوضاع رأساً على عقب.

كما حصل في بعض مباريات العام الماضي، والكل يتذكر واقعة اعتداء قامت بها بعض الجماهير للأسف من (الصبيان) فتحت النار على الأندية، وأثّرت في مسيرتها، وما أريد أن أصل إليه هو أن نتعلم من دروس الماضي، وإن كانت بداية هذا الموسم حملت أخباراً غير سارة ومؤسفة، من جماهير ثائرة بالمنطقة العربية.

ومنها تصرفات جماهير فريق اتحاد جدة السعودي غير المسؤولة، التي حرمته من حضور مباراة فريقها مع العين الإماراتي على أرضه جدة في إياب دور الثمانية من دوري أبطال آسيا، بقرار من لجنة الانضباط بالاتحاد الآسيوي رغم أهمية تلك المواجهتين، في مرحلة حاسمة من عمر أقوى وأهم البطولات القارية، وهو ما كان له تأثيره المباشر في معنويات لاعبي الاتحاد ليخسروا ذهاباً وإياباً 2/0 و3/1، ويودعوا البطولة الآسيوية.

وكان لذلك تأثيره أيضاً في تقديم مدرب الفريق خالد القروني استقالته، وإن كان لنا عتب على الأشقاء قي اتحاد جدة، من جراء التصرفات المؤسفة التي وقعت خلال مباراة العودة للاعبي العين حسب تصريحات مشرف الفريق حماد.

لأنه عاش اللحظات العصيبة قبل بدء اللقاء الحاسم، ونقل الأمر للاتحاد الآسيوي وهي لا تليق إطلاقاً بمكانة وتاريخ ناد كبير مثل الاتحاد، حيث حاول البعض عرقلة مسيرة فريق العين بكل الطرق، وعموماً لن نعطي هذا الأمر حجماً أكبر، فعلاقاتنا أكبر من نتيجة مباراة.

ونحن على ثقة بأن نادي العين أكبر من كل هذا، ويعرف كيف يتصرف بحكمة، وأغلقت تلك الصفحة، وتنظر إلى الصفحة الأهم، وهي القمة المرتقبة الأخرى مع الهلال السعودي في نصف النهائي الآسيوي.

*ونعود إلى صلب القضية، وأنبه إدارات الأندية إلى ضرورة توعية جماهيرها قبل انطلاق الدوري، من خلال عمل تثقيفي توعوي للجماهير، خصوصاً الروابط، وكذلك اللجان التي تنظم وتشرف على عملية دخول الجماهير، لضمان السلامة للجميع، خصوصاً أن جماهيرنا للأسف تضم بينها أعماراً سنية صغيرة، غالبيتهم من الطلبة المراهقين الذين تصدر عنهم أفعال وتصرفات غير مسؤولة.

قد تسبب المتاعب والمشاكل للأندية، برغم براءة إدارتها، كما حدث في العام الماضي من مواقف وضعت الأندية في موقف حرج للغاية لا تحسد عليه، وأرى ضرورة التركيز على ظاهرة الفوضى والعنف في ملاعبنا لحماية وكرامة مقدسات ملاعبنا الرياضية، وفقاً للنظم والقوانين المتبعة مع ضرورة التوعية الإعلامية الإرشادية.

خصوصاً أيضاً بعد الحدث الكروي المأساوي والمحزن الذي وقع في الجزائر أخيراً، للمهاجم والهداف الكاميروني إيبوسي المحترف في صفوف فريق شبيبة القبائل، والذي راح ضحية تصرفات جنونية من جماهير النادي، ما كان له تأثيره البالغ في الرأي العام الدولي.

وفي معنويات اللاّعبين الأجانب في بلد المليون شهيد، حيث بدأ العديد من النجوم الأجانب التفكير في مغادرة الجزائر دون رجعة، لهول ما حدث، حتى إن المدرّب البلجيكي لنادي شبيبة القبائل بروس صدم مما حدث لهداف الفريق إيبوسي بتلك الطريقة، وتحدث مع رئيس النادي شريف حناشي بأنه قرر الرحيل وترك النادي وفسخ عقده، مؤكداً له أنه لم يعد قادراً على العمل في مثل هذه الأجواء!

* ويالها من مأساة، اكتملت فصولها الدرامية، بأن يرزق إيبوسي المقتول، بطفلة ولدت يوم 8 الجاري، إنها مأساة حقيقية تعاني منها الكرة من بعض الدخلاء على عالمها، ومازال صدى هذه الأزمة يهدد مستقبل الكرة الجزائرية التي تألقت في المونديال الأخير بالبرازيل.

حيث تجمع أكثر من خمسين طالباً إفريقياً يدرسون بالجامعات الجزائرية في وهران، خلال تجمع كروي تذكروا فيه روح فقيد كرة القدم الجزائرية والكاميرونية إيبوسي، فهل نستوعب الدرس حتى لو كان في الجزائر.. والله من وراء القصد.

Email